المرأة بين شقي الرحى…
المرأة بين شقي الرحى…
بقلم الدكتورة… إيمان عفيفي
لقد تغيرت حياة المرأة في مجتماعاتنا العربية كثيرا عما كانت عليه من قبل اسريا و مجتمعيا…
سألقي الضوء على الجانب الأسري لما له من تأثير كبير عليها وبالتبعية على المجتمع ككل…
في السابق كان يقتصر تربية البنت على اعداد زوجة وأم وربة منزل دورها الوحيد رعاية الاسرة .،فكانت الفتاة تنظر الي عقد الزواج على انه شهادة نجاحها في الحياة التي تظل سارية باستمرارية الزواج سواء كانت الأسرة سوية ام لا.
ثم ساند المجتمع المرأة حتى خرجت من هذا الاطار وتعددت ادوارها. وبالتالي اختلف منهج تربية البنت فأصبح يستهدف إعداد شخصية متعلمة واعية قادرة على وضع خطط مستقبلية لتحقيق النجاح بطرق كثيرة غير قاصرة على الزواج واشادت المجتمعات بانجازات المرأة بمنهتى الفخر.
حتى الرجل أصبح يبحث عن زوجة نشأت على هذا المبدأ
فلنرى بعد اختلاف تكوين المرأة ونظرة المجتمع لها…هل انفكت الحلقة التى تربط نجاحها بعقد الزواج؟!!
المرأة في السابق كانت مبرمجة على وجود هذا الرابط فلم تتردد في تحمل أي ضغط في سبيل استمرار هيكل الأسرة الذي ان انهار تصبح هي المسؤول الوحيد وترتدي ثوب الفشل بجدارة ولم يكن بالغريب أن نجد زوجة تتعرض للقهر متقبلة بقناعة تامة انه لا مفر منه.
أما امرأة اليوم نشأت على استنكار المجتمع لهذه الفكرة فاذا تعرضت لنفس الوضع لا تتقبله وتبدأ في اعمال العقل لاصلاحه و احيانا يكون الحل الصائب هو الانفصال…
ازدواجية المجتمع…
هنا تواجه ازدواجية المجتمع .. تتراجع المفاهيم وتجد نفسها بين خيارين..كلاهما يضعها بين شقي الرحى
إما ان تكمل حياتها بعقليتها الحالية وتنفصل لتجد صورتها في مرآة المجتمع مجردة من أي نجاح سابق واي أمل في انجاز قادم فتسجن وراء قضبان الفشل حتى النهاية
أو تستبدل هويتها بأخرى “يفخر المجتمع بالتحرر منها” فتستمر. وتعيش في صراع داخلي بين شخصيتين لا تستطيع التخلص من احداهما بل هي مطالبة بالتلون بينهما حسب ما يحكم المجتمع في كل موقف.
للأسف التغيير شمل المرأة وحدها دون بقية المجتمع فانعكس سلبا عليها حتى وضعها بين شقي رحى شق يدفعها للامام و آخر يجرها الخلف ولا تملك حق الانسحاب.