الفجوة بين الأجيال .. بقلم / عبدالله إيهاب
الفجوة بين الأجيال ..
هذا وذاك ومن سيصل للآخر؟
كان على أيامنا…
فاكر لما كان…
يااااااه راحت أجمل أيام…
هذا صوت فريق أو جيل ويأتي صوت آخر بلا ملل
… فاكس ياعم
إزاي طبعا إحنا في أسوء فترة وعمرنا ما هنكون زي بره
الفجوة بين الأجيال
وبين صوت وآخر تتجلى لنا ظاهرة تم الإشارة لها في الستيتات من القرن الماضي على يد عالم الإجتماع (كارل مانهايم) وهي الفجوة بين الأجيال أو Generation Gap وهي أختلاف أراء جيل عن جيل آخر فيما يخص المعتقدات والأراء وبعض القيم…الخ
وفي هذا الصدد أتذكر أحد الندوات التي حضرتها لمناقشة إصدار كتاب وفي خلال الندوة خاطب أحد الحاضرين المنصة المعنية بمناقشة الكتاب سائلاً أحد أعضاء المنصة والذي إستشارياً في التربية وكان يعمل في التدريس أيضاً وكان السؤال الموجهه له (كيف لنا أن نصل إلى عقول الشباب؟) وكانت الإجابة الصادمة لي من الدكتور (إذا علمت يوماً الإجابة بالرجاء أعلمني إياها فأنا أعمل في التدريس ولا أعلم كيف نصل إليهم).
كيف لنا أن نصل إلى عقول الشباب؟
وفي هذه اللحظة أدركت حجم المشكلة ووضعتها في ذهني محض الإستفسار والتحليل والفهم قدر المستطاع. وبدأ السؤال يدور في ذهني كيف عساكم أن تصلوا إلى عقول الشباب المتقدمين في إستخدام التكنولوجيا المخترعين مفردات لفظية أدخلوها إلى العامية بكل سلاسة ، وأيضاً المخترعين الكتابة “بالفرانكو” وكأنهم رافضين للغة أو ربما للواقع ويريدون أن يتميزوا عليه مع التعبير باللغة اليومية السائدة, ومن أعلمهم ووضع في ذهنهم أن اللغة العربية قليلة الشأن.
وفي كل هذا زاد إدراكي أنهم صنعوا عالم غير متسق بالتمام مع عالم الجيل الاسبق لهم وهنا زادت الحاجة داخلي للإجابة على السؤال السابق : كيف للأهالي أن يصلوا إليهم ومن المسئول للوصول للآخر وهل هم يتفهمون عالمهم بل بالأحرى هل يتفهم أحد (تركيبتهم , أحلامهم , نظرتهم للأمور…الخ)
سمة هذا الجيل
ومن خلال جلسات عديدة وأسئلة عديدة طرحتها وفهم شخصيات مختلفة لأصل للمشترك بينهم لإستخراج سمة هذا الجيل تكشف لي التالي :
١-أن شباب هذا الجيل ليسوا فارغين كما يعتقد البعض، ربما نظرتهم للأمور مختلفة وربما حتى مشوشة لكنهم ليسوا فارغين.
٢-هم يشعرون أنهم ليسوا مفهومين من الجيل الأسبق لهم وأحيانا يجدون متطلبات الجيل الأسبق ليست منطقية في العالم الموجودين هم فيه الأن وهذا بالطبع وفق رؤيتهم هم للأمور.
٣-أراهم في أشد الاحتياج لمن يؤمن بهم بمن يلاحظ تميزهم وموهبتهم وإختلافهم لأنهم إذا لم يجدوا هذا الإيمان في الجيل الذي يفترض أن يمثل لهم القدوة والأمان سيسعون إلي ذلك التميز بشكل صحيح أو خاطيء لأن هذا إحتياج أصيل وعميق داخلهم.
4-أراهم بخلاف الجيل الأسبق لا يتعبون مثلهم ربما لإختلاف الحقبة فهم الأن لا يمرون بالكثير من الأمور كان من يسبقوهم يعانون تماما لكي يحصلوا عليها ولكن جيل الشباب قليل منه فقط يدرك هذه الحقيقة لأنها تفتح علي الحياة وأجد أمور كثيرة يسيره بالمقارنة بمن سبقوهم .
دور الأسرة
ومن خلال هذا الطرح ترى من عساه أن يقلل تلك الفجوة من عساه أن يسير تجاه الآخر، الأصغر يسير في إتجاه الأكبر أم العكس؟وهنا وفقط حسب ما أعتقد،،، أجد هذا الدور يقع بالدرجة الأكبر يقع على الأكبر فهو الأشمل والأعم في الرؤية وذو الخبرة الأكبر في الحياة وهو المسئول بشكل أو بأخر عن هذا الشاب أو تلك الفتاة لذلك هذا الدور يبدأ من الأسرة ثم دور فردي ثم مجتمعي ثم وطني تجاه هذا الجيل وذلك من خلال تفهمهم وتفهم البيئة المحيطة بهم وإختلافها تماماً عن الجيل الأسبق لهم وتفهم إحتياجهم بمن يؤمن بهم وبتميزهم وتفردهم والسماح لهم أن يكونوا أنفسهم بدون فرض الأعراف المجتمعية فما يعتبره بعض الأهالي مرموق وأفضل صيتا.
فأنتم المسئولين تجاه المجتمع وتجاه أولادكم وتجاه السماء في المساهمة في تكوين جيل مصمم واعي قادر على جعل الغد أفضل من خلال التفهم لمعطيات عصرهم المختلفة تماما وكل الإختلاف عن عصركم أو الذي سبقنا الذي ربما تعتبروه مرجعيتكم وذلك لإدراككم بالتغيير السمة الثابتة دوما، وهذا أيضاً مع إدراك أن النقد المستمر هادم لهم وغير بناء وهو يهد الصورة التي يتمنوها في الإيمان بهم وبقدراتهم . فالطريق
لتقليل هذه الفجوة أنتم من عليكم أن تسيروه وتسعوا في إتجاهه، والدور دوركم في الأساس وبإذن الله ستكونوا مساهمين في سواعد تكمل رحلة البناء في هذا الوطن الغالي