القصة الكاملة والحقيقية لأسطورة العشق الألهى “وما الحب إلا حب رابعة”

القصة الكاملة والحقيقية لأسطورة العشق الألهى “وما الحب إلا حب رابعة”

إسهامات / ثروت عبدالرؤوف
“موال الصبر والحب”

عاش عمنا إسماعيل عدوية عمره كله فقير ٠٠لا يملك من متاع الدنيا غير قارب صغير ٠٠ينقل الناس من جسر نهر صغير فى الموصل إلى الجسر الأخر مقابل دراهم معدودة يعول بها إسرته ٠٠وظل صابرا يحمد الله

رزق الله عمنا إسماعيل ثلاثة بنات
وفى الحمل الرابع تمنى كل أقاربه وأحبابه وأصدقائه أن يرزقه الله الولد٠٠ ليعينه على الحياة ، بعد تقدم السن وقد وهن العظم منه وإشتعل الرأس شيبا ٠٠ومهنتة تحتاج إلى تجديف والتجديف يحتاج إلى عضلات مفتولة

ولكن لله فى خلقه شؤون، وضعت زوجة عم إسماعيل ٠٠نقلوا له الخبر على إستحياء وخجل وهم من أمره مشفقون رأفة بحاله ٠٠المولودة بنت أيضا
الرابعة يا عم إسماعيل!!!

مما تستحون ٠٠وممن تخجلون٠٠ وعلى من تشفقون٠٠ وبمن ترأفون!!!

إنه العبد الصالح الصابر إسماعيل العدوية٠٠ ألا ترون أنه يؤمن بالقدر خيره وشره ٠٠حلوه ومره ٠٠و يدرك فضل ربه ٠٠و يثق ثقة مطلقة فى عدل خالقه ٠٠ و يدرك ويعلم ما لا تدركون وما لا تعلمون ٠٠ويرى بقلبه مالا ترون!!!

إبتهج الرجل الطيب كأنما حيزت له الدنيا وما فيها ٠٠وحول ما ظنه الناس شرا بحسن ظنه فى ربه خيرا ٠٠وسمى المولودة رابعة

قبل أن تكمل رابعة عامها العاشر توفى الأب إسماعيل٠٠ وبعده بفترة قصيرة لحقت به زوجته ٠٠وأصبحت رابعة بنت العاشرة ٠٠ يتيمة الأب والأم ٠٠ضمن أربعة بنات هى أصغرهن لكن ربك موجود ٠٠يبتلى ليمحص

وحتى يكتمل موال الصبر أصاب الموصل موجة جفاف ٠٠وتوقف القارب عن نقل الناس٠٠ وإنسد باب الرزق الوحيد إلى حين أمام البنات الأيتام ٠٠ثم ضربت البلاد مجاعة ٠٠
وخرجت رابعة مع إخواتها تبحث عن طعام٠٠ وكانت الطرق قد فقدت الأمان بفعل المجاعة ٠٠فخطفها قاطع طريق٠٠ وباعها بست دراهم لأحد التجار غلاظ القلب الشداد من أل عتيق

رابعة تكد وتتعب طوال اليوم فى خدمة سيدها وأهل بيته٠٠ تجنبا لغلظته وشدته٠٠ بلا كلل ولا ملل وبصبر تأن منه الجبال٠٠ بلا شكوى ولا تذمر

حتى جاء أمر الله
قام سيدها ذات ليلة من النوم لقضاء حاجته ٠٠فوجد نور السراج ينبعث من حجرة رابعة ٠٠فإستشاط غضبا خوفا على إستنزاف زيت المصباح ٠٠وعزم على الإنتقام منها ولم ينتظر الصباح
إقترب الرجل من حجرة رابعة
ويا هول ما رأى!!!

رابعة التى تكد وتتعب طوال اليوم فى الخدمة ٠٠ساهرة ساجدة تناجى ربها وتقول

إلاهى أنت تعلم أن قلبى يتمنى طاعتك
ونور عينى فى خدمة عتبتك
ولو كان الأمر بيدى لما إنقطعت عن خدمتك
إلاهى أنارت النجوم
ونامت العيون
وغلقت الملوك أبوابها
وخلا كل حبيب بحبيبه
وهذا مقامى بين يديك
الليل قد أدبر
والصبح قد أسفر
فليت شعرى أقبلت منى ليلتى فأهنا
أم رددتها على فأعزى
يا سرورى ومنيتى وعمادى
وأنيس خلوتى ومرادى

وهنا ذاب القلب الغليظ ولانت شدته ٠٠ودخل الرجل فى نوبة بكاء ٠٠وعلت النهنة ٠٠ولم يدرى ما يقول٠٠ ولم يعلم ما يفعل
عاد إلى حجرته يبكى أسفا حتى الصباح
أخيرا لاح النور ٠٠النور لاح ٠٠والمسك فاح

ذهب الرجل إلى حجرة رابعة ٠٠والقلب قد أضناه ما رأى وما سمع و بكل خشوع وبكل أدب وتأدب
وبكل حنان الدنيا إقترب منها وقال

يا بنيتى أنت حرة ٠٠وإن تكرمت بالعيش معنا فأنا وأهل بيتى فى خدمتك ٠٠وإن رغبت فى الإنصراف عنا لك كل الحرية !!!

يا مصرف القلوب يا مفرج الكروب يا حنان يا منان يا لطيف يا خبير !!!
فحصت ومحصت وإجتبيت

وهنا إنتهى موال الصبر والتمحيص ليبدأ موال الحب والعشق

تجلس رابعة فى المسجد ٠٠ويتحول مجلسها إلى أرقى وأعظم وأفخم وأنبل مجلس علم٠٠ ليس فى الموصل فحسب ولا فى الشام فحسب ٠٠ولا فى بلاد المسلمين فحسب٠٠ بل فى الدنيا كلها

من هنا تبدا فصول قصة العشق الألهى.
وما الحب إلا حب رابعة لخالقها ويولد مفهوم جديد للحب والعشق والعبادة والإبتهال والتبتل ٠٠وينطق اللسان بالفلسفة والحكمة ومن هنا يشع نور يملىء الكون
ومن هنا يصبح الحب لله حبين حب الهوى وحب لأنك أهل لذاك

ويتوافد على مجلس رابعة العلماء والزهاد وطلاب العلم والباحثين عن الحكمة والمتعطشين للفلسفة
وحتى الخطاب
ويصل الأمر لأمير البصرة فيطلب يدها ورضاها ويعدها بمهر كبير ومال وفير
لكنها كانت قد ذهبت بعيدا بعيدا
حيث كانت كما قالت
راضيا يا إخوتى فى خلوتى
وحبيبى دائما فى حضرتى
وما الصبر إلى صبر رابعة العدوية وأبيها وما الحب إلا حب رابعة لخالقها
وما دون ذلك خيال وكلام فى الحب يادوب يتقال
وأما الجزء الأول من فيلم رابعة العدوية فإنه من عمل الشيطان

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.