لم نتخيل يوماَ أن يتسبب فيروس غامض بمضاعفة غربة أحبائنا ويبعدهم عنا، لقد فرض علينا فيروس كورونا البعد والعزل وتوقفت الرحلات والمطارات، وأصبح كل منا في مكان آخر، وبلد أخرى
فأصبح البعض يعيش بعيد عن أهله ووطنه، فقد أصبح الأمر مزعجاَ وغاب كلاَ من الأب أو الأم أو الإبن أو الأخ أو الأخت عنا.
وأصبح كل منا لديه متغرب يعيش فوق غربته غربة ثانية موجعة.
فتجربة الغربة نفسها تجربة صعبة ومؤلمة، وازدادت قسوتها مع فيروس كورونا، فأصبح المغترب يشعر بمشاعر الخوف والقلق والترقب.
فالتفكير في الوطن والأهل والزوجة والأبناء
شئ صعب جداً، فهم يوجهون أمتحان قاسي ومشاعر لا تترجم الأ عن طريق الدموع والخوف والقلق والألم، فهو أنتظار غير محدد الوقت ومتعب ومرهق للنفس، سجن مغلق بابه.
ففي كل وقت يتابع المغترب
أخبار أهله وبلده وهو بعيد يشعر بألم شديد وخوف دائم؛ ويتمنى أن يكون معهم ولا يهمه الفيروس أو المرض.
فهم لم يجدوا خيار آخر مع فرض الحظر والتنقل فوجدوا أنفسهم أمام خيار البقاء بعيد عن عائلتهم، نظراَ لظروف العمل.
يتفقدون العائلة والأبناء بجانبهم
فعدم وجودهم بقربهم في زمن فيروس كورونا شئ صعب علينا جميعاَ، فهي لحظات صعبة للغاية يعيشها المغترب وأهله.