العقل والجسد .. سر العلاقة بينهما وعلاقتهما براحة الجسد وهدوء النفس

العقل والجسد .. سر العلاقة بينهما وعلاقتهما براحة الجسد وهدوء النفس

 

 

 

العقل والجسد .. النوم هو حالة طبيعية من الراحة الجسدية والعقلية والنفسية ويتم فيها تقليل النشاط الحسي والحركي، ويحدث فيها إنخفاض في الوعي والوظائف البيولوجية الأساسية لجسم الإنسان.

بقلم الباحثة: زينب محمد شرف

ويعد النوم جزءًا أساسيًا من دورة الحياة اليومية ويؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية، والعقلية وبالتالى يؤثر على الحاله المزاجية والنفسية بشكل أكبر، ويقول من رواية عزازيل ” النوم هبة إلهية لولاها لاجتاح العالم الجنون”.

كل إنسان يعيش في مراحل النوم الخامسة بنسب مختلفة:

المرحلة الأولى – الإنتقال إلى النوم:

عندما يبدا الإنسان في مرحلة النوم يدخل جسمه في مرحلة وحالة إسترخاء عميق وتتوقف الأنشطة البدنية إلى حد كبير، لكن عقلك يبدأ في معالجة البيانات المعلومات والأحداث الذى مر بها لينتقل إلى مرحلة النوم الخفيف.
المرحلة الثانية – النوم الخفيف:

في هذه المرحلة يبدأ الدماغ بالانتقال إلى حالة أعمق بشكل محدود، حيث تقل القدرة على الإستجابة للمنبهات الخارجية، خلال هذه الفترة وهنا قد تبدأ في رؤية مشاهد عشوائية، وعند البعض قد لا تكون واضحة، حتى يصل إلى مرحلة النوم العميق.

المرحلة الثالثة – النوم العميق:

في هذه المرحلة الدماغ تصبح أكثر إسترخاءً ولكن بشكل عام لا تحدث الأحلام الطويلة الواضحة، بل يمكن أن تحدث بعض الأفكار الملتبسة.
ومرحلة النوم العميق أيضًا هي إحدى مراحل النوم التي تحدث خلال الدورة النومية.

وتعتبر من أهم المراحل لإستعادة الطاقة وتجديد كل من الجسم والعقل، والنوم العميق يحدث خلال النصف الأول من الليل وهو يشكل جزءًا من النوم غير الريمي، والنوم الريمى هي مرحله تسبق النوم العميق.

أقرأ المزيد:طارق نور رئيسًا للشركة المتحدة: خطوة نحو تعزيز الإبداع الإعلامي

ويشمل هذا النوع من النوم العميق نوعين (مرحلة النوم العميق – مرحلة النوم العميق جدًا).
مرحلة النوم العميق:
يكون النشاط الدماغي للإنسان في أدنى مستوياته، ويكون الجسم في حالة إسترخاء تام، وهنا تنخفض معدلات التنفس وضغط الدم، ويكون من الصعب إيقاظ الشخص إلى حد ما.
مرحلة النوم العميق جدًا:
تتضمن هذه المرحلة أعمق حالات النوم حيث ان يكون الجسم في حالة شفاء وتجديد للجسم، وتعتبر هذه المرحلة مهمة بشكل خاص للنمو الجسدي وتجديد الأنسجة وتقوية جهاز المناعة، ويحدث بها العديد من العمليات الحيوية.

مثل:

(إفراز هرمون النمو وهذا الهرمون يلعب دورًا في إصلاح الأنسجة وتجديد الخلايا/ تقوية الذاكرة والتعلم ويساعد أيضًا النوم العميق جدًا في تعزيز الذاكرة والتعلم من خلال إعادة تنظيم البيانات المعلومات والأحداث التي تم تخزينها خلال اليوم أو خلال فترات من العمر / إصلاح الجسم من خلال تجديد خلايا الجسم وإصلاح الأنسجة التالفة، مما يعزز الصحة العامة).

ومن هذا المنطلق يعتبر هذا النوع من النوم أساسيًا وإيجابيًا للصحة البدنية والعقلية، ولذلك يعتبر من الضروري الحصول على فترات نوم كافية تحتوي على هذا النوع من النوم، والعكس قله النوم ينتج عنها أضرار ومنها (ضعف الأداء العقلي والذاكرة / زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة / تدهور الجهاز المناعي / التقلبات المزاجية / زيادة الوزن / ضعف الأداء البدني / مشاكل في البشرة / مشاكل في العلاقات الاجتماعية وحسن التعامل مع أفراد المجتمع سواء المقربين أو العلاقات الاجتماعية بشكل عام).
المرحلة الرابعة حركة العين السريعة:
هذه المرحلة الأكثر إرتباطًا بالأحلام الدماغ هنا يكون نشطًا، وعادة ما تكون حركة العين سريعة، بينما يظل الجسم في حالة من الشلل العضلي – من أجل منع الحركة أثناء الحلم، وهنا تكون الأحلام أكثر وضوحًا وتفصيلًا، وقد تتضمن مشاعر قوية وتصورات واضحة.
المرحلة الخامسة – الاستيقاظ أو العودة للنوم:
بعد المرور بدورة نوم تشمل مراحل عدة من النوم العميق ومرحلة حركة العين السريعة، قد تستيقظ من حلمك، أو إذا إستمر النوم، قد تنتقل إلى مرحلة جديدة من الأحلام.
الحلم غذاء الروح يحكى قصه الأمس:
الحلم هو مرحله فكرية تحدث أثناء النوم، ويحدث فيها مشاهد وأحداث ربما تكون منطقية أو تكون غير منطقية تصل إلى حد الخيال، قد يكون الحلم مرتبطًا بأحداث أو المشاعر أو الأفكار التي حدثت معك خلال يومك.
التجارب الذهنية بين الأحلام العادية وأحلام اليقظة “الخيال يجعل الحياة جميلة، ولكن الواقع هو ما يجعلك تنمو”:
العلاقة بين الأحلام العادية وأحلام اليقظة تتمثل في كونهما نوعين من التجارب الذهنية التي تحدث في أوقات مختلفة ومن خلال عمليات عقلية مشابهة.
أن أحلام اليقظة ربما هى فخ لنفسك بنفسك:
أحلام اليقظة تحدث فيها إنغماس الشخص في أفكار أو صور خيالية أو سيناريوهات ذهنية أثناء الاستيقاظ، تتسم هذه الحالة بتدفق الأفكار والخيالات دون أن تكون مرتبطة بالواقع الحالي، يمكن أن تحدث هذه الأحلام في أي وقت، وغالبًا ما يكون الشخص في حالة إسترخاء أو عند القيام بأنشطة لا تتطلب تركيزًا شديدًا، مثل ذلك عند الشعور بالملل.
“العقل الذي يضيع في أحلام اليقظة لن يجد نفسه أبدًا في واقع النجاح”:
أحلام اليقظة قد تتضمن التخيل حول المستقبل أو الرغبات الشخصية وإنشاء قصص أو سيناريوهات خيالية والتفكير في مواقف حدثت في الماضي أو حتى يتصورها في المستقبل حتى الشعور بالانغماس في عالم خيالي بعيد عن الواقع.
قد تكون أحلام اليقظة مفيدة لتحفيز الإبداع أو إتخاذ قرارات، لكنها في بعض الأحيان قد تشتت الإنتباه وتؤثر على القدرة على التركيز في المهام اليومية .
مطاردة أحلام اليقظة المفرطة للهروب من الواقع:
هي حاله من الإنغماس بشكل مفرط في الخيال والأفكار التي لا تتعلق بالواقع، وقد تصبح هذه الحالة مصدرًا للقلق وتؤثر على الأداء اليومي للشخص، يمكن أن تكون هذه الحالة مرتبطة بالعديد من الأسباب مثل زيادة التوتر أو الاكتئاب.

وبالتالي لابد من العمل على رفع مستوى الوعى الذاتي من خلال تسجيل اللحظات التي يحدث فيها ذلك والتعرف على المواقف التي تحفزها، والاستعانة بتقنيات الانتباه والتركيز، وممارسة تقنيات جديده مثل وضع أهداف يومية محددة وترتيب الأولويات مما يساعد أكثر على التركيز على المهام اليومية ويقلل من الانجراف في أحلام اليقظة، حتى تصل بنفسك لإدارة التوتر والقلق لأن القلق من أكثر المحفزات لأحلام اليقظة، وتوجد تقنيات إيجابية أخرى مثل الرياضة المنتظمة، والاستفادة من الهوايات والأنشطة المبدعة.

منها (القراءة، الكتابة، الرسم) وتحويل التركيز إلى أشياء مفيدة، وإتباع العلاج السلوكي المعرفي ومعالجة الإنماط السلبية في التفكير، والحد من المشتتات، ويفضل التواصل مع متخصصين في العلاج النفسي لدعم التحكم في التوتر أو أي محفزات أخرى.

ورغم كل هذه العيوب إلا أنها توجد في أحلام اليقظه مزايا عديدة منها تحفيز (الإبداع، الذاكرة، والتحفيز العاطفي) ومن هذا المنطلق أجعل واقعك أفضل من أحلامك أيًا كانت نوعها.

المزيد:بعد شفاء كندة علوش من السرطان نصائح لصحة جيدة بعد المعافاة من المرض