المرأة الجبارة2.. بقلم/ شهيناز حمودي.

هي من تعطي دون مقابل، تسامح دون عتاب، ترضى بأبسط الأشياء، تحلق روحها في السماء بمجرد إطراء، تفرح كفرحِ الطفلةِ الصغيرة بقطعة الحلوى الوردية و تطلق عنان أنوثتها عند شعورها بالسعادة الحقيقية.. لكن هي نفس المرأة التي تنقلب إلى نار حارقة إذا ما مُسَّت كرامتها و أُْنْتُقص من قيمتها حينها فقط ستشعر بمرارة الهزيمة.. تحس و كأن كبريائها يُسحق تحت أقدام السفهاء و تتحول بذلك إلى قطعةِ مرآةٍ زجاجيةٍ مكسورة مشوهة لا يحب أحد النظر فيها، لماذا لا تنظرون إليها ألستم سبب ٱلمها! ألستم من قْسوتَم عليها لتصبح بهذه البشاعة! لماذا تفعلون كل ما بوسعكم لتحطيم جبروتها البريء ثم بعد ذلك تلقون الَّلوم عليها؟ هي لم تفعل شيء سوى أنها كانت طيبة.. طيبة إلى درجةٍ لن يفهمها هذا العالم الخبيث الغارق في وحل العنف، و الكره، و العنصرية. لم تفعل شيء سوى أنها كانت متسامحة لدرجة أن عفوها الدائم عليهم لم يشفع لها يوما، بل زاد من ألمها.. وحطم كل ذرة احساس في قلبها، حسناً هل ستظل هكذا؟! لا هي لن تظل هكذا حتما ستتغير، ستنفض غبار الهزيمة من على كتفيها، ستقوم كأنها لم تسقط يوما.. ستريهم أن المرأة المكسورة المشوهة بإمكانها أن ترمم نفسها بنفسها، و تبرهن لهم أن البراءة و الطيبة لن تفارق الأنثى ولو بلغت المائة عام و ستظل مفتخرة بذاتها كونها مرأة جبارة لم و لن يهزمها أحد مادام الرب معها. 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.