الفنان القدير “توفيق رشوان “في عيد ميلاده تعرف على حياته المليئة بالأحداث والأعمال الهادفة
كتبت دعاء سنبل
فنان على درجة عالية من الثقافة ، موهوب ومحترف في الأداء ،يجيد التحدث باللغة العربية الفصحى ومتدين وأطلقوا عليه لقب مولانا لألتزامه الشديد بتعاليم دينه ،كل من يقترب إليه يشيد بأخلاقه العالية ويعجب بشخصيته وأحترامه، مشوار الفني زاخر بالأعمال الجميلة و الهادفة والراقية ،فنان على يقين بضرورة أن يكون الفن مشاركاً في خدمة المجتمع والارتقاء بالمستوى الفكري و الأخلاقي لأفراد هذا المجتمع هو القدير “رشوان توفيق” أسمه بالكامل الفنان رشوان توفيق محمد ولد في 24 نوفمبر 1933م ، ولد في قرية ” الشنطور” التابعة لمركز “سمسطا” بمحافظة بني سويف،عشق توفيق الفن عن طريق والده الذي كان صديقاً لعدد من الفنانين وكان منهم الفنان محمود المليجي ،ألتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، حيث حصل على بكالوريوس المعهد قسم التمثيل و الإخراج عام 1960م ، و بدأ الفنان رشوان توفيق حياته العملية مع بداية افتتاح التليفزيون المصري حيث تم تعيينه مديراً لأحد الإستديوهات و مساعدا للإخراج ، و عند تأسيس فرق التليفزيون المسرحية عام 1961م ،تقدم للمشاركة بها ، و بعد إجتيازه للأختبار عين ممثلاً بها ، وشارك في بطولة مسرحية شيء في صدري من تأليف إحسان عبد القدوس أوائل عام 1962م ، ثم عمل بالتمثيل في فرق مسرح الحكيم و المسرح الحديث و المسرح القومي ، كما عمل مساعداً للفنان القدير “السيد بدير” أثناء إخراجه لأول عروض المسرح السحري ، و عمل مساعداً للمخرج الفنان “جلال الشرقاوي” أثناء إخراجه لعرض آه يا ليل يا قمر لفرقة مسرح الحكيم .
الفنان “رشوان توفيق” أصبح من نجوم الشاشة الصغيرة بعد تجسيده لعدد من الأدوار المتميزة ، و التي كانت تتميز بالتنوع والإبداع ، قدم توفيق عدد لا بأس به من الأعمال الدينية المهمة من بينها : الإمام الشافعي و محمد رسول الله و على هامش السيرة و عمر بن عبد العزيز ،
وقام بتقديم عدداً من الأعمال الأجتماعية التي تعد من تراث الدراما وعلامات مميزة في تاريخها منها : الشهد و الدموع و الشاهد الوحيد و صابر يا عم صابر و الضوء الشارد و المال و البنون و سلسال الدم و الحب و أشياء أخري و أم كلثوم و الرجل الآخر و الليل و آخره ، ولن أعيش في جلباب أبي.
وقدم عدد من الأعمال السينمائية المتميزة منها : ثورة اليمن و جريمة في الحي الهادئ و نادية و الملاعين و حواء علي الطريق و حب المراهقات .
تعرض الفنان توفيق رشوان لأكثر إبتلاء في حياته وهو وفاة أبنه،الذي توفى بعد أن أدى فريضة الحج مع والده قبلها كان عمره 15 سنة ، بعد عودتهما إلى القاهرة شعر الشاب بمرض مفاجئ وتحدث لجدته أنه شاهد أجداده لوالده وأمه يقفون أمامه ويقولون له: “تعالى تشوف الناس الحلوة وتشوف حضرة النبي، وبعدها تم نقل نجله للمستشفى ليفارق الحياة فور وصوله، وبعدما صعد رشوان توفيق للمستشفى وجد والدته تسقط أرضًا فردد إن لله وإن إليه راجعون سبع مرات وعلم أن نجله قد توفي.
حاول أن يتغلب الفنان الكبير على فقدان ولده بالصبر والإيمان بالمكتوب ، و ما زال يمارس عمله الفني حتى الآن بتميز و إبداع وحرفية.
تزوج توفيق وهو طالب بالجامعة ولديه أبنتان ، إحداهما “آية الله” زوجة مستشار قانوني ، و ابنته الأخرى هي “هبة رشوان” التي تعمل مذيعة بالتليفزيون و يصفها كل من تعامل معها أنها تتصف بنفس صفات أبيها حيث تتسم بالأخلاق العالية والأحترام ،أطال الله في عمر فناناً القدير وبارك في صحته .