المرأة بين الشرق والغرب / الإعلامية د.هالة فؤاد
المرأة بين الشرق والغرب/
الإعلامية د.هالة فؤاد
أيهما أكثر حظا المرأة في الشرق أم الغرب ؟
إن أي إمرأة في العالم تبحث أساسا عن الأمان والإستقرار ، تأمل أن تعيش في بيت يملؤه الحب والإحترام والمودة ، وبالتالي ستعطي كل ماتملك للإحتفاظ بهذا البيت الذي يمثل لها كل الحياة .
ولكن هل هذا يحدث للمرأة الشرقية وبخاصة في البلاد العربية ، هل تشعر المرأة العربية بالأمان ، بالطبع لا وألف لا ، فهي دائما مهدده بالطرد من المنزل بمجرد لفظ يتلفظ به الزوج شفهيا سواء بينهما أوعبر التليفون أوعبر وسائل التواصل الإجتماعي ، أو التهديد الدائم ب عليا الطلاق لو عملتي كده لتبقي طالق ، وممكن يقول لصاحبه عليا الطلاق لازم تيجي النهاردة ، وكأن الزوجة قطعة أثاث يرميها وقتما يشاء وكيفما يشاء .
وستكون المرأة محظوظة إذا كانت حاضنة فهي ستعيش في المنزل ، أما إذا كانت لاتنجب أوكبيرة في السن فأبسط كلمة يقولها الزوج إطلعي بره .
حضرني الأن بالمناسبة مافعله أحد الأباء بإعفاء زوج إبنته من قائمة المنقولات والتي هي حق أصيل للزوجة من غدر الزمان ، ليعفيه ويقول له أمنتك على عرضي ، ويتنازل عن حق إبنته ، هذا يعتبر ضياع لحق إبنته ، إذا لاقدر الله تعالى كانت لاتنجب أوكبرت وطلقها لأنه عايز يجدد شبابه ستخرج صفر اليدين ، إلى الشارع دون مأوى .
سنقول أن الأب أو الأخ سينفق عليها أو حتى مجبر ينفق عليها ، هل الظروف الإقتصادية تسمح بذلك ، ناهيك عن معاملة أسرة هذا العائل .
ناهيك عن الطلاق غيابيا ، تكون المرأة في بيتها وتفاجأ أن زوجها طلقها ، وأخر مثال الزوجة التي ذهبت لتجديد البطاقة ففوجئت بأنها مطلقة غيابيا من خمس سنوات .
ويقول الشيخ الدكتور مبروك عطية :
يطلقها غيابي حقه شرعا ، الحكم الفقهي تطلق الزوجة وش وتطلق وهي غائبة .
من ذلك نجد أن المرأة العربيه لاتشعر بالأمان فهي مهددة طيلة الوقت ويمكن أن تخرج من بيتها في أي وقت يشاء زوجها تطليقها ، وجها لوجه أو غياببا .
بعد أن تكون أفنت شبابها معه وممكن تكون تركت العمل ، أو شاركت بمصاغها أو ميراثها في البيت ، ويأخذ كل ذلك ويقول لها باي باي .
ماذا ستأخذ بعد الطلاق نفقة كام سنة ونفقة متعة كام سنة وخلاص خلصت الحكاية ، وخلصت الفلوس ومابقاش غير الشحاتة .
تعالوا بينا للمرأة في الغرب :
لايوجد طلاقا ولاشفهيا ولا غيابيا ، الطلاق أمام المحكمة ، وإذا تم الطلاق تأخذ نصف ثروته ، وهناك تدفع النفقة فورا ، وليس كمايحدث هنا في مصر ، فالمحاكم الأسرية معظم قضاياها قضايا النفقة ، ويقع على كاهل المرأة إثبات دخل الزوج ، وهذا تعنت ومساهمة في إذلال الزوجة ومعانتها .
نأتي إلى موضوع الموده والرحمة والإحترام :
في البلاد العربية والإسلامية حسب التفسيرات الخاطئة للأيات القرأنية التي تفسر وإضربوهن بالمعنى الحرفي له وليس المعنى الأساسي وهنا لن أتطرق لهذا المعنى فقد سبق لي أن أوضحته في مقال سابق، وهناك بعض الدول العربية التي تبيح تأديب الزوجة وضربها ومن هذه الدول :
( يحق للرجل تأديب زوجتةعلى المعاصي ، التي لاحد لها ، مثل تبذيرها للمال أو مقابلتها لغير المحارم ، هذه عبارة يتضمنها مؤلف دراسي يحمل إسم ( النظام الجنائي السعودي ) يتم تدريسه لطلاب الحقوق في جامعة الملك عبدالعزيز ، حسب جريدة عكاظ السعودية .
في العراق:
يحق للزوج تأديب زوجته وفق المادة 41 من قانون العقوبات رقم 111 .
الإمارات :
كانت حتى سنة 2016 تبيح ضرب الزوج للزوجة بنية التأديب ، نص على ذلك في قانون العقوبات الإتحادي ( صادر سنة 1987 ) الذي يقول : لاجريمة إذا وقع الفعل بنية سليمة إستعمالا لحق مقرر بمقتضى القانون ، وفي نطاق هذا الحق . ويعتبر إستعمالا للحق تأديب الزوج لزوجته المادة 53 .
في مصر :
أشار القانون المصري إلى جواز تأديب المرأة بشكل ضمني ، حيث تنص المادة 60 من قانون العقوبات على مايلي :
لاتسري أحكام هذا القانون على من إرتكب بنية سليمة عملا بحق مقرر بمقتضى الشريعة .
هل تستقيم المودة مع العنف أو مع إمتهان الكرامة ، فالضرب عقوبة حتى وإن كان بالسواك كما يدعي البعض على رسول الله صل الله عليه وسلم زورا وبهتانا ، ومن هذا نجد أن لا يمكن بأي حال أن يكون تفسير وإضربوهن بمعنى الضرب الذي نعرفه ، فكلمة الضرب لها العديد من المعاني في القرأن الكريم ، مثل ضرب الأمثال ، وضرب الله مثلا .
اذا الضرب يتنافى مع المودة والرحمة والإحترام والكرامة .
أما في الغرب لايوجد تأديب الزوجة وممنوع ضرب الزوجات فهو مجرم ويعاقب عليه .
مثل أخر للعنف الجسدي والمعنوي وهو الإغتصاب الزوجي .
في قوانين الغرب يعترفون بهذا المصطلح ويجرمونه .
أما في الدول الإسلامية فيرى الفقهاء قديما والشيوخ حديثا أنه لايوجدهذا المصطلح في الإسلام ويستندون على أحاديث ضعيفة وموضوعة تسئ للإسلام قبل أن تسئ للمرأة .
فنجد الداعية عبدالله رشدي لرافضي الإغتصاب الزوجي : منبطحون للغرب .. والممتنعة تستحق الضرب .
وتقول الدكتورة أمنة نصير : لايوجد مايسمى بالاغتصاب الزوجي وأن هذا المصطلح لايليق وغير صحيح شرعا ، لأن الزوج والزوجة أخذا بعضهما بالميثاق الغليظ والإيجاب والقبول ، فكيف يلقب الخطأ الذي بدر من الزوج بأنه إغتصاب ، فهو ليس كذلك إنما توصف أنها غشومية من الرجل ، الذي يقدم على زوجته دون أن يقدم لها .
عذرا يادكتورة ، فالغشومية شئ والاغتصاب شئ تاني خالص.
الغشومية تعني حسب تعبير حضرتك وهو صحيح عدم تهيئة الزوجة ، أي عدم معرفته كيفية تهيئة الزوجة ، ولكن الإغتصاب مختلف تماما ، فالإغتصاب معناه أخذ شيئا ما بالقوة وبدون رضا الشخص ، فاذا حدث أن الزوج أخذ الزوجة دون رضاها تحت مسمى الشرع بأنها ملكه ويأخذها أينما شاء وقتما شاء ، فهذا إغتصاب تحت غطاء شرعي .
وفي النهاية من أسعد حظا المرأة في الشرق أم في الغرب ؟