الفنان محمد الكومى .. وتجربة فريدة لإعادة استخدام الورق

= كتب : ابراهيم مرزوق

= محمد صلاح الكومى عميد بالمعاش وفنان من طراز فريد ، استطاع أن يخلق لنفسه آمال جديدة ليضئ طريقه ، فقد أخرج أجمل ما بداخله من إحساس وذلك من خلال تجربة فريدة بإعادة استخدام الورق وتحويله إلى قطع ديكور وأثاث منزلي وإشكال فنية ثرية بالقيم الجمالية العالية وقد أطلق على تجربته اسم ( البيبر وود – Paper wood ) وقد تحدث الينا عن تجربته فقال :

= لقد وعيت على ولعي بأن أعيد استخدام الأشياء المهملة منذ الصغر فقد نشأت وسط أسرة من الطبقة المتوسطة وكنت محظوظاً بالعيش معها ، وكانت والدتي تجيد عمل التريكو والكوروشيه وكانت تلك الحِرف محدودة جداً فى ذلك الوقت وأتذكر أن أول شئ صنعته بيدٌي وبتشجيٌع والدي من البلوفرات القديمة بعد أن قمت بفكها وكانت ( مفرش للانتريه ) يوٌضع فى الشتاء ، وقمت بعمل نول لذلك وكان أول شئ أمتلكه من صنع يدٌي فى سن مبكر .

= وكانت تجربة مهمة شكلت وجود تلك الهواية عندي حيثٌ كانت البلاد تمر بظروف اقتصادية صعبه فى تلك الفترة ، والتحقت بالكلية الحربية بوتقة الرجال وتخرجت وعملت بقوات حرس الحدود طوال خدمة 28 عاماً .

= فكنا أول من نستقبل الشمس وأخر من يوٌدعها على ارض بلادنا الغالية وكان علينٌا ان نعيدٌ استخدام كل ما لدينٌا نظرا لوعورة الأماكن الحدودية والتى غرست بداخلي المعنى الحقيقي للعطاء والتفاني بالعمل وانه لا وجود لكلمه مستحيل وفى تلك الفترة حصلت على بكالوريوس تجارة ودبلومة بالموارد البشرية وفى عام 2014 أحلت إلى المعاش لعدم اللياٌقة الصحية .

= ليسٌ سهلاً أن تحدد الأداة التى تملكها لتعبر بها عن وجودك كإنسان وخصوصاً بعد الخروج إلى المعاش فالتحول كبير ووجدت أن الفن أداة عظيمة أميل إليها وبالأخص إعادة التدوير ، فوجدت فى ذلك حافزاً للتمعن فى الكيفية حيث أنني من جيل حٌمل داخله إرثاً من عدم وجود الإمكانيات فكيف أكون أبن هذا العصر ولا أستخدم أشياء مٌعاد تدويرها وتملكتن الحيرة بعض الشئ حيث ان تلك الثقافة يفتقر اليها مجتمعنا ، وبدأت فى البحث على النت وشاهدت الفكرة وبدأت فى عمل أشياٌء صغيرة .

= زارني أحد جيراني وهو تاجر وكانت أمامى مقلمة مصنوعة من الورق وملونة ، فلفتت انتباهه وبدأ يمٌسك بها وسألنى : أي نوع من الجلد هذا ؟ وهنا تأكدت أن التجربة نجحت والتى لم أضع لها سقف للتوقعات عما سيتم إنتاجه وبدأت أبحث عن المنتجات التى تشكل أرضية اقتناع للمحيطين بى حتى يستطيعٌون تقيٌم المنتج والذي قد أحتاج بعض الوقت لتغير مفهوم استخدام الورق بدلاً من الخشب .

= وقد صنعت ( ساعات الحائط – والمرايا – الاباجورات – الشمعدان – واحتياجات الديكٌور الصغيرة والتى لاقت قبولاً من المحيطٌين بى رغم عدم اقتناع الكثيرٌ منهم فى بداية الامر الا إننى ارى ما تخفيه هذه الفكرة البسيطة من أسرار ستبهر الجميٌع بإذن الله .

= وكان لدى تحديات متعددة أعمل عليها منها ما يشكل تجديداً فى التجربة بشكل عام وأهمها ( تصنيٌع الأثاث ) حيثٌ بدأت فى صنعه ( تربيزة – جزامة – صناديق لحفظ الأشياء صغيرة وكبيرة ) مع استخدامي لهيكل خشبي بسيط .

= وكان من الضرورى ان يشٌاهد الآخرون طرق تصنيٌع تلك الأشياء والتى قد تساعد البعض ان يبدأ مشروعاً صغيراً او يصنع بيديه احتياجاته فى ظل ظروف اقتصادية ملحة تمر بها الأسرة فى الوقت الحالي وخاصة ان ما يتطلبه المنتج من مواد خام متوفر فى كل منزل ( ورق – غراء – ألوان ) وبالنسبة للورق كلنا فى نهاية العام نتخلص منه وحال استخدامه قد يشكل ذلك جزءاً من حل مشكلة القمامة والاهم انه قد يساعد الشباب فى الابتعاد عن الميديا وقد يساهم بشكل بسيطٌ فى حل مشكلة البطالة .

= بإذن الله سوف أحاول تقديم الجديد دائماً ليكون امتداداً يضٌيف الى تجربتي المتواضعة وأتمنى ان أكون قد استطعت تقديم شئ جديد ومختلف فتلك التجربة تحمل العديد من الأسرار يمكن للآخرين ان يبدعون من خلالها أعمالاً جميلة بإذن الله .

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.