حين خرج عبد الوهاب عن صمته وتحدث عن رحلة ٢٧ عاما جمعته بالعندليب
حين خرج عبد الوهاب عن صمته وتحدث عن رحلة ٢٧ عاما جمعته بالعندليب
عبد الوهاب .. صدم الوسط الفنى كله بوفاة العندليب وتحدثوا كثيرا وبكوا كثيرا اما موسيقار الاجيال فقد لزم الصمت لثلاثة ايام من خرج عن صمته وتحدث للصحافة والتليفزيون فماذا قال ؟؟
كتبت / غادة العليمى
فى اليوم الثالث لوفاة العندليب الأسمر عبدالحليم.
كشف الموسيقار محمد عبدالوهاب أسرار علاقة 27 عاما جمعته بعبدالحليم حافظ.
وأكد انه : «كان متشددا فى الوصول إلى الكمال»
كانت صدمة وفاة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، أكبر من احتمال أستاذه الموسيقار محمد عبدالوهاب،
فبعد أن تلقى خبر وفاته فى المستشفى بلندن يوم 30 مارس 1977 .
اقرأ أيضا حين سألت نجاة عبد الوهاب كل ده كان ليه
أغلق حجرته وظل ملازما لها يصلى ، وفقًا لما تذكره الأهرام فى عددها يوم 1 إبريل 1977..
«اتصل قبلها عبدالوهاب مساء 30 مارس، مستفسرًا عن حالة عبدالحليم فى الوقت الذى كان ينزف فيه،
وأخفوا عليه سوء الحالة التى يمر بها عبدالحليم، وفى الساعه الثامنه من صباح 31 مارس، عاود الاتصال بالمستشفى، وما أن علم بالنبأ حتى انهار، وسقطت السماعه من يديه».
رحلة العندليب مع موسيقار الاجيال
كان «عبدالوهاب» يستدعى ذكرياته وإلى جواره طبيبه الخاص د. عوض إبراهيم.. يذكر:
«سمعت صوت حليم سنة 1950 من 27 سنة.
كان يغنى فى ركن الهواة بالإذاعة، حيث كان يشدو بأغنيه للنيل عن لحن محمد الموجى
«ياتبر سايل بين شطين ياحلو يا أسمر/ لولا سمارك جوه العين ماكنت تنور/ ياحلو يا أسمر»،
فأعجبت بصوته واتصلت
بالإذاعة، وطلبت من حافظ عبدالوهاب، وكان عضوًا معى فى لجنة الاستماع، أن أرى صاحب هذا الصوت،
فأتوا به إلىّ وقدموا وقدم نفسه:
عبدالحليم إسماعيل شبانه.
قال لى حافظ عبدالوهاب إذا أعجبك فسنغير اسمه.
رددت عليه على الفور: ده يستاهل ونص.
حقيقى يستاهل يا حافظ، فاستأذننى حافظ عبدالوهاب فى أن أسميه عبدالحليم حافظ».
يضيف عبدالوهاب:
من يومها بدأ عبدالحليم يتردد علىّ فى مكتبى بشارع توفيق يوميا.
نتغذى ونتعش سوا.. كان ساكن فى المنيل، وكان من يومها وصحته على قدها.
ضعيف البنية.. معرفش إذا كان المرض من يومها ولا لأ.. لكنه كان يتعب كثيرًا، أروح أزوره فى المنيل ولما يصح كان دائمًا فى بيتى ومعايا فى المكتب، وكنت لغاية مدة كبيرة من معرفتى به مستمعا له، ولم أفكر فى التلحين له إلا بعد أن أحسست جدا وهو بيغنى لى: «على إيه بتلومونى»،
كنت أحب أن أسمعه منه كثيرا».
يتابع عبدالوهاب حديثه وعيناه إلى بعيد وفقا لوصف الملاخ: «مش معقول.. مش قادر أصدق إن عبدالحليم مات.
ثم يسكت لحظة ليعود إلى متابعة حديثه:
أول لحن أهديته له كان «توبه»، ونجحت الأغنية وبسبب هذا النجاح اتعمل لها فيلم خصيصا ولاعلاقة لقصة «أيام وليالى» باسم «توبه».. كان دائمًا يردد لى وأحيانًا أمام مجدى العمروسى «مدير أعماله»: أنا وخدك مثل لى.. مثل أعلى.. فى السلوك.. فى الكلام.. فى المعامله.. فى الفن طبعًا.. وهنا كنت أضحك واسأله: طيب مبتقلدنيش ليه فى المحافظه على صحتك؟
اقرأ أيضا مشوار والحان الموجي الصغير وعلاقته بالعندليب الأسمر وتكريمه في ملتقي المشاهير
وبدأت أهتم به وبأعماله الفنيه، وقبل أن يصبح شريكًا معى فى «صوت الفن»
التى أساهم فيها.. كنت شريكا فى بيافون للأسطوانات.. وقد كانت أسطواناته الأولى فيها، وبدأت بـ40 جنيها لأغنية «صافينى مرة»، وبعد سنه تدرج المبلغ إلى 200 جنيه ثم أكثر للأسطوانه، وبعدها تعاقد على نسبة 27 لى فى المائه من ثمن كل أسطوانة».
يعيد كمال الملاخ، عبدالوهاب إلىّ رأيه الفنى فى عبدالحليم، فيتمهل عبدالوهاب قبل أن ينطق بحكمه، ويقول: «عبدالحليم فيه شخصيه فنيه مستقله فى التأديه،
ولو أنها الخيط الذى يربطه بها هو الخيط المتطور الجديد، ويمكن أن أقول: عبدالحليم له أسلوب ذاتى.
أخلص لفنه.. أخلص لخدمة فنه فى أحسن مظاهره، بدءا من وجهة ثراء الأوركسترا وكبرها وآلاتها، والتعب فى اختيار الكلمه واللحن..إخلاص فوق المعقول.، متذوق.. وكان يقدر أن يضع بسهوله يده على الأحسن.. كان متشددا فى الوصول إلى الكمال، إلى أحسن مظهر فنى..
اقرأ أيضا أصعب عمل كتبته العندليب و المسلسل اتظلم … أبرز تصريحات مدحت العدل في برنامج راجل و2 ستات
عبدالحليم، ملتزم ميلعبش كتير فى اللحن، لا إضافات تهز كيان اللحن الأصلى بحيث كانت الجمله تصل إلى الجمهور..معبرا بإيماءاته وحركاته، ورأسه وشعره وملامحه وذراعيه ويديه وأصابعه وجسمه حتى بعينيه، خاصة فى السنوات الأخيرة.. كان كثير التردد على التطور الفنى فى أوروبا، ولهذا طعم شخصيته بالمزيد
وأضاف التعبير الجسدى..
عبدالحليم كان يعطى كل صوته،
لا يخفى منه شيئا.. يعطى كل ما عنده بكل انطلاقه وبكل قوته وكل حجمه، يعطيه كاملا للناس.
وكان يمتاز امتيازا ساطعا وباهرا خاصة طبقات صوته المتوسطة والمنخفضه.
رحمة الله عمالقة الفن الراقي فى مصر
