المال والجمال

 
كتب/أحمد شندي 
من السهل جدا أن يمتلك الإنسان المال الذي يعتبر في وجهة نظر الكثير من الناس متعة الحياة ولذاتها غير مدركين أن المال نعمة ونقمة في نفس الوقت؛ فعندما يستخدم الإنسان المال في النفع العام وما يفيده ويفيد الآخرين؛ فإنه يعود بالنفع على نفسه وعلى الوسط الإجتماعي المحيط به،  وعندما يستخدمه الإنسان كآلة أو وسيلة للنزوات وفعل المحرمات؛ فإنه يضر نفسه قبل الآخرين.
أما بالنسبة للجمال فهو مطلوب ومحبب لكل إنسان وليس الجمال قاصرا على جمال الوجود البشري ولكنه يتطلب جمال الوجود المكاني ، والوجود المادي، والوجود الحيواني، والوجود النباتي، والوجود الجمادي، وغير ذلك في كل متطلبات الحياة.
وأحيانا لا يقتصر الجمال الإنساني علي جمال الوجوه والأجسام بل يتطرق أيضا لجمال الأخلاق، وبراعة الأسلوب، ونقاء الضمير، وصدق الأمانة، وكتمان الأسرار، وبراعة الحوار الصادق.
وقد تكون السعادة أيضا بالنسبة لشخص هى جمع المال، والعيش برخاء، والتمتع به في كل شيء بالحياة مثل: شراء السيارة الفخمة أو شراء الملابس باهظة الثمن و غير ذلك، وربما  تكون السعادة هى القرب من الحبيب وإكمال الحياة معه برباط مقدس آلا وهو الزواج وقد تكون بكمال التعليم والحصول على أعلى المراتب العلمية أو تقلد بعض المناصب. 
أشياء كثيرة يرى فيها الإنسان أسبابا للسعادة ولكن السعادة نابعة من الجمال الروحانى الحقيقى الذى  يكمن في أن يكون قلب الإنسان عامرا بحب الله سبحانه وتعالى؛ فيعيش المرء براحة و طمأنينة ورضا و قناعة ، فلا يلتفت كثيرا للأشياء المادية ، لأن  السعادة الحقيقية نابعة من الجمال الروحانى وهى راحة البال ، وراحة البال تكون فى طاعة الرحمن.
 فالسعادة لا تهبط عليك من السماء بل أنت من يزرعها فى الأرض بالإرادة والعزيمة والصبر.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.