الفقراء لا يظهرون في رمضان فقط.. نحن من نختفي باقية الأعوام..
الفقراء لا يظهرون في رمضان فقط..نحن من نختفي باقية الأعوام..
أقترن شهر رمضان بالصلاة والزكاة والقرأن، ولا غرابة في ذلك، لأن الصلاة والزكاة ركن من أركان الإسلام وهذا دليل على أن الإسلام يحث على الأعتناء بإخراج الزكاة وإيصالها إلى من يستحقها.
ولكن الغريب في الأمر أن إخراج الزكاة تظهر في رمضان فقط، وقليل ما نجد من يخرجها في بعض الأوقات..
الفقراء لا يظهرون في رمضان فقط..نحن من نختفي باقية الأعوام..
فإذا كانت الزكاة وإخراج المال يذهب إلى الفقراء والمحتاجين لسد أحتياجاتهم فإن حاجتهم لا تتوقف على شهر رمضان فقط، بل قد تزيد حاجتهم للمال في كل الأوقات، مثلاَ بداية العام الدراسي وملابس وأدوات المدرسة، دخول فصل الشتاء والحاجة للملبس والمأكل، دخول فصل الصيف وملابسه ودخول الأعياد ومتطلباتها ..
إذن رمضان بخصوصيته يحث فينا على استشعار مساعدة الآخرين الذين قست عليهم ظروف الحياة….
فإنها متطلبات مستمرة لا تنتهي ولا تتغير لباقية الأعوام..
فقد نجد الكثير من القادرين يكتفون بموسم رمضان فقط، ثم يغفلون عنهم باقي الأعوام …
وقد نجد حملات للإعلانات عن بنك الطعام والأعمال الخيرية تطلق عبر التليفزيون والسويشال ميديا لحث الناس على التبرع للفقراء والمحتاجين ببعض الملابس والطعام، ونرى من يتفاعل معها وخلال وقت نجد أنه تم دفع مبلغ التبرعات.
ونشاهد موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، موجات من التحدي التي رفعها الرواد خلال بداية شهر رمضان المبارك على إطعام صائم..
فأين هذه المبادرات طوال العام
وأين إفطار الصائم، أليس الفقير صائم عن الطعام بقية العام.
فيجب أن تستمر التبرعات، وفطرة الخير داخل الإنسان تستمر بالعطاء، وأن يعم التكافل والتراحم بيننا..
فلماذا لم يخطر على بالنا من أين يصرف الفقير أو المسكين، طوال العام..
فكثير ما نشاهد من المسلمين يرددون هذه العبارة نصوم حتى نشعر بالفقراء، فهل تشعروا بهم وقت الجوع فقط والصيام
إذا أين الإحساس والرحمة والإنسانية..
فالزكاة هي أكبر ضمانة للقضاء على الفقر والحاجة ، والزكاة حق، والصدقة فضل، وكلاهما دين وخلق، وقد فرض الله تعالى في أموال الأغنياء القدر الذي يسع الفقراء، ولن يجهد الفقراء إلا إذا بخل الأغنياء..
فما عند الغني مال الله رزقه لعباده وواجب عليهم فيه حقاَ معلوماً للسائل والمحروم، فلا فضل لغني على فقير، ولا لمعطٍ على آخذ..
فكيف يستطيعوا الأغنياء التلذذ بالنعم، ويوجد حولهم آلاف من الفقراء والجوعي، و المريض الذي لا يجد ثمن الدواء أو الكشف ، والأرملة التي تتوجع لصغارها ،
ولا تستطيع أن تفعل لهم شئ.
أيها الغني إن لم تكن من الذين يُسَخِّرون النعم لمنافع الناس وإن لم تبذل في حاجات المحتاجين فأحذر من زوال النعم…
فيجب أن نستشعر الأنسانية داخلنا وفطرة الخير والأحساس بالغير، وأن يستمر العطاء ولا يتوقف بعد انتهاء الشهر الكريم، لأن عمل الخير فضيلة تسمو بالنفوس وترفع مكانتها عند الله وتمنع الكثير من الأوجاع والآلام في نفوس البشر..