الكروان الممنوع والصراع بين محاولات التجديد والموروث القديم

بقلم : عيد حميده

الكروان الممنوع. والصراع بين محاولا ت التجديد والموروث القديم

عيد حميدة

سيظل الصراع محتدما بين الموروث القديم ومحاولات التجديد والكل يقدم أدلته وبراهينه على صحة مذهبه ومن المعروف أن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية ولكن البعض عندما يضفى القداسة على مذهبه ويهيل التراب على ٱراء المخالفين هنا تكون الكارثة فالكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا المقام وهو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والكتاب الذى بين أيدينا صورة واضحة لهذا الصراع الأبدى بين القديم والتجديد… صدر الكتاب في طبعتين _طبعة أولى غير كاملة عن دار”ناشرون”ٱخر يونيو٢٠٢٠ _طبعة ثانية كاملة عن دار”حابى”للنشر والتوزيع. هى قصة القارئ الشيخ عنتر مسلم الذى أصدر الأزهر قرارا بمنع تداول أشرطته بتهمة أنه يقرأ القرآن الكريم بقراءات غير معترف بها من المقارئ المصرية والكتاب يستعرض سيرة الشيخ الذى كانت إذاعات العالم الإسلامي كلها تفريباتبث تسجيلاته بينما كانت أشرطته ممنوعة من التداول في مصر بناءا على حملة ضارية ضد الشيخ أدارتها بعض الوسائل الصحفية والإعلامية ويوضح الكاتب أن الشيخ كان يقرأ بطريقة جديدة من نوعها لم تكن معروفة في دولة التلاوة لأنه كان يتلو القران الكريم بأكثر من أربع قراءات مختلفة في الربع الواحد واعتبرت تلك الطريقة عند قراء الإذاعة ٱنذاك بأنها نوع من الهرطقة الخارقة للقواعد الصارمة التي لامجال للاجتهاد فيها وشنت على الشيخ ٱنذاك حرب ضروس امتدت ساحاتها بطول محافظات مصر وكان قرار الأزهر إثر هذه الحملة حظر طبع وتوزيع أشرطته حيث كانت شرائط الكاسيت هى النافذة الوحيدة المفتوحة خارج سيطرة الإعلام الحكومى الرسمى ويعد الكتاب بمثابة السيرة الذاتية لحياة ذلك الشيخ الذى رفض أن يخرج من بلدته الدائمه بمركز فطور التابع لمحافظة الغربية بجمهورية مصر العربية ورفض الذهاب إلى القاهرة مركز الشهرة والنور لأى متطلع للشهرة والانطلاق بل إنه رفض دعوة من الزعيم الليبي معمر القذافي بمنحه الجنسية الليبية والقاء فى ليبيا وتحديد المبلغ الذى يريده لكنه رفض وقد واجه المؤلف الأستاذ طايع الديب الصحفي والكاتب المعروف صعوبات لا تقل عن تلك الصعوبات التى واجهها الشيخ عنتر فقد رفضت العديد من دور النشر طبع الكتاب حتى تتجنب الصدام مع الأزهر الشريف. وكذلك بعض البرامج التي دعت الكاتب للحديث عن كتابه ونوهت عن ذلك إلا أنها اعتذرت عن تقديم الحلقة التى كان مقررا الكاتب أن يتحدث فيها تجنبا أيضا لحدوث صدام بينها وبين الأزهر الذى رفض من قبل طريقة الشيخ عنتر حتى عند كتابة هذا الكتاب واجه المؤلف صعوبات بالغة في جمع المادة التى يحتاجها فلم تتوفر تلك المادة بسهولة فقد تم تجاهل الشيخ عنتر مسلم تماما عند التأريخ لدولة التلاوة فى مصر والعالم العربي فلم يذكره أحد سوى الكاتب الصحفي محمود السعدني “فى كتابه:ألحان السماء” وقد رأى المؤلف أن الشيخ عنتر كان مثيرا للجدل كأى شخصية أخرى وكان له معارضون ومؤيدون وبالرغم من اختفاء الشيخ ومنع تداول شرائطه فى مصر إلا أن شرائطه كانت تباع على أسوار المسجد الأزرق في مزار شريف وتنطلق من محلات بيع الكاسيت فى لاهور وتسمع فى حضرات الطريقة النقشبندية “باسطنبول” بينما هو ممنوع فى بلده” مصر” بل إن هناك جامعات تقوم بتدريس هذه الطريقة ومنها كلية”دارتموث”الأمريكية حيث سيصدر كتاب للباحث:”أندرو سايمون”يتناول فيه تاريخ مصر الثقافىخلال الخمسين عاما الأخيرة ويتضمن الكتاب فصلا كاملا حول الشيخ عنتر مسلم” ويعتبر المؤلف أن قصة الشيخ عنتر” مثال على مدى انخفاض سقف الإبداع في العالم العربى وعلى المٱل البائس لأى شخص يجرؤ على تحدى المسلمات الموروثة في أى مجال حتى ولو كانت هذه المسلمات خاطئة

عيد حميدة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.