عزت زين يجسد مشهد الهزيمة .. حين تنحني الذكريات ويغلق قسوة القانون أبوابها

كتب: ريهام طارق 

نشر الفنان القدير عزت زين على صفحته الرسمية عبر “فيسبوك” كلمات وداع لمنزله القديم، الذي اضطر إلى تسليمه للمالك بموجب قانون الإيجار الجديد..

حملت كلمات عزت زين بين طياتها حنينا جارفا ومرارة وألم، واستعاد من خلالها ذكريات طفولته بين جدران المنزل الشرفه الواسعة التي شهدت ألعاب الطفولة وضحكات العيد، الاستعراضات العسكرية ومواكب رمضان التي كانت تمر أمام أعينهم، تذكر دموعه عند رحيل والده وجده، وحتى جلسات السمر الليلية مع الجيران، كل زاوية من المنزل كانت شاهدة على كل ذكرى سعيده أو حزينه، وكل حجر حمل جزءًا من حكايه لا تنسى.

لكن هذه الذكريات اصطدمت بـ جبروت واقعنا المخيف، و هزيمتها أمام قسوة قانون الإيجار الجديد الذي أرغمه علي تسليم الشقة لمالك العقار الذي يسكن فيه طوال سنوات عمره سلمه باستسلام شديد دون مماطلة أو نقاش، وبينما اختار عزت زين الرحيل في هدوء، رفض مستأجرون آخرون في نفس العقار المغادرة إلا بحكم قضائي، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي فجرها هذا القانون.

المشهد لا يقتصر على فنان أو أسرة واحدة، بل يطول آلاف العائلات التي تجد نفسها اليوم أمام كابوس مزعج، بيوت تركوها بعد عقود من الاستقرار، ومستقبل سكني مجهول في ظل ارتفاع الإيجارات وأسعار العقارات.

علي الجانب الاخر لا ننكر أن هناك ظلم كبير يقع على المالك بسبب عقود الإيجار القديمة، و التي تلزم المستأجر بدفع إيجارات زهيدة لا تتجاوز بضعة جنيهات، ولكن أمام طرفي النزاع سواء كان المالك أو المستأجر تطرح تساؤلات عديدة، هل أنصف هذا القانون المستأجر كما أنصف المالك؟ وهل وفر له حماية تقيه من التشرد أو الانحدار إلى مستويات معيشية لا تليق بنفس المستوى الذي كان يعيش به؟ أم أن الحل جاء به خلل خدم طرفًا وظلم الأخر؟

كلمه اخيره..

لم يكن الفنان عزت زين سوى نموذج واحد من بين آلاف يضعنا أمام معادلة شديدة التعقيد لا يمكن حلّها إلا برؤية أكثر عدلاً وإنصافًا.. العدالة الحقيقية هي التي تجد حل وسط يحفظ حقوق المالك من جهة، وتصون كرامة المستأجر من جهة أخرى، ولا يترك لمصير مجهول، صحيح أن المالك له حقوقا مشروعة ينبغي أن ترد إليه، ولكن للمستأجر أيضًا الحق أن يتوفر له الأمان والسكن الكريم.

ان ميزان العدل لا يتزن إلا بوجود قانون يحمي الضعفاء ولو حدث العكس يصبح قانون ظالم، مهما بدا في ظاهره عادل.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.