العنف الاسري يدمر الاسرة والمجتمع
العنف الاسري يدمر الاسرة والمجتمع
بقلم الاعلامية د هاله فؤاد
إن العنف هو استعمال القوة لاكراه الطرف الاخر على التنازل ، ويستخدم العنف كأداة للتأثير على الأخرين في جميع أنحاء العالم ومن الممكن أن يتخذ العنف صورا كثيرة بداية من مجرد الضرب بين شخصين وانتهاء بالحروب والابادة الجماعية .
ويعتبر العنف منهج الضعفاء لحل مشاكلهم .
وهناك العديد من العوامل التي تساعد على انتشار العنف ومنها :
الثقافة التي ينشرها الاعلام من أفلام ومسلسلات وبرامج المقالب التي تحتوي على مشاهد عنيفة ، إنتشار البطالة ، الاندفاع والتسرع ، ضعف الفهم للدين ، العصبية والقبلية ،وقلة الوعي بكيفية التعامل مع المواقف المختلفة .
العنف الأسري :
إن الأسرة هي اللبنة والخليةالأساسية في بناء المجتمع فان فسدت فسد المجتمع .
والأسرة بحسب تعريف ( رينيه كوينج ) :
هي جماعة من نوع خاص ، يرتبط أفرادها بعلاقة الشعور الواحد المترابط والتعاون والمساعدة المتبادلة ، ويسهم أفراد وأعين أصحاء في بنائها وتطويرها وإخراجها للمجتمع .
أما الأسرة في الاسلام فهي :
الوحدة الاجتماعية التي تحفظ النوع الانساني كله ، وتتألف الأسرة من رجل وإمرأة يرتبطان معا بعلاقة زواج شرعي ، وينتج عن هذه العلاقة الأبناء .
وهذه العلاقة بين المراة والرجل تقوم على أساس المودة والرحمة .
قال الله تعالى :
( ومن ءايته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) .
صدق الله العظيم
ولكن وبالرغم من هذا نجد صورا عديدة من العنف الأسري في إزدياد ، من عنف الزوج ضد زوجته ، وعنف الأباء والأمهات البعض طبعا تجاه أولادهم ، ويشمل هذا الايذاء الجسدي ، والنفسي ، الجنسي .
أسباب العنف الأسري :
_
إختلاف المستويات الاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية بين الزوجين ، تعدد الزوجات ، فقدان لغة الحوار بين أفراد الأسرة ، التنشئة الخاطئة لأحد الزوجين ، فقد يكون عاش طفولة بائسة تعرض خلالها للاهمال وسوء المعاملة ، أو يكون تعرض لمشاهد من العنف العائلي في طفولته فترسخ بداخله أن العنف وسيلة للسيطرة على العائلة وضبط أمورها .
الدوافع الاقتصادية :
فعجز رب الاسرة عن توفير سبل المعيشة الكريمة للأسرة ، مع تراكم الديون ، يضعة تحت ضغوط تدفعه إلى ممارسة العنف تجاه أفراد أسرته .
تعاطي المخدرات ، والكحول ، إضطرابات الشخصية ، والشعور بالنقص ، الاكتئاب وبعض الأمراض النفسية .
فتاوى بعض رجال الدين :
هناك فتاوى لبعض رجال الدين تؤدي الى العنف الأسري ، فمنهم من يفتي بأن تأديب الزوجة وضربها حق للرجل ، وأنه يكون لكسر كبرياء المرأة ، وهذا بالفعل ادى الى العنف فهناك الزوجة التي ألقت بنفسها من الشرفة من شدة ضرب الزوج ، وهناك الزوجة التي قتلت زوجها دفاعا عن نفسها.
والعنف ضد المرأة لايترك أثرا جسديا فقط ولكنه يترك أثرا نفسيا بالغ القسوة ،يجعل المرإة تفقد الثقة في نفسها وفي المجتمع الذي يحوي مثل هؤلاء الرجال الذين خلوا من النخوة ومن المعنى الحقيقي للرجولة .
ومن الآثار النفسية أيضا الاصابة بالتوتر والقلق والاكتئاب ، وإضطراب النوم .
والعنف ليس الضرب فقط ولكن يشمل أيضا السب والشتم ، والانتقاص من دور المرأة وعدم الأخذ برأيها ، وكذلك من أشكال العنف النفسي أيضا تكرار التهديد بالطلاق ، بالاضافة الى العنف الجنسي .
العنف الأسري ضد الأطفال :
يشمل تعرض الاطفال للعنف من قبل الاب اوالام او القائم على تربيتة ، ويتعرض الكثير من الاطفال للايذاء البدني باستخدام القوة، أوالايذاء النفسي وذلك عن طريق التهديد والتخويف ، والايذاء اللفظي والتحقير ، وعدم إظهار المحبة والعاطفة ، وأهم نقطة تؤذي نفسية الطفل وتدمره هي التفرقة والتفضيل بين الأبناء .
وبعض الآباء يستغلون سلطتهم الأبوية على أطفالهم بتأديبهم عن طريق الضرب المبرح الذي يفضي الى الموت ، فهذا الاب ربط إبنته ذات ال ١٣ سنة وأخذ يضربها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بحجة تأديبها لأنها كثيرة الهروب ، هذه الحادثة التي دفعتني لكتابة هذا المقال .
أأثار العنف الاسري على الأطفال :
يؤثر العنف الأسري تأثيرا سلبيا على سلوكيات الطفل ، فالطفل الذي رأى والده يضرب والدته سيقوم بضرب زوجته في المستقبل والطفلة التي رأت والدها يضرب والدتها ستضمر الكره والحقد لزوجها ، وأيضا يمكن أن تشعر بالخوف منه والشعور بعدم الأمان .
أما الطفل الذي يتعرض للعنف سواء جسدي أو نفسي فسيفقد الثقة في نفسه ، ويزيد شعوره بالاحباط ويصاب بضعف الشخصية ، كما يمكن أن يصاب بالتمرد الذي يدفعه إلى الرفض الغير مبرر لأي رأي أو قرار دون إبداء الأسباب لمجرد التمرد .
كذلك تعرض الطفل للعنف داخل المنزل د يجعله يتعامل بعنف مع الأخرين في المدرسة ، أو الشارع وذلك لتفريغ شحنة العنف التي تعرض لها بالمنزل .
كيف نواجه العنف الأسري :
لمواجهة العنف الأسري والتصدي له ،يجب أولا التصدي لأهم سببين لانتشاره وهما الفتاوى الدينية الخاطئة المشوهه ، والتصدي والرقابةعلى مايذاع عبر التلفاز من مشاهد عنف وضرب وخصوصا العنف في الأسرة .
توعية الشباب من الذكور بأهمية إحترام المرأة ومعاملة الزوجة بالمودة والرحمة التي أمر بها القران الكريم .
تضمين المناهج الدراسية موضوعات حول العنف الأسري وأسبابه وأثره على الأسرة والمجتمع .
عمل دورات تدريبية للمقبلين على الزواج تتضمن سبل المعاملة بين الزوجين ، والتعرف على حقوق وواجبات كل من الزوج ، والزوجة ، والتعرف على أهمية الحوار الأسري .
إقامة القوانين التي تحد من العنف الأسري .
كما يجب أن تتضافر جهود جميع المنظمات الدولية والمؤسسات والهيئات الرسمية وغير الرسمية لمواجهة العنف الأسري والتصدي له .