القوه الداخليه هي النور الذي لا ينطفئ مهما اشتدت العواصف
بقلم/ جيهان أيوب
القوة الدلاخلية .. في زحمة الحياة اليومية، ومع تزايد الضغوط والمسؤوليات، قد تجد المرأة نفسها تبتعد قليلًا عن جوهرها الداخلي. تتوزع بين العمل، ورعاية الأسرة، ومواجهة تحديات لا تنتهي، حتى تكاد تنسى أن في داخلها مصدرًا هائلًا للقوة والحكمة ينتظر أن يُكتشف من جديد.
القوة الداخلية ليست مجرد شعور بالثقة، بل هي حالة وعي عميقة تمنحك القدرة على اتخاذ قراراتك بوضوح، والحفاظ على اتزانك وسط العواصف، والنهوض بعد كل سقوط بإرادة أكثر ثباتًا. هذه القوة ليست حكرًا على شخصيات استثنائية، بل هي موجودة في كل امرأة، تنتظر فقط أن تُمنح الاهتمام والرعاية.
الخطوة الأولى نحو القوة الداخلية
هي الإصغاء لنفسك. خصصي وقتًا يوميًا، ولو دقائق قليلة، لتكوني مع نفسك فقط. أغلقي الهاتف، ابتعدي عن الضوضاء، واكتبي ما تشعرين به. قد تندهشين من الأفكار والمشاعر التي ستكتشفينها، وكأنك تلتقين بصديقة قديمة لم ترَيها منذ زمن.
الخطوه الثانيه هي إعادة الاتصال بجسدك
أجسادنا تحمل ذاكرة عاطفية هائلة، والحركة الواعية سواء من خلال اليوغا، أو المشي في الطبيعة، أو حتى الرقص الحر تساعدك على تفريغ المشاعر السلبية، واستعادة إحساسك بالحيوية.
الخطوه الثالثه
هي وضع حدود واضحة. الكثير من النساء يجدن صعوبة في قول “لا”، فيستنزفن طاقتهن في تلبية توقعات الآخرين. تذكري أن القوة لا تعني التحمل المستمر، بل اختيار ما يستحق وقتك وجهدك فعلًا.
القوة الداخلية أيضًا ترتبط برؤية أعمق للحياة. عندما تدركين أن لكل تجربة معنى، حتى المؤلمة منها، تبدأين في التعامل مع التحديات كفرص للنمو. قد لا نتحكم في الظروف دائمًا، لكننا نتحكم في طريقة استجابتنا لها.
وأخيرًا: لا تنسي أن تطلبي الدعم.
المرأة القوية ليست التي تواجه العالم وحدها دائمًا، بل التي تعرف متى تمد يدها لتتشبث بيد أخرى. مشاركة رحلتك مع صديقات أو مجموعة دعم يمكن أن يفتح أمامك آفاقًا جديدة، ويذكرك أنك لست وحدك.
القوة الداخلية ليست هدفًا نهائيًا تصلين إليه، بل هي رحلة مستمرة من الوعي، والرعاية الذاتية، والتجدد. وكل يوم تمنحين فيه نفسك فرصة للاستماع، والحركة، والحب، هو خطوة جديدة نحو حياة مليئة بالمعنى.