العلاقات الإنسانية والتشبح
العلاقات الإنسانية والتشبح
نهى عراقي
من أراد هجرك بإرادته اتركه يرحل بل وعاونه على الهجر لا تحاول أن تذكره بك.
واعلم أن من أذى مشاعرك بغير رحمة ولا ضمير لا يستحق أن يكون معك، فمن لم يُجد سكنة القلوب والأرواح مكانه قمامة العلاقات.
كم أصبحت العلاقات الإنسانية بحاجة للمسة رومانسية لمسة رحمة ومودة ورفق، كي تنجلي أرواحنا وإنسانيتنا مجددا نحتاج لسيل من المشاعر الرومانسية تتدفق في شريان العلاقات كي تبث بها روح الحياة مجددا.
لقد ساد بيننا اللامبالاة بمشاعر الآخر بل أصبحنا نغتال الود والرحمة أصبحت القلوب وكأنها شق صخر سقطت فيه كل المشاعر الحميمة ونضب فيها ماء النضارة التي تبعث في حنايا وجنبات الروح السعادة والوجود.
أحدهم يجيد فن التشبح بظهوره في حياة الآخر يرتدي قناع الزيف ويتسلل في غفلة من العقل لقلب الآخر ويستوطن ويسكن ويزداد تعلق الآخر به حد الموت، ثم يختفي فجأة فهو يعلم جيدا مدى تعلق الآخر يعلم أنه بالنسبة له كالوليد حال أول لحظة عناقة للحياة، فهو يختفي كي يفرض سيطرته عليه أو إخضاعه لأغراضه وشروطه، ضاعت القيم والرحمة والإنسانية.
وأحدهم مثل الزئبق فهو مراوغ يظهر ويختفي دون تفسير وكل أعذاره أوهن من بيوت العنكبوت.
وآخر يرى نفسه ضئيل الفكر والقيمة ويشعر بنقص أمام الآخر فيختفي بعد ما ترك جرحا عميقا في الروح.
وأحدهم أتى ليجد ملاذا لغرائزه وقضاء وقت لطيف وكأن الآخر مجرد محطة أو مكان للتنزه.. الحب لديهم مجرد رغبة أو ركن للاسترخاء والمتعة والهروب من الروتين فأصبح الحب الذي هو وريد الحياة مجرد لحظات و رغبات سرعان ما تنتهي مع إنسان و نكررها مع آخر دون أن نضع في الحسبان إن كان الطرف الآخر تعلقت روحه بنا وأحب حباً صادقاً لدرجة أنه يشعر بالاختناق و الاحتضار وأن قلبه وروحه قُتلَا قَتلاً مع سبق الإصرار.
أصبحنا أجسادا بلا قلوب، أرواحا بلا حياة أحياء لكن أموات، كل هذه العلاقات مؤذية للإنسان الصادق في مشاعره وكثيرا ما تكرر معه هذه الأحداث لكن بصور مختلفة لكن لصدق مشاعره يسقط من جديد في شق الصخر، فتكون النتيجة أن الآخر يفقد الثقة في نفسه وفي الآخرين ويغلق الأبواب ويحصد كل تلك العلاقات العفنة ويلقي بها بقمامة العلاقات.
أوجه رسالة لأولئك المتشبحين الدجالين قد انكشف أمركم وسيأتي عليكم الدور لتشىربوا من نفس الكأس، أميطوا الأذى عن المشاعر فجرحها لا يلتئم، فأنتم أخرستم أغاريد الحب والمشاعر النبيلة.
العلاقات الإنسانية والتشبح
![العلاقات الإنسانية والتشبح](http://www.elmshaher.com/wp-content/uploads/2022/08/IMG-20210522-WA0010.jpg)