“الكاميرا الخفية”.. من فؤاد المهندس إلى رامز جلال

هل تعود "الكاميرا الخفية" لسابق عهدها ..

هدى عبد الغفار

ارتبط شهر رمضان مع جيل الثمانينيات والتسعينيات بأعمال تليفزيونية من مسلسلات دينية وتاريخية وبرامج وفوازير تُعد خصيصا للشهر الكريم، باعتبارها علامة مميزة له، والتى أثرت فى وجدان أبناء ذلك الجيل من المصريين والعرب على مدار سنوات طويلة، والذين اعتادوا الالتفاف حول الشاشة الصغيرة لمتابعتها والاستمتاع بها، فكانت تحوى قيمة ومعلومة تُثرى النفوس والعقول..ومن بين تلك البرامج “الكامير الخفية” الذى كان المشاهد يحرص على متابعته للمتعة والتسلية والضحك، والذى مازالت مواقفه عالقة بأذهان مشاهديه.

ويعد النجم الراحل فؤاد المهندس أول النجوم الذين قدموا برنامج “الكاميرا الخفية”  على شاشة التلفزيون فى مصر والعالم العربي فى عام 1983 وشاركه فيها الفنان إسماعيل يسري، حيث كان البرنامج يقدم شخصيات حقيقية من الواقع، وقد حقق البرنامج نجاحا كبيرا، وكان من إعداد وإخراج طارق زغلول وإنتاج وكالة طارق نور .

وبعد مرحلة الفنان فؤاد المهندس جاءت مرحلة الفنان إسماعيل يسرى الذى عمل على تطوير شكل الفكرة ليصبح البرنامج أكثر جذبا للمشاهدين، حيث استعان بالكاتب يوسف معاطى فى كتابة وتقديم البرنامج معه، وكانت نقلة نوعية فى استخدم تكنولوجيا جديدة والتصوير خارج مصر، فقد صور يسرى ومعاطى فى لبنان عددا من الحلقات وكانت المواقف طبيعية جدا ومضحكة جدا.

ثم جاءت مرحلة النجم إبراهيم نصر الذى أحدث نقلة نوعية فى برنامج الكاميرا الخفية فى فترة التسعينيات حيث كانت مواقفه تحاكي مواقف قد يتعرض لها المواطن فى حياته اليومية، وقد حظي برنامجه بنجاح كبير، ومازالت الشخصيات التى كان يجسدها عالقة بأذهاننا حتى الآن مثل “زكية زكريا”، و”نجاتى” و”تقاوى”.

وتناوب على البرنامج فنانون آخرون مثل الفنان الراحل حسين الإمام وبرنامجه “قال ايه على الهوا”، وبرنامج “اديني عقلك” للثنائى منير مكرم وحسين المملوك، وقدمت أيضا الفنانة نشوى مصطفى تجربة كانت ناجحة (نجومنا فى اليابان)،  حيث كانت هذه البرامج تتميز بالطبيعية وخفة الظل والسلاسة واحترام الضحية فى المقلب سواء كان من المواطنين العاديين أو من النجوم، دون اللجوء للعنف أو أى ألفاظ خارجة، ومواقف محرجة، وذلك رغم تضاؤل ميزانيات إنتاجها.

ومع مرور السنوات، ظهرت مرحلة أخرى من برنامج “الكاميرا الخفية” وفقد أهم ما كان يميزه، وبدأ ممثلون أخرون فى الاستخفاف بمشاعر المواطنين، فأصبح البرنامج به مقالب خطرة بدلا من المقالب الممتعة، وهناك عدد من النجوم الذين اعتادوا فى الآونة الأخيرة على تقديم تلك النوعية من المقالب ومن بينهم الفنان رامز وهانى رمزى، إلا أن تلك البرامج  بها ألفاظ خارجة لا تتناسب مع الذوق العام أو الشهر الكريم، فضلًا عن حديث بعض المشتركين عن أنه مُفبرك، ويتم بالاتفاق مع النجوم.

وأخيرا..هل سيعود برنامج “الكاميرا الخفية” لسابق عهده ويعود المشاهد من جديد للالتفاف حول الشاشة والاستمتاع به فى الموسم الرمضانى القادم، أم ستظل تلك البرامج هى المسيطرة على الشاشة ويعزف المشاهدون عن متابعتها؟؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.