القوى الناعمة والتمثيل الفلات بقلم الدكتور أيمن عبد الرحمن
القوى الناعمة والتمثيل الفلات بقلم الدكتور أيمن عبد الرحمن
القوى الناعمة والتمثيل الفلات بقلم الدكتور أيمن عبد الرحمن
القوى الناعمة..التمثيل (الفلات ) أو المسطح أو الذى يعطى للجملة أو الموقف انفعال اقل من المطلوب أو (التمثيل البارد) جميعها مصطلحات انتشرت فى السنوات الأخيرة وأبدى الكثيرون مابين أساتذة ومخرجين كبار ونقاد ومهتمين دهشتهم من انتشار هذا النوع من الأداء فى معظم الأعمال الدرامية.
أقرأ المزيد:ايمن عبد الرحمن: نفتقر إلى الأعمال المسرحية القوية التي تستطيع المنافسة
وخاصة بين جيل صاعد يبدو أن معظمهم اتفقوا هم و وبعض المخرجين على اعتماد هذا النوع واعتبار التمثيل الذى كان يعبر فيه الممثل مستخدما كل انفعالاته وإحساسه هو نوع قديم عفا عليه الزمن
تحليلات فنية
واحتار أهم المتخصصين فى تفسير هذه الظاهرة ولجئوا الى تحليلات فنيه تخص فن التمثيل ذاته ..وبعد قراءة الكثير من التعليقات والتفسيرات رأيت أن ماحدث هو نتاج طبيعى لحقبه زمنيه تزيد عن عشر سنوات تغير فيها وجه العملية الفنية بالكامل وليس فن التمثيل فقط ..
وكان الهدف والاتجاه محدد وهو الاتجاه القائم على تفريغ الفن من محتواه والرغبة من البداية فى ألا يحدث الفن تأثيرا ايجابيا فى مشاعر الناس.
بالتالي يغير من سلوكهم أو يغير أفكارهم او يدفعهم لفعل أشياء غير مرغوب فيها أو مرفوضة لأى سبب اعتقادا ان بهذه الطريقة سوف نحمى المجتمع وهو غير واضعين فى الاعتبار أننا فى زمن الإنترنت أصبح تأثير ما نراه من أحداث حقيقية حدثت بالفعل فى فيديوهات لاحصر لها اخطر وأقوى من أى فن فالواقع أكثر عبثا وجنونا وتشكيل الوجدان العام لم يعد مقصورا على الفن فقط.
وأصحاب هذا الاتجاه العقيم والغير مدروس والذى يعتقد معتنقوه انه يحافظ على المجتمع من الانزلاق مره أخرى هو ما أدى الى تسطيح الدراما وجهلها (فلات)بالتعبير الدارج ..
أرباع المواهب
الأصل فى الأشياء هو أنهم قرروا استبعاد كل من هو جاد ويحمل عمق فنى وفكرى من العمل فى منظومة الكتابة للأعمال الدرامية وتحولت المسألة الى مجموعه من أرباع المواهب خريجى الورش التى علمتهم أن الكتابة صنعه بلا فكر أو مضمون.
وللأسف انتشر هؤلاء عمدا وأصبحوا نجوم المهنة وقدموا أعمال مفرغه من الداخل وتجرأ واستسهل مئات ارتاع المواهب على فن الكتابة العظيم واعتبروه مجرد مهنه مربحه ولهذا لا يمكن أن تجد بينهم أسامه عكاشة أو وحيد حامد أو الديك ومحفوظ وغيرهم من العمالقة فى وقت كان الكاتب هو النجم الأول للعمل.
بالإضافة الى استبعد من هم يشبهون هؤلاء العمالقة ومازالوا على قيد الحياة وأدى هذا الاتجاه الى اختيار مخرجين يجيدوا التكنيك فقط كحرفه وغير مفكرين ويفتقدوا أهم دورين للمخرج وهما اختيار النص فليس له دور فى هذا الأمر بل ويتم ترشيح الكثيرين من المخرجين بعد اختيار النص والاتفاق على التفاصيل ..
الجهات الإنتاجية
وكذلك اختيار الممثلين نجد ان المخرج فقد صلاحياته لمجرد انه يريد الحفاظ على مكانه واستمرار يته رضخ لضغوط الجهات الإنتاجية ووافق على وجود ممثلين ضعاف يعملون فى نص درامى فلات ..
فكان من الطبيعى أن يكون الممثلين فلات وان تتحول الى مدرسه لها مريدين هم معظم من يعملون للأسف ألا عدد من الاستثناءات ..مدرسه تهاجم كل من ينفعل بجديه أو يعبر بوجهه تعبير محسوس أو يعلو صوته أو يضغط على مخارج حروفه ليظهر معنى ما يقول..
المزيد أيضا:المهرجان القومي للمسرح المصري يكرم المتدربين في ورشة الكتابة المسرحية
فالمطلوب عكس ذلك لننتج أعمال تموت بعد مشاهدتها لأول مره وربما قبل مشاهدتها ولنتمم لنجاح تنفيذ ضرب القوى الناعمة المصرية فى مقتل والتخلص منها بتسطيحها بداية من النص وصولا الى التمثيل الفلات لصالح دول أخرى فى الإقليم تستعد لتحمل هذه الراية التى حملها الفن المصرى عبر أكثر من قرن مضى
د.أيمن عبد الرحمن