الفن التشكيلي نافذة على الذات والواقع
الفن التشكيلي..يشكل الفن التشكيلي في رأيي أكثر من مجرد لوحات معلقة على الجدران إنه لغة عالمية و حوار صامت يتجاوز الكلمات حيث ينقل المشاعر والأفكار والخبرات بطريقة فريدة.
بقلم الفنانة التشكيلية / أنجي علام
ولعل تأثيره على الشباب تحديدا يتجاوز مجرد التسلية أو التزيين ليصل إلى أعماق شخصياتهم مساهما في تشكيل هويتهم وتوجيه مساراتهم إذ يعد الفن التشكيلي بالنسبة للشباب وسيلة للتعبير عن الذات في عالم غالبا ما يفرض عليهم فيه قوالب جاهزة في زمن تسوده ضغوط إجتماعية وتحديات مستقبلية.
حيث يجد الشباب في الفن ملاذا آمنا ومكانا يمكنهم فيه التحرر من القيود والتعبير عن مشاعرهم المختلطة سواء كانت سعادة أو حزن أو غضب أو حتى خوف فريشة الرسم تصبح بمثابة مترجم صادق لمشاعرهم الداخلية والألوان تصبح رموزا تعكس رؤيتهم للعالم.
النزيد:السحر والدجل والشعوذة .. أسباب الإقتناع بالوهم وتصديق علماء النصب والإحتيال
ولا يقتصر تأثير الفن التشكيلي على التعبير عن الذات فحسب بل يتعداه إلى تنمية المهارات الإبداعية والقدرات العقلية فالعمل على قطعة فنية سواء كانت رسمة أو نحت أو تركيب يتطلب التركيز والصبر والتفكير الإبداعي وحل المشكلات فهذه المهارات ليست مفيدة فقط في المجال الفني.
بل تساهم في تطوير قدرات الشباب في مختلف جوانب حياتهم سواء أكانت دراسية أو مهنية أو إجتماعية فالتفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات و الإبتكار كلها مهارات تنمى من خلال الممارسة الفنية وأكثر من ذلك.
يساهم الفن التشكيلي في بناء الثقة بالنفس لدى الشباب فكلما أبدع الشاب عملا فنيا شعر بإنجاز شخصي وبقدرة على خلق شيء جميل من لا شيء هذا الشعور بالإنجاز يعزز ثقته بنفسه ويحفزه على مواصلة الإبداع والتطوير كما يساعد الفن على بناء شخصية مستقلة قادرة على التفكير بشكل حر والتعبير عن آرائها بحرية بعيدا عن التأثيرات الخارجية.
ولكن لا يقتصر دور الفن التشكيلي على الفرد فقط بل يتعداه إلى المجتمع فمن خلال الفن يمكن للشباب التعبير عن قضايا مجتمعهم ومشاكلهم وآمالهم .
فالفن يصبح وسيلة للتواصل لإيصال رسائل مهمة لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع فلوحات الشارع على سبيل المثال تعبر عن قضايا إجتماعية مهمة وتُثير نقاشا عاما حولها.
باختصار الفن التشكيلي ليس مجرد هواية بل هو أداة قوية تساهم في تشكيل شخصية الشباب وتنمية قدراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.
إن دعم الفنون وتوفير الفرص للشباب للمشاركة في الأنشطة الفنية يعد إستثمارا في مستقبل أكثر إبداعا وأكثر إنسانية ففي ألوان الشباب تكمن قوة التغيير وإمكانية بناء عالم أجمل.