المتحف المصري الكبير .. جنود مجهولون قاموا بمجهودات عظيمة لم يتذكرهم أحد
المتحف المصرى الكبير .. عندما انبهرت العيون بمشاهد التجهيز لهذا الحدث العظيم ، وعزفت الكاميرات سيمفونية المجد أمام الحضارة المصرية، كان خلف هذه الصورة آلاف من الأيادي والعقول التي سهرت الليالي ليخرج الحلم إلى النور.
بقلم: زينب النجار
لحظة التحضيرات كأنها مشهد من فيلم أسطوري ،لكن خلف الكواليس كان هناك جنود مجهولون لا يراهم أحد، لا يقفون أمام الميكروفونات، ولا تُذكر أسماؤهم في نشرات الأخبار، لكنهم أصحاب الفضل الحقيقي في هذا الإنجاز التاريخي.
هؤلاء المهندسون الذين رسموا أدق التفاصيل بكل شغف، والعمال الذين حملوا الأحجار الثقيلة كأنهم يحملون تراث أجدادهم، والفنيون الذين أبدعوا في كل زاوية، والمرممون الذين تعاملوا مع كل قطعة أثرية كأنها روح تنبض… كل واحد منهم كان بطلًا في صمت.
جنود عظماء خلف الكواليس
من قلب الورش إلى مكاتب التصميم، من العامل الذي يغسل يديه كل يوم من غبار الطين، إلى المهندس الذي لا ينام قبل أن يتأكد أن كل حجر في مكانه الصحيح، إلى العقول التي خططت وأدارت وواجهت التحديات على مدى سنوات طويلة هؤلاء هم من صنعوا المعجزة.
الكل انبهر بتحضير الافتتاح، بالأنوار والموسيقى والعظمة، لكن قليل من سأل نفسه ، من الذي جعل هذا ممكنًا؟ من الذي واجه حرارة الشمس وبرد الليل ليُبقي الحلم حيًا؟
من الذي حمل على كتفيه رؤية بلد كاملة أرادت أن تقول للعالم: “نحن هنا كما كنا، باقون بعظمة أجدادنا.”
كلمة “شكرًا” لا تكفي، لكنها أقل ما يُقال
شكرًا لكل المهندسون المعماريون ومهندسوا التصميم الذين ترجموا تاريخ مصر العميق إلى فضاء حديث يحافظ على الأصالة ويُسهِّل تجربة الزائر
شكرًا لفريق الإنشاءات الذي حمل الأثقال الثقيلة وتحدى العوامل الجوية والزمان للوصول إلى بنية عظيمة تتحمل أجيالاً ، شكرًا لخبراء التكييف والتهوية وأنظمة المناخ التي تضمن حماية القطع الثمينة من تغيرات الحرارة والرطوبة وتضمن راحة الزائرين ، شكرًا لفريق الكهرباء والاتصالات الذين صمموا شبكات معقدة تضمن إضاءة متوازنة وتوزيعات صوتية وصور متكيفة مع كل جزء من المعروضات ، شكرًا للمختصون في حفظ الآثار وتكنولوجيا العرض المعتمدة على حماية القطع، الذين وضعوا بروتوكولات صارمة لضمان بقائها pristine لعقود قادمة ، شكرًا لمحترفو التوثيق والتوثيق الرقمي الذين أنشأوا سجلات دقيقة وعروضاً رقمية غنية تتيح للناس فهم السياق التاريخي بعيداً عن مجرد مشاهدة القطع ، شكرًا لفنيو الترميم والبحث الأثري الذين رفعوا مستوى الدقة في الأهتمام بالتفاصيل، ليكون كل قطعة أثريتة منسجمة مع روح العصر وتاريخها…
شكرًا لكل من حمل في قلبه حب مصر وجعل من عمله رسالة وطنية خالصة.
أنتم الأبطال الحقيقيون، أنتم من كتبتم المجد بعرقكم وصبركم، أنتم الذين جعلتم من الطين نورًا ومن الفكرة واقعًا.
تحية تقدير وإحترام لكل يدٍ صنعت، ولكل عقلٍ خطط، ولكل قلبٍ آمن بالحلم.
تحية صادقة من القلب لكل جندي مجهول آمن أن العمل عبادة، وأن خدمة الوطن شرف لا يُقدّر بثمن.
أنتم واجهة مصر الحقيقية… الهدوء خلف العظمة، والجهد خلف الجمال، والروح التي تمنح الإنجاز نبضه.
فليعلم العالم أن وراء كل حجر مضيء هناك قصة تعب، ووراء كل مشهد مهيب هناك قلوب نابضة بحب هذا الوطن.
ولتبقَ مصر دائمًا بلد من يعرف كيف يصنع المجد حتى لو لم تُكتب أسماؤهم في الصفحات الأولى.




