رؤية مقارنة بين السبع الموبقات و الكبائر: أعظم الذنوب في الإسلام

فما الفرق بين السبع الموبقات و الكبائر؟  

تعد في الإسلام السبع الموبقات و الكبائر من أعظم المعاصي التي تهدد سلامة المسلم، وقد حذر منها النبي في أحاديثه الشريفة، ورغم أن كلاهما يندرج تحت الذنوب التي يوجب على المسلم تجنبها، إلا أن بينهما فروقات واضحة من حيث التحديد والعدد والطبيعة.

كتبت: ريهام طارق 

فما الفرق بين السبع الموبقات و الكبائر؟  

السبع الموبقات: تعريف وتفصيل  

الموبقات: هي المُهلكات التي تسبب الهلَكَة لصاحبها، يُقَال: “وبَق” بفتح الباء، “يبِق” بِكَسْرِ الباء: بمعنى: هلك، و”أوبق غَيره”: أي أهلك غيره

السبع الموبقات هي ذنوب محددة حددها النبي في حديث صحيح رواه أبو هريرة، حيث قال: {اجتنبوا السبع الموبقات}، وعددها كالتالي:  

الشرك بالله:

أعظم الذنوب، إذ فيه إنكار لتوحيد الله وعبادته. قال تعالى: (لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)

السحر:

ذنب يرتبط بالشرك لكونه يعتمد على التقرب للشياطين، قال تعالى: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)  

قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق:

جريمة عظيمة تهدد الحياة البشرية، قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) 

أكل الربا:

استغلال مالي يهدم العدالة الاقتصادية، قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا) 

. أكل مال اليتيم:

اعتداء على أموال الأضعف في المجتمع، قالي تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). 

التولي يوم الزحف:

الفرار من الجهاد في سبيل الله، قال تعالى: (إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ).

قذف المحصنات المؤمنات الغافلات:

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).

اتهام العفيفات بما ليس فيهن.  

هذه الموبقات وصفها النبي ﷺ بأنها (مهلكة)، لأنها تسبب فسادًا روحيًا وأخلاقيًا واجتماعيًا عظيمًا.  

اقرأ أيضاً: الدعاء: طريقُ المؤمنِ لتحقيقِ المستحيلاتِ وتيسيرِ الأمورِ

الكبائر: معنى واسع يشمل الموبقات وغيرهن  

الكبائر هي الذنوب التي ورد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يدل على لعن مرتكبها أو التوعّد له بالنار أو غضب الله تعالى عليه أو استحقاقه لعقوبة محددة في الدنيا بفرض حد من الحدود الشرعية،ةلذلك وجب علي كل مسلم اجتناب الكبائر، قال تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُ)

ومن أمثلتها:  

– عقوق الوالدين.  

عقوق الوالدين من الكبائر، قال تعالى: (فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا).

– شهادة الزور.

– الزنا وشرب الخمر.  

– الغش والرشوة.  

المقارنة بين السبع الموبقات و الكبائر:  

 التحديد والعدد:

السبع الموبقات عددها محدود ومُعين بنص الحديث، بينما الكبائر تشمل السبع الموبقات وغيرها من الذنوب العظيمة.  

الطبيعة:

الموبقات تركز على الجرائم التي تهدد المجتمع مثل القتل وأكل أموال الآخرين، أما الكبائر فقد تشمل ذنوبًا شخصية بين العبد وربه كـ ترك الصلاة أو الرياء.  

العقاب:

كل موبقة تعد كبيرة، لكن ليس كل كبيرة تدخل في دائرة الموبقات، لأن الموبقات تميزت بكونها من أعظم المفسدات.  

دعوة للتوبة والابتعاد عن الذنوب :

يدعونا الإسلام إلى اجتناب الذنوب، سواء كانت موبقات أو كبائر، لما لها من أثر مدمر على الإيمان والمجتمع.

ويؤكد النبي ﷺ أن باب التوبة مفتوح لكل مسلم مهما بلغ ذنبه، فـ التوبة النصوح والعودة إلى الله هما السبيل لتطهير النفس من أوزار هذه الخطايا.  

اقرأ أيضاً: أعمال مستحبّة في شهر جُمادى الثاني: فرصة للتقرب إلى الله

التزام المسلم بتعاليم الإسلام واجتناب الذنوب الكبرى يعزز من بناء مجتمع قائم على الأخلاق والعدالة، ويحقق السلام الداخلي والروحي للفرد.  

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.