البانكسيون والعشق الممنوع .. هكذا جعلوا من الجنس ضربا من الجنون

يرتدون ثياب النساء المثيرة وقمصان النوم ولهم ادوات ماكياج صارخة الالوان

كتبت تحقيقا صحفيا في شبابي عن العشق الممنوع في الكويت وعن هؤلاء ” البانكسيين” باسلوب مختلف وكأنه حيث الحب والجنس في جملة واحدة وكان عنوان التحقيق : البانكسيون والعشق الممنوع .

للكاتب الكبير / طه امين

العشق الممنوع

وفي هذا التحقيق وضعت الغريزة بين قوسين .

وكنت الصحفي الوحيد في شتاء 1984 الذي كشف النقاب عن مجموعة شواذ لهم طقوس ومقابلات سرية بعيدا عن انظار العامة في المجتمع الكويتي شأنه شأن كل المجتمعات الانسانية ، وكيف تشكلت هذه المجموعة وديا جمعية ولها ميزانية واطلقوا علي انفسهم ” مجموعة ” البانكس ” .
وهم مجموعة شباب اقرب الي فكر “الهيبز ” في البهيمية والحرية الشاذة .. ولاحظت انهم جميعا من ابناء الاثرياء بلا حساب ويدخنون الحشيش والماريجوانا ..ويتعاطون الهيروين بإفراط ، وكانت هذه الثلة من الشباب تجتمع بانتظام في احد اجنحة فنادق الخمس نجوم وسط العاصمة ، ويرتدون ثياب النساء المثيرة وقمصان النوم ولهم ادوات ماكياج صارخة الالوان ويمارسون كل انواع الجنس .. وعندما رصدتهم وكتبتهم وحللتهم وعرضت اسمائهم بحروف رمزية علي مدير تحرير مجلة النهضة عبد الله الشيتي كافئني عميد الصحافة الكويتية ( صاحب دار الراي العام ) عبد العزيز المساعيد في ذاك الوقت بطاقم انيق يحتوي علي ساعاتين ماركة رادو لي ولخطيبتي وميدالية ذهبية عيار 24 مازالت احتفظ بها حتي الان .
واظن انني كنت شابا ثائرا في ذاك الوقت واحفر مستقبلي باظافري واطرح موضوعات غير نمطية واتقمص شخصيات واجري مقابلات واطرح من خلالهم قضايا احتماعية وسياسية واقتصادية وكنت أقلد اسلوب اخي رضا امين التجريدي في الكتابة وهكذا اسلوب مفيد فوزي الرائع وصحفي الاخبار عبد العاطي حامد واخرين .

العشق الممنوع

برعوا في الحب وتفوقوا في الجنس

المهم ناقشت في هذا التحقيق الاستثنائي فكر الشباب البانكسي المتحول او يريد ان يتحول الي انثي .
ناقشت قضيتهم بمنتهي الجرأة والشجاعة فصورتهم كشباب قد خاصم ذكورتهم ففجروا وأنعشوا هرموناتهم الأنثوية الكامنة في اعماقهم ففجروا وبرعوا في الحب وتفوقوا في الجنس .. وكيف ان زعيمهم الشاذ جنسيا قد تعمق في فنون الجنس ووصفته في التحقيق بانه فيلسوف المجموعة الجنسية، وزعمت من عندياتي انه قرأ وتأثر بمؤلفات الماركيز دي ساد ” فيلسوف الجنس الفرنسي ” الذي حدد في كتبه معني الجنس ولاشيئ الا الجنس .. وكل انواع الجنس المريض والعنيف ، ولما سألت زعيم البانكسيين قال لي انه يريد من المجتمع ان يعترف به كأنثي واذكر ان جراح كبير وصف لي ماينبغي فعله من ازالة الخصيتين ورأب المهبل وتجميل الثدي بفلذات البوتاسيوم وجراحة تغيير الصوت الي طبقة اكثر أنوثة كي ينخرطوا في عالم الأنوثة ..ولم تكن لهؤلاء الشباب تجارب مع الانثي او انهم امرأة بين رجال كثيرين ..وكانت المشكلة طبقا لكلام وزير الصحة لي استاذي الراحل الدكتور عبد الرحمن العوضي ان القوانين الصحية في المجتمع الكويتي لاتقبل ذلك .. وكنت التمس لهم العذر لان كل شباب يريد ان يفرج عن الانثي بداخله وهكذا الكبت والعفة ، وانه طالما المجتمع عجز عن ايجاد الحلول فتركوا انفسهم بلا ضابط ولا رابط ..ورصدت من يرعي ويمول هذا المشروع الغريب .. ولم اشأ ان اذكره وهو ظابط المخابرات العراقي في السفارة العراقية لدي الكويت “ح الملا “.

المعروف لكل الصحفيين يقوم بتموين هذا التفرغ الجنسي فيأتون لهم بادوات الماكياچ ومساحيق الجمال والعطور المثيرة والملابس الخليعة والمحذقة ، وبعيدا عن عالم المخابرات استعنت في هذا التحقيق بأطباء الغدد وعلم النفس ، ولم اترك شيئا عن الثقافة الجنسية الا وكتبتها ، وحتي اعطي للتحقيق بعدا عميقا اشرت لرواية اسمها ” جستنين او فلسفة غرفة النوم ، وهي رواية تدل علي تعمق لا نظير له في كل الآداب الاوربية .

العشق الممنوع
رجل ولكن في شكل أنثى

ووجدت ان الذي قاله زعيمهم علنا يخجل ان يقوله كثيرون سرا لانه كشف معاناته كذكر لديه كل الميول الأنثوية انه رجل في شكل انثي تعري وكشف عن اعماقه دون حياء او خجل ، وتناولت في التحقيق ابعاد اخري عن تاريخ الشذوذ وقضية مدينة “سودوم ” التي هي اخت مدينة ” عمورة ” التي درستها في التوراة وان الله قد خسف بالمدينتين بسبب انحلال اهلها من قوم لوط عليه السلام !
وادهشني هؤلاء الشباب وهذا الخداع البصري ، وتساءلت عن شاب بعينه بدي لي فتاة جميلة يلفها الخجل فشعرت انني وسط مجموعة من الفتيات يحلمن بطرح قضيتهن او واقعهن الأنثوي دون ذكر اسماء .. وتعمدت في التحقيق ان تكون صورهم وكأنهم اشباح بشرية!!

أصفر وأحمر وأصوات ناعمة

ايضا:بعد ١٤ عام من “العشق الممنوع” عودة كيفانش وبيرين سات إلى اسطنبول

العشق الممنوع

ومن الطريف انني بعد اكثر من 25 سنة أعددت حلقة تلفزيونية عن قضية هؤلاء المتحولين في برنامج توك شو اسمه ” تو الليل ” مع محامي يقدم فقرة في هذا البرنامج لا اذكر اسمه واظن ان في اسمه الشهير عبد الجليل .. وربما كانت هذه الحلقة في عام 2010 عندما كانت اغلب تحقيقاتي في ذاك الوقت تذاع في نشرة اخبار تلفزيون وجريدة الوطن بإشراف صديقي رئيس تحرير النشرة محمد عقل .
وكان لابد لهذه الحلقة الفريدة ان تبث ليلا في برنامج ” تو الليل ” وان يتكلم هؤلاء الشواذ ويشرحون قضيتهم من وراء حجاب . ومشاكلهم العضوية ، ولماذ يفرطون في ارتداء زينة النساء والحلي والاكسسوارات حيث الأقراط والعقود بل ويسرفون في الاحمر والأبيض والكحل وصوتهم الناعم والا لن يتكلمون معنا في شيئ .. وبعد انتهاء الحلقة وجدتهم يمسحون الماكياچ الذي أسرفوا فيه ولم يحني احدهم رأسه خجلا من الشخصية الاخري التي تسكنه ، فهو ذكر ولكن بداخله انثي ربما لاسباب هرمونية ..وكانت الاسئلة التي أعددتها في هذه الحلقة تحاول ان تعري مافي اعماقهم حتي يفهمهم .. فكانت اسئلتي كمعد بطبيعة الحال هل الحب يفسد الجنس ؟ ..وهل الجنس يفسد الحب ؟.. وان الطريق السليم في العلاقات الانسانية ليس سليما ..وكيف يكون الحب بلا جنس ، ولا يوجد جنس ليس فيه حب ، ولاحظت ان إجاباتهم ليست بمستوي الاسئلة فكانت إجاباتهم منكسرة فهي الافضل من البجاحة .. رغم انني فجرت فيهم مشاعر الأنوثة بداخلهم ، وكانت هذه الفقرة بالذات مسجلة في البث المباشر .. واحدثت دويا كبيرا !

كتب ايضا باخبار مصر عن:سفر وعلاقة محرمة ينهيا حياة سيدة بالشرقية .. العشق الممنوع

رجوع الشيخ لصباه…

والواقع انني عندما طالعت لاحقا كتب الجنس الكثيرة مثل كتاب سيدي محمد النغزاوي وجدته ساذجا قياسا بكتب التراث العربي والأكثر شيوعا ” رجوع الشيخ الي صباه ” وهو مايعني ان مجتمع الجزيرة العربية كان واسع الثقافة الجنسية ، وادركت من خلال هذه الكتب ان عدد الاوضاع الجنسية تصل الي اكثر من 200 وضعا اما الهنود فقد ضاعفوا هذا العدد بكثير ، ولا اظن ان هذه الارقام موضوعية ، وميزة الفيلسوف الفرنسي انه يصف من هذه الاوضاع القليلة ويفلسفها .
شخصيا اري وبشكل علمي غير مبتذل ان الانسان يكون علي طبيعته عندما يكون طفلا او حيوانا بدائيا او مجنونا ، ولذلك اعتقد ان حالات الهياج الجنسي او الظمأ الجنسي تكون عند المرضي اوضح منها عند العقلاء !

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.