المرأة بين الرضا والغضب

المرأة بين الرضا والغضب
بقلم فضيلة الشيخ عابد دسوقي المليجي
فلربما تكون المرأة راضية،وربما تكون غاضبة فهيا بنا نبحث حالتها أتوجه بحديثي هنا إلي كل رجل حقيقي يعرف معنى الرجولة ،فليس كل ذكر رجل،وإنما كل رجل ذكر،فيا صاحب الرجولة والشهامة والمروءة اعلم حفظك الله أننا عرفنا في المقال السابق أن ديننا الحنيف قد كفل للمرأة جميع حقوقها،وقد رفع قدرها وعظم شأنها ومكانتها ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك .
إذن فلماذا تشتكي المرأة ؟!
ولماذا تشعر المرأة بالضيق والأرق ؟!
لماذا تشعر بالغضب والألم ؟!
بل وصل الأمر إلى أنها أحست بعدم كيانها ولا وجود لشخصيتها…!
فإذا عرف السبب بطل العجب
كل ذلك يتلخص في الجملة الآتية وشرحها آلا وهي (العنف ضد المرأة) فتعالوا بنا نعرج سريعا متأملبن بعضا مما تتعرض له المرأة من عنف ظاهر ومعاناة واضحة وضوح الشمس في ضحاها .
نعم تتعرض المرأة في كثير من الأحيان العنف والمعاناة والضيق،ففي البيت تتعرض لمعاناة الزوج الذي ما عرف حق الله فيها ودون أن أخوض في التفاصيل،وفي الشارع تتعرض للمضايقات والتحرش والمعاكسات في الطرقات من بعض السفهاء الشباب أو حتى بعض السفهاء من الرجال أصحاب المراهقة المتأخرة، وفي ميدان العمل تتعرض للحقد والبغض والحسد والكراهية من بعض ضعاف النفوس والتي تفوقت عليهم في مجال عملها نتيجة اجتهادها وإخلاصها وتحملها للمسئولية في حين أنهم فشلة،وفي المواصلات وكثير من الأماكن التي تتواجد فيها المرأة….،وقد يقول قائل آلا ترى أن المرأة هي نفسها سبب في تلك المعاناة وهذا العنف الواقع عليها وخاصة في البيت وفي الشارع ؟! تكون في بيتها مقصرة وفي الشارع تمشي بملابسها الملفتة الفاتنة ….
ربما تكون صادقا فيما تقول .ولكن أقول لك :
(هذا كلام حق أريد به باطل ) لماذا؟! لأننا مأمورون بحسن معاشرة الزوجة حتى وإن أخطأت أو نشزت فعلينا أن نقومها بلطف ومرونة حتى وإن أمرنا بضربها فلا يكون في الوجه ولا يكون ضربا مبرحا على الإطلاق،حتى الهجر يكون في البيت ولا يكون خارجه . وقد ورد في الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما بسند صحيح أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ما حق الزوجة على زوجها ؟فقال أن يطعمها وأن يكسوها وألا يضرب الوجه،وألا يهجر إلا في البيت)أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما عن الشارع فنحن مأمورون بغض البصر،فقد قال سبحانه وتعالي
(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ..)النور30
وما ذكرناه هنا من معاناة وعنف ضد المرأة على سبيل المثال لا الحصر
أما بالنسبة لحكم الإسلام في العنف ضد المرأة فيرفضه شكلا وموضوعا بل يحرمه ويجرمه بكل أنواعه
والأدلة على ذلك كثيرة من كتاب الله وسنة سيدنا ومولانا رسول الله
فهلا حافظنا على تلك الجوهرة المصونة واللؤلؤة المكنونة وأعطيناها حقها،هلا أكرمناها وقدرناهاومابخسنا حقها حتى تسود المودة والمحبة بيننا وتسعدالأسرة ويسعد المجتمع بأسره ،مما يعود علينا بالخير والتقدم والازدهار ،ويصبح الغرب هو من يتعلم منا نحن المسلمين حقوق المرأة كما كان في سلفنا الصالح .
هذا وبالله التوفيق
(فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)
مع تحياتي لكم الراجي عفو ربه:
الشيخ عابد دسوقي المليجي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.