“الفريدو”.. تسليط الضوء على مرض الحب والألم

“الفريدو”.. تسليط الضوء على مرض الحب والألم

 

بقلم:ليليان خليل

 

حاله من حالات الوهج الفني والإدراك الحقيقي لمعنى الحب الغير مشروط ,استطاعت إلهام شاهين أن تجسد مرض ال زهايمر ببراعة فائقة جعلتنا نعيشه عن قرب وكأننا نحن المصابون به واقتربنا من معاناه أسر وأشخاص ملايين في هذا العالم يتألمون من جراء وحشية هذا المرض اللعين بكل جوانبه المرضية والاجتماعية والعاطفية، وهو الشق الأصعب والأهم والأقوى في تلك الحالات الصعبة.

حمل المسلسل رسالة الى كل ابن أو قريب لمريض الزهايمر ليدرك كيفية أن يكون بجانبه واحتوائه النفسي والعاطفي قبل العلاجي.

سطر لنا عمرو محمود ياسين معاناة تلك الحالة مغلفة بغلاف من الحب والدراما المستوحاة من الواقع فقدم لنا وجبه دسمه محتواها الحب، وهو المأخوذ عن كتاب د. مصطفى محمود “55 مشكلة حب”، والذي تم صياغته دراميًا بحرفية شديدة.

حيث أضاءت لنا الطريق للتعامل مع تلك الحالات الصعبة التي تواجه هؤلاء المساكين.
كما استطاع عصام نصار مخرج العمل أن يصيغ النص الدرامي برؤية إخراجية مبهرة، باستخدام كادرات قريبة ولوحات فنية تجسد براعة الأداء لمعظم الممثلين، وعلى رأسهم الهام شاهين وأحمد فهمي.

كما جعلك تقترب من هذا العالم ومن “ثريا” مريضة الزهايمر، والتي بالرغم من مرضها المزمن الذي جعلها تمر بأوقات تنسى فيها كل شيء، إلا أنها لا تنسى حبها لأبنائها التي ربتهم نيابة عن شقيقها المتوفي.

المسلسل بالرغم من أنه 10 حلقات فقط، الا أنه استطاع أن يسلط الضوء على معاناة هذا المرض اللعين، في صياغة درامية مشوقة، مع خطوط فرعية أخرى مثل عقوق الأبناء، والحب التائه، وغيرها.. إلا أن أهم وأجمل ما يميز هذا العمل بكل ما فيه من توهج فني، هو طاقة الحب والرحمة التي امتلأت عناصره.

ووصلت الى المشاهد من خلال علاقة ثريا بفريد،ابنها بالتربية، والتي كانت بالنسبة لها غذاء الروح، وكانت الرسالة الأقوى للعمل تتلخص في أن مريض الزهايمر مهما خانته ذاكرته وجعلته ينسى كل شيء بما فيهم الأقربون، إلا أنه لا ينسى الحب والعطاء مطلقًا.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.