القصة الكاملة لنشأة حى شبرا العريق أكبر أحياء القاهرة ” الحلقة الآولى”
يعد حى شبرا العريق من أكبر أحياء القاهرة سكانا ويقع في شمال القاهرة. ويضم عدة مناطق شهيرة جدا هى : دوران شبرا، طوسون، الجيوشى، الترعة البولاقية، فيكتوريا، الساحل، روض الفرج، سانت تريزا، الخلفاوى، المظلات، احمد حلمى، مهمشة، و شبرا الخيمة .
ـ ومالايعرفه الكثيرين أن هذه المنطقة لم تكن عند نشأتها جزءا من القاهرة , بل لم تكن ـ كما هى اليوم ـ فى قلب القاهرة تزخر بالحياة و الناس ، حتى قلنا يوماً سخرية من إسرائيل أن عدد سكان شبرا أكثر من عدد سكانها ”
فقد كانت مجرد .. ضاحية , و القاعدة التعميرية التى يضعها أي مخطط أن يبدأ البناء فى أى منطقة جديدة يراد تعميرها ، بأبعد نقطة فيها .. فيقيم فيها المدرسة ، أو السوق أو مقر الحكم ، أو حتى الساحة الرياضية حتى تأخذ أقدام الناس طريقها إلى هذه المركز الخدمية .. وشيئاً فشيئاً تبدأ الحياة تدب ما بين مركز الخدمات هذا .. والمدينة القديمة .
وهكذا نشأت المدن والأحياء الجديدة ، بل هكذا كانت نشأة العواصم المصرية بعد الإسلام ، فقد أقام عمرو بن العاص ـ فاتح مصر ـ مدينة الفسطاط بين ضفة النيل وحصن بابليون . وهكذا كانت نشأة مدينة العسكر بعيداً عن الفسطاط فى الشمال و لكن على مرمى العين .. ثم كانت مدينة القطائع التى بناها أحمد بن طولون أيضاً إلى الشمال .. وبعيداَ عن العسكر . حتى عندما بنى جوهر الصقلى فاتح مصر للفاطميين مدينة القاهرة المعزية بناها أيضاً إلى الشمال .. بعيداً عن العواصم الثلاث السابقة .
ثم لاحظوا معنا الأحياء الجديدة التى نشأت حول مقر الحكم .. وبعيدأ عنها .
كانت القاهرة محصورة بين جبل المقطم ونهر النيل . ولم تكن أبداً على الشاطئ . ولأن الناس تعشق الإقامة بجوار الحاكم قريباً من السلطة حتى تكون فى حماه وقريباً من عطاياه ، إن كان كريما ، نجد المصريين بنوا أحياءهم الجديدة حول قصوره ومبانيه .
و نبقى مع قصر شبرا الذى يطلق عليه أيضا اسم Shubra Pavilion … فبفضله كانت شبرا اول جهة من جهات القطر المصري تحظي بانشاء العمائر والمتنزهات.. و فى عام 1847م في أواخر أيام محمد علي باشا , أصدر حاكم مصر العظيم أمره( بتمهيد طريق متسعة بين مصر وشبرا) وهنا نلاحظ أن شبرا حتى هذا التاريخ لم تكن جزءا من القاهرة , بل كانت ضاحية…وكانت بعيدة عنها , وتلك هي بداية شارع شبراِِِ , وكان هدف محمد على أن يحول هذا الشارع إلي مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر . وحتى يتحقق ذلك جاء القرار بأن يكون الشارع أعرض شوارع مصر في هذا العهد, وأكثرها استقامة.
وأمر محمد علي بغرس أشجار اللبخ والجميز بالتبادل على حافتي الطريق , الذي أنشأه من شبرا إلي قنطرة الليمون بالقاهرة حتى صار طريقا مظلا والمنتزه الجميل لأهل القاهرة , استمر طريق شبرا على جماله البديع إلى أن فتحت قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل 1869م ..
تابعونا فى الحلقة الثانية .