المخرج “نورى بيلجى جيلان “رئيسًا للجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائى الـ 46
المخرج “نوري بيلجي جيلان “رئيسًا للجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائى الـ 46
تقرير_أمجد زاهر
في خطوة تؤكد مكانة القاهرة كجسر ثقافي عالمي، أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، عن اختيار المخرج التركي الكبير نوري بيلجي جيلان رئيسًا للجنة تحكيم المسابقة الدولية في دورته السادسة والأربعين، المقرر انعقادها خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر 2025.
مسيرة عالمية استثنائية
يُعتبر جيلان واحدًا من أبرز المخرجين المعاصرين الذين أعادوا تعريف لغة السينما، حيث تمتاز أفلامه بعمق إنساني وفلسفي، وبقدرة فريدة على المزج بين جماليات الصورة وأسئلة الوجود. فمنذ بداياته وحتى اليوم، استطاع أن يفرض نفسه كأيقونة للسينما المستقلة ذات الطابع التأملي.
وقد تُوجت مسيرته بعدد من الجوائز العالمية الرفيعة، أبرزها السعفة الذهبية في مهرجان كان عن فيلمه “بيات شتوي” عام 2014، وهو العمل الذي اعتبره النقاد ملحمة بصرية عن عزلة الإنسان ومعاركه الداخلية.
كما نال جيلان الجائزة الكبرى لمهرجان كان عن فيلميه “بعيد” (2003) و”حدث ذات مرة في الأناضول” (2011)، بالإضافة إلى جائزة أفضل مخرج عن فيلمه “ثلاثة قرود” (2008). أما أحدث أعماله “حول الأعشاب الجافة” (2023) فقد حصد جائزة أفضل ممثلة في كان، مما يؤكد استمرار تأثيره في المشهد السينمائي العالمي.
شهادة تقدير من القاهرة السينمائي
الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، علّق على اختيار جيلان قائلاً:
“سينما نوري بيلجي جيلان تمثل معيارًا للفن السينمائي الرفيع. واختياره رئيسًا للجنة التحكيم يعكس التزام المهرجان بتكريم الأصوات السينمائية الجريئة والرؤى الإبداعية، وتعزيز مكانة القاهرة كجسر عالمي يجمع أهم المبدعين.”
ومن جانبه، أشار محمد طارق ، المدير الفني للمهرجان، إلى أن أفلام جيلان ترتبط جوهريًا بالثيمات التي يقوم عليها برنامج هذه الدورة، قائلاً:
“أفلامه تنغمس بعمق في أسئلة المكان والزمان والشخصية. لقد انتظره محبو السينما طويلًا في القاهرة، وحضوره سيمثل مصدر إلهام كبير لصانعي الأفلام والجمهور المصري.”
مهرجان عريق وشراكات ثقافية
منذ تأسيسه عام 1976، ظل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أقدم وأهم مهرجان سينمائي في العالم العربي وإفريقيا، والوحيد المعتمد من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF) في المنطقة. وهو منصة تجمع بين العروض العالمية الأولى والندوات والورش، إضافة إلى سوق سينمائي نشط يعزز فرص التعاون والإنتاج المشترك.
وتأتي دورة هذا العام في إطار شراكة خاصة مع جمعية منتجي التلفزيون والسينما التركية (TESİYAP)، ومؤسسة السينما والثقافة السمعية البصرية التركية (TÜRSAK)، والسفارة التركية بالقاهرة.
وتشمل الشراكة عروضًا مميزة للسينما التركية المعاصرة، واستقبال وفد يضم نحو 15 شخصية من أبرز صناع السينما في تركيا، مما يعكس بعدًا جديدًا للتبادل الثقافي بين البلدين.
القاهرة وجهة للسينما العالمية
إعلان رئاسة جيلان للجنة التحكيم لا يمثل مجرد خبر رسمي، بل يعكس فلسفة المهرجان في الانفتاح على مدارس سينمائية متنوعة، ويؤكد مكانة القاهرة كوجهة أساسية في الخريطة السينمائية العالمية. ومن المتوقع أن يضيف وجود جيلان، برؤيته السينمائية العميقة، زخمًا خاصًا للدورة السادسة والأربعين، سواء في اختيار الأعمال المتسابقة أو في الحوارات التي ستدور على هامش المهرجان.
وبين أجواء البحر المتوسط والأناضول، وبين قاعات الأوبرا المصرية وسينمات وسط القاهرة، يستعد عشاق السينما لموعد عالمي جديد يحمل بصمة سينمائية فريدة، ستكون بلا شك علامة مضيئة في مسيرة هذا المهرجان العريق.
