الفضيحة الكاذبة.. قصة قصيرة حقيقية
الفضيحة الكاذبة.. قصة قصيرة حقيقية
كتبت : نُهى عراقي
جلس هناك أمير في ركن بعيد على ضفاف النيل بعد عودته من إحدى رحلاته الجوية يتذكر جنى، معاتبا ذاته ويلوم نفسه على فعلته بحقها.
جمعتهما قصة حب قوية تعرف عليها في إحدى الفنادق الراقية، إذ كان زفاف صديقتها المقربة وهو صديق العريس، تبادلا نظرات الإعجاب وبكل جرأة وقف أمامها وأبدى إعجابه بها وأخذ رقم هاتفها، وتم بينهما اللقاء الأول المفعم بالجمال والدلال والفرحة وخفقان القلب ورعشة اليد،، وامتد اللقاء وشعرت كأنه سكب كل الفرح في قلبها كزجاحة عطر فرنسي يحمل كل نسمات الأنوثة، وانتهى اللقاء.
وتكررت اللقاءات الوردية كأنها تعيش في حدائق الأوركيد بألوانها الرائعة، ثم طلب منها أن يتقدم لأسرتها؛ ليطلب يدها ووعدها أنه لا يفلت يدها ويكون لها السند والأمان، طارت من الفرحة وكأنها تحلق في صدر السماء وتعانق النجوم، وكأن خيوط الشمس تبارك فرحتها.
وتقدم أمير لأسرتها العريقة ذات الحسب والنسب والمال، فهو أيضا لا يقل عنهم في المستوى الاجتماعي فهو طيار في إحدى الشركات العالمية، والده من أكبر رجال الأعمال في مصر.
وتمت الخطوبة وكأنها ألف ليلة وليلة ورقصت بين يديه وكانت تشعر كأنها لا تعيش على سطح الأرض، ربما تعيش على سطح القمر هى وهو فقط وكأن قلبه ذاب في قلبها وامتزجت مشاعرهما عبر شريان العشق الذي ربطهما.
وكان كل الحضور يحسدها على ذلك العريس الوسيم وعلى حبه لها وعلى الشبكة التي قدمها لها إنها من الماس ومن أشهر الماركات العالمية، وانتهت حفلة الخطوبة والكل سعيد بهذه الزيجة،
وكان دائما يزورها بعد عودته من رحلته وكان يأخذها للخروج والسهر سويا ثم يعيدها إلى بيتها.
وجاء اليوم الموعود واكتشاف أمره وسقوط قناعه المزيف.
أخذها في ذلك اليوم وذهب بها إلى طريق بعيد حتى دخلا في صحراء فظنت أنه يريد أن يبعد بها عن العيون، فضحكت وقالت له سنذهب إلى أين ثانية كفى فلم يرد عليها ثم فوجئت بأناس أشكالهم غريبة ويحملون بنادق آلية وسيارات كثيرة تقف، وأموال تدفع لهؤلاء الناس ويعطونهم أكياسا تشبه البودرة، فكانت صدمتها إذ رأت حبيبها وزوجها المستقبلي مدمن، فتوسلت له أن يكف عن هذا وأنها سوف تقف جانبه وتساعده حتى يتخلص من هذا الإدمان.
رد عليها قائلا: موافق لكن بشرط أن تأخذي شمة بعدها سأفعل ماتريدين، فقالت موافقة، فأعطاها وفعلا أخذت الشمة.
لكن المفاجأة أنها فقدت الوعي فكان في حيرة أنها ماتت ماذا عليّ أن أفعل ،فكّر ثم جاءت له الفكرة أن يلقي بها وسط الصحراء وعندما يعثرون عليها سيجدونها ماتت بسبب حرعة زائدة.
وكان له ما أراد وعاد إلى بيته وعندما اتصل عليه والدها أين جنى؟ لقد تأخرت قال له إني أعدتها مثل كل مرة أمام المنزل، هاتفها والدها لم ترد فأبلغوا البوليس وبعد عدة أيام تم العثور عليها وقد فارقت الحياة بسبب أوفر دوز.
لقد تسبب لها ولأسرتها في فضيحة كبيرة وهى البريئة.
الفضيحة الكاذبة.. قصة قصيرة حقيقية
