القنوات الرياضية مصدر الفتنة وسبب حرب الأهلي والزمالك .. تفاصيل مختلفة

كتبت: زينب النجار…

 

في قديم الزمان كانت تجتمع الأسرة المصرية أمام التليفزيون لمشاهدة المبارايات المقامة بين الأهلي والزمالك وأي نادي رياضي، بكل حب وتشجيع وأحترام دون تعصب ودون ألفاظ خارجة، كنا نتحلي بألأخلاق الرياضية وكان الشعب المصري يتمتع بمرونة عالية لقبول الرأي الآخر بهدوء وأريحية، وغالباً يتبع القبول ابتسامة أنيقة تنم عن رقي الخلق وسعة الأفق الذي جعلنا نسميه «رياضياً»، أي أن الرياضة ذات أفق واسع لقبول النقد والاعتراف بالنواقص والأخطاء والعمل على تصحيحها…

 

لكن الأن أصبح واقع الرياضة لدينا وبكل أسف نراه في أحيان كثيرة ليس له صلة بألأخلاق الرياضية في النقد والأحكام والألفاظ، ويحاول بعض المتنفّذين في الأندية أن يقودوا المجتمع معهم لهذا الوحل القذر والتأثير على الجماهير للوصول إلى هذا المستنقع، فحين يصل الأمر إلى السباب والاشتباك بالأيدى بين من يمارسون الرياضة فإن هناك شيئا خطأ يستحق أن نتوقف عنده ….

فما نسمعه ونقرؤه من أخبار كرة القدم مؤسف ومحرج، ولا يجوز أن يحدث كل ذلك مع اللعبة الشعبية الأولى فى العالم.

 

فكيف لأعلامي برتبة “محلل” خبير يقف مُسْتَّفزاً ليصرخ في وجه زميله المحلل الرياضي الآخر وقد امتقع وجهه من شدة الغضب” إلا أهلي إلا الزمالك. أنا أحذرك إن عدت للأمر ثانية سأقطع رأسك”، يرد الآخر بتحدٍ واضح، بينما ثالث يسكب الزيت على النار. يحاول مقدم البرنامج فض الاشتباك، مبرراً لهذا ومهدئاً لذاك؛ لكن المحلل المحتقن يرفض حتى الإستماع ،ويزيد السباب والخلافات وتصل للاعبين والمديريين الفنيين والجمهور وتزيد الفتنة بين الفريقين وجمهوره …

فمن السبب وراء إنتشار هذه الفتنة؟

 

فأن قضايا الكورة المصرية التي يتناولها الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يقف وراءه أحد ما ، بغرض شحن النفوس بين المشجعيين وإشعال الفتنة بينهم …

فلم يعد الهدف من تلك البرامج الحوارية والمباشرة تناول الشأن الرياضي بجماله وعيوبه، وتثقيف الجمهور بطرح الموضوعات ذات القيمة، وإنما الهدف هو استمالة أكبر قدر من المشاهدين من خلال استضافة نوعية معينة من الضيوف، وزرع الفتنة لديهم ،فهذا صحفي بسيط ليس له علاقة بالكورة يحلل في أمور كبرى لا يملك أبسط أدواته، أحكاماً ارتجالية في قضايا شائكة، فيما الجميع باتوا خبراء يحللون ويُنّظرون نيابة عن الفنيين والمتخصصين، بل بلغ الأمر بهم في الذهاب إلى قضايا بعيدة عن الرياضة”.

فأن اعلاميين القنوات الرياضية جرّ الوسط الرياضي إلى سجالات ساخنة خصوصاً وأن ثمة برامج أصبحت تبحث عن أشعال المكسب الجماهيري فقط ، وللأسف لا يتم ذلك إلا من خلال الإثارة المفتعلة حتى وإن كانت على حساب القيم ، فهي برامج لخلق إثارة حقيرة وطرح سقيم وصراعات مفتعلة تثير الشارع المصري الرياضي…

 

فإذا كانت أجهزة الدولة تعمل علي ترسيخ لغة الحوار بين الشعب وتدعو إليها من الداخل والخارج وأطلقوا الكثير من مبادرات الحوار الوطني الذي يهدف جميع أبناء الشعب المصري للمشاركة في لغة الحوار الصحيحة ..

 

فلماذا نختلف في المشهد الكروي ، ولماذا يغيب الحوار نفسه للإعلاميين الرياضيين الذين هم واجهة للأعلام المصري…

لماذا مستمرة حالة التراشق والسباب والصراع والتعصب والتشنج والتفرقة الرياضية ..

 

لماذا لم يقف أحد لوقف الصراع الخطير

ولماذا لم ينهي أحد كل هذه الخلافات والمشاكل الكروية التي تسئ لمصر …

 

هل هو صعب علي أجهزة الدولة التدخل لأنهاء حالة الصراع ووضع ميثاق رياضي يجمع الكورة المصرية علي الأحترام المتبادل والروح الرياضية مثلمًا كانت في الماضي، بدال من العبث والجدال وزرع الفتنة، ونبذ التعصب وشحن الجماهير …

 

فالغريب هي حالة السكوت والتخلي عن المسئولية من المسؤولين والأعلاميين ،وترك الحرائق الكروية مشتعله دون الألفاف لأيقافها ،فإن الأستمرار في الأشعال والفتنة سيزيد من التحريض والشحن لدي المصريين وبث روح التعصب ..

فيجب الجلوس وحل المشكلة فهي لست عميقة كما يتوقع البعض فإن في النهاية هي رياضة وليست أزمة علي ميراث أو حدود دولة…

فلابد إيقافها وقطع كل من له صلة لأشعال الفتنة من أعلاميين القنوات الرياضية الذين يروجوا اشاعات وأكاذيب لا تتوقف وتشعل المزيد من الحرائق ..

 

فمن المسئول عن الأثارة والفتنة ؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.