العنف ضد الرجل حقيقة أم مجرد كلام؟
كتبت الإعلامية/ مروة مطر
العنف الذى يتعرض له الرجال يتوزع بين الجسدى و المعنوى و القانونى من خلال حرمانه من رؤية صغاره فى حالة الطلاق أو نشوب خلافات، ونجد أن هناك بعض الزوجات تساوم أزواجها من خلال منع رؤية الصغار مقابل النفقة ، أى الحرمان من صلة الرحم أو من خلال الإستيلاء على أموال الرجال فى حالة الشراكة فى العمل ،أو الطرد من مسكن الزوجية بدون حدوث طلاق رسمى و قد يصل الأمر إلى ممارسة الضرب و العض و من المحتمل ان يصل حد كسر العظام.
إنه خلال آخر 20 سنة ومن خلال الإحصائيات والأبحاث والقضايا نجد أنه حدثت تغيرات جذرية في العلاقات الأسرية داخل المجتمع؛ حيث أصبح الرجل ضعيفا في المعادلة الأسرية، مشيرا إلى أن العنف ليس جسديا أو بدنيا أو الضرب فقط وإنما العنف الذي يقع على الرجل له أكثر من صورة منها العنف الجسدي أو البدني سواء عن طريق الاعتداء بالضرب أو الشتم أو السب وهذا المعروف، وإنما الصور الثانية التي لا يعرفها أحد هي العنف المعنوي أو القانوني.
الجدير بالذكر أن مركز بحوث الجرائم التابع للأمم المتحدة أجري إحصائية قال فيها إن المرأة المصرية الأكثر عنفا في العالم ضد الرجال بنسبة 28%، ويليها في المركز التاني تأتي المرأة الأمريكية، ومحكمة الأسرة في مصر اصدرت بيان جاء فيه أن 66% من قضايا الطلاق بسبب عنف المرأة المصرية ضد الرجل. ولكن عندما تكون شخصية الرجل ضعيفة أو أن تكون الزوجة أقوى منه وتستقوى أيضا بأهلها، وأوضح أن الصورة الثانية من أشكال العنف ضد الرجل هو أنه عندما يحدث خلافات بينهما تقوم بمنعه من رؤية أولاده وهذا منتشر بكثرة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه أحيانا يكون الزوج معه حكم برؤية أولاده ولكن لا تلتزم الزوجة به والقانون لا يحاسبها على ذلك.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت على السطح ظاهرة خطيرة وغريبة ألا وهي العنف ضد الرجل وراحت وسائل الإعلام تتداولها، فهل عنف المرأة ضد الرجل ردة فعل لعنف الرجل ضد المرأة الذي تجرعته منذ الأزل؟ وهل يمكن اعتبار حالة عدم المساواة التي تطالب بها بعض النساء سبب في ممارستها العنف ضد الرجل؟، أم سببه انحلال أخلاقي وفكري أم مجرد تهويل إعلامي لحالة نادرة الوجود؟.
الدكتورة النفسية بشرى حسون عبرت عن رأيها قائلة: العنف الموجه على كل دابة على الأرض يرفضه الدين والقانون بشكل قاطع، أما عنف الإنسان لأخيه الإنسان فالأصح يقال عنف أسري أو مجتمعي أياً كان المستهدف لما يسببه من إيذاء جسدي ومعنوي وتبعات نفسية تحطم شخصية الفرد، وبهذا الخصوص الأمر يعود لشخصية الرجل فمهما حاولت المرأة أن تتنمر عليه لا تستطيع إيذائه إذا كان صاحب شخصية قوية والمرأة التي ترى شخصية الرجل ضعيفة ومهزوزة وليس صاحب قرار سيحفزها لعدم احترامه واستغلاله.
وأود أن استشهد بالقانون الفيزيائي القائل (لكل فعل ردة فعل) فربما يكون عنفها دفاع شرعي ضد ممارسات عنيفة تواجهها من قبل الزوج، فالمرأة العنيفة في تصرفاتها مع زوجها بالتأكيد هناك خلل ما يدفعها لتستخدم تصرفات سيئة وهذا الخلل إما يكون سببه الزوج أو مشاكل نفسية تواجهها في حياتها ولكنه بكل الحالات يعد سوء تصرف، وأنا أرى إن العنف ضد الرجل مجرد تهويل إعلامي لا أكثر.
لابد أن نتوقع هطول المطر
زوجة سقراط أولى الأمثلة التي نقدمها حيث تدل معاملتها لزوجها أن الظاهرة ليست وليدة اليوم، وليست مقتصرة على الرجل العربي فقط، بل حتى الرجل الغربي يعنف من قبل المرأة، فامرأة سقراط كانت سليطة اللسان سيئة، قوية جبارة.. جعلت زوجها يهرب من البيت قبل الفجر ليعود بعد مغيب الشمس، كان صوتها يصل إلى مكان جلوسه مع تلاميذه وهي تشتمه وتهينه، وفي إحدى المرات كانت تناديه وهو مأخوذ بحديثه مع التلاميذ وفجأة انهمر الماء على رأسه بعد أن سكبت الجردل عليه ومسحه عن وجهه وأكمل يخاطب الحاضرين: بعد كل هذه الرعود لابد أن نتوقع هطول المطر!
يبقى لكل قاعدة شواذ
اعتبرت بعض النسوة ضرب المرأة للرجل ظاهرة في مجتمعنا من الحالات النادر وقوعها، حيث قالت نسرين طالبة أن مثل هذه الحوادث تحصل عندما يكون للرجل شخصية ضعيفة والمرأة ذات شخصية متسلطة، ولكن يبقى لكل قاعدة شواذ، مهما اخطأ الرجل فلا يحق للمرأة أن تستخدم معه أسلوب الضرب، لأنها بذلك تهز كيانه وتهدم رجولته مما سيؤثر على علاقتهم وطريقة تربية أبنائهم، فإذا رأى الطفل أباه يضرب فسيكبر وهو معقد، ومفاهيم الحياة عنده تكون مشوهة لذلك هي لا تؤيد هذه الممارسة ولكن أن لزم الأمر يجب أن يضرب الرجل، لعله بذلك يعلم أن المرأة ليست أقل منه في الحقوق.
وهناك نقطة أخرى أيضًا، وهي أن معظم الزوجات يقُلن: «نحن لسنا شغالات للرجل»، فهل أمهاتكن وأمهاتنا وجداتنا كنّ شغالات ؟! ألم يقمن بذلك بحب ووفرن السعادة والسكينة من باب المحبة واستمرار الحياة الزوجية لآبائنا ؟ فلماذا تطلبين من الرجل أكثر من حقوقك المادية ولا تقدمين إليه شيئا يُذكر ؟
وليعلم الجميع أن مواقع التواصل الاجتماعي أدت بالكثير من البنات – إن لم نقل معظمهن – إلى التفاخر وهدم العلاقات الزوجية، حتى السفر إذا لم يستطع الرجل توفير هذه المتعة لها يعد في نظر زوجته غير كفء! فالحياة لدى امرأة اليوم مطاعم وتصوير وتفاخر بما تملك وصديقات، والرجل آخر اهتماماتها، فالمرأة تتزيّن للناس ولا تهتم بجمالها مع زوجها، بل تحرم عليه إبراز ذلك الجمال في منزله.
وهناك من تطلب خادمة لمساعدتها مع أنها في غير حاجة، وليعذرني من يقول إن عدم وجود الأولاد يسبب مشكلة، بل إنه مع وجود المال والأولاد تحدث المشاكل إذا انتزعت المحبة بين الطرفين واختفت التضحية.
لماذا تريد المرأة أن تعيش أميرة في قصر مع أنها في بيت أهلها بالكاد تحصل على ما تريد ؟ هل كل الرجال يملكون «مال قارون» وعليهم تحقيق أحلام البنات ؟ لماذا لا تحقق المرأة أحلامها بنفسها ؟ ولا بد أن تعرف أنها ما ان خرجت من بيت أهلها إلى بيت زوجها فقد أصبحت مسؤولة، لا ان تقوم الشغالة بمهامها الحياتية والاسرية، وتختصر هي مهامها في التصوير فقط.
صدقا!
ولأن العلاقة بين الجنسين هي علاقة تكاملية وليست علاقة مفاضلة وأضداد.. نجد الأسوياء من الجنسين لا يلجأون للعنف كوسيلة لفرض الرأي وإنهاء الخلاف مهما كانت الأحوال.