الفنان والمخرج المسرحي السيد راضي في ذكرى ميلاده تعرف على سر صراخه أمام السادات وبماذا علق الرئيس ؟

FB_IMG_1549382595656

كتبت دعاء سنبل

 

فنان صاحب رحلة فنية امتدت لأكثر من أربعين عامًا، هو الفنان الذي لم يكتف فقط بكونه ممثلاً محترفًا لكنه خاض تجربة الإخراج من خلال حرفيته في العمل بمجال المسرح، خصوصًا أن دراسته الفنية كانت من داخل المعهد العالي للفنون المسرحية، مما أهله لتقلد العديد من المناصب في هذا المجال، بل إنه كان أكثر وعيًا في الاهتمام بالطفل، مما جعله يقرر إنشاء مسرح للطفل عام ١٩٨٣ ،هو الفنان والمخرج المسرحي السيد بدير .

ولد في 5 فبراير 1935، السيد راضي من مواليد محافظة الغربية ، عاش معظم حياته بمدينة المحلة الكبرى و درس بها المرحلة الثانوية، و من ثم انتقل هو و أسرته للقاهرة و تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الإخراج والتمثيل العام 1960، حصل على أعلى درجة فنية بلقب “فنان قدير”، بقرار من رئيس الوزراء المصري بعام 1985، يعتبر أحد المخرجين المصريين الذين ساهموا في رفع شأن المسرح المصري خلال سنوات الستينيات .

عمل السيد راضي خبيرا مسرحيا ولمدة عامين في عام 1971 في المسرح الليبي بمدينة بنغازي ، و كون علاقات صداقة مع أهلها و كان يتردد عليها لزيارة أصدقائه ،و إضافة لعمله بمهرجان سوسة المسرحي في تونس وإخراجه لما يزيد عن 25 عملا مسرحيا، وكذلك عمله بمهرجان المنستير أخرج فيه 3 مسرحيات.
انتخب السيد راضي رئيسا للاتحاد العام لنقابات المهن التمثيلية والسينمائية والموسيقية العام 1993، كما شغل عددا من المناصب منها رئيس لجان الإنتاج المشترك بالبيت الفنى للمسرح، وعضو المجلس التنفيذى للاتحاد الدولي للنقابات الفنية العام 1995 بواشنطن، مدير المسرح الكوميدي 1980، وكيل وزارة الثقافة والآداب 1996، عضو المجلس الأعلى للثقافة 1992.

من ابرز  أعماله المسرحية

البرنسيسة ،دلع الهوانم ،الصعايدة وصلوا ،مهرجان الحرامية ، الدرس يا غبي ، سوق الحلاوة ،حالة طوارئ ،الدخول بالملابس الرسمية ،الدكتور زعتر، 100 مساء ، خود الفلوس وإجرى ، الدنيا مزيكا ،وغيرها الكثير .

أما أعماله السينمائية :
العبيط ،شقاوة رجال ، كيف تسرق مليونير، فتاة الأستعراض ، أبناء الصمت ، مهمة في تل أبيب ، الأنس والجن ، ظاظا وغيرها الكثير

من أعماله الدرامية :

رأفت الهجان ، ألف ليلة وليلة ، جمهورية زفتى ، الظاهر بيبرس، سلطان الغرام ، لا أحد ينام في الإسكندرية ، وغيرها.

FB_IMG_1549382487216

 

من المواقف المثيرة للسيد راضي، في فيلم أبناء الصمت»، والذي تم إنتاجه عام 1974، وتدور قصته حول بطولات الجنود المصرية في حرب أكتوبر وما قبلها من حرب الاستنزاف.

كان يعد نفسه جيدًا لنيل جائزة عن دوره في الفيلم، وقال في أحد حواراته الفنية: «إنه تصوير لقطة رفع العلم، وكان ذلك في الساعة الرابعة بعد الظهر، جاء إلى موقع التصوير الفنان أحمد زكي باعتباره هو الذي سيرفع العلم ويظل ممسكا بسيارة العلم والدماء تنزف منه حتى يصدر المخرج كلمة “أطبع”».

فوجئ الجميع بالسيد راضي بموقع التصوير جاء مبكرا منتظرا اللقطة التاريخية، وظل يستعطف شقيقه مخرج الفيلم أن يرفع العلم حتى يكتمل له موقف درامي جسد له حلما طالما تمناه.

وأخذ أحمد زكي يترقب الموقف من بعيد وهو يرى التراشق بين الشقيقين، ما جعل محمد راضي يرضخ لرغبة شقيقه وصور اللقطة، وبعد أن انتهى المخرج من تصوير المشهد وفي الخفاء، كان قد أعطي أمرا لأحمد زكي بأن يحضر فجر اليوم التالي لتصوير اللقطة ،وبالفعل صور أحمد زكي اللقطة في الفجر، وخلال العرض الخاص للفيلم، أصر الرئيس السادات على أن يحضر، وصمم راضى على الجلوس بجوار السادات حتى يتلقى التهنئة منه مباشرة في لحظة رفع العلم، وهي اللحظة التي حلم بها وتمنى أن تحدث بالفعل، وجاءت لحظة رفع العلم وما كان من سيد راضي إلا أن قام صارخا عندما وجد زكي هو الذي رفع العلم وليس هو، وقام منفعلا صارخا «عملتها يا محمد».
اندهش الجميع بمن فيهم الرئيس السادات من صياح سيد راضي وعصبيته الزائدة، وأخذ السادات يشد على يد محمد راضي مهنئا وقال له: «الآن أصبح لدينا فنان لا يجامل أحدا على حساب فنه حتى لو كان من سيجامله شقيقه».

ظل السيد راضي يعمل رغم تقدمه في السن ويعمل لآخر لحظات عمره حتى رحل عن عالمنا خلال عمله في مسلسل “الحياة لونها بمبي” حيث أصيب بوعكة صحية توفي على أثرها في 10 إبريل عام 2009 م .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.