المرأة والأساطير بقلم الإعلامية د.هالة فؤاد
المرأة والأساطير
يبدو أن محور الكون كله يدور حول المرأة وأن مايقال في الخطاب الديني لبعض الشيوخ مأخوذ من هذه الأساطير .
المرأة والأساطير أسطورة صندوق باندورا :
تدور هذه الأسطورة حول بروميثيوس ، كان بروميثيوس محبا للبشروكان دائم المساعدة لهم ، وعندما رآهم يعانون من البرد القارس ويأكلون اللحم نيئا عرف أنهم بحاجة إلى النار التي لم تكن الآلهة تسمح للبشر بأستخدامها لإعتقاد الآلهة أن البشر سوف يسيئون آستخدام النار وينشرون الدمار . ولكن بروميثيوس قام بسرقة النار من الآلهة وأعطاها للإنسان . فقرر زيوس زعيم الآلهة معاقبة بروميثيوس ،
فقام بعمل صندوق أوجرة باندورا
الاسطورة
تقول الأسطورة أن زيوس أمر بخلق المرأة الأولى من الماء والتراب وأسماها باندورا وأعطاها الجمال والحكمة والمنطق وعزف الموسيقى والقدرة على الإقناع . ثم أعطاها صندوقا أو جرة مليئة بكل أنواع الشرور من كره وحقد وحسد وغيرها من أصناف الشر
وطلب منها ألا تفتحه نهائيا .
عندما رأى بروميثيوس باندورا أعجب بها ولكنه رفض الزواج منها لاعتقاده أنها حيلة من الآلهة ، ولكن إبيميثيوس شقيق بروميثيوس قبل الزواج منها . وبدافع من الفضول الذي وضعته فيها الآلهة فتحت باندورا الصندوق فخرجت كل صنوف الشر وإنتشرت لتعم أنحاء الأرض وحاولت باندورا آغلاق الصندوق ولكن كل مافيه قد خرج فيما عدا شئ واحد بقى وهو روح الأمل وإسمه إلبيس .
ومن هنا نرى أن هذه الأسطورة تتماشى مع الخطاب الديني القائل :
النساء حبائل الشيطان
سلفيون يرفعون شعار : المرأة أصل الشرور
المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان
هذه الأحاديث الضعيفة تشوه صورة المرأة ويشوهها أكثر من يحاولون إثبات صحة هذه الأحاديث الضعيفة فنجد فتوى تفسير هذا الحديث الضعيف ، معذرة أكرر دائما كلمة ضعيف لتثبت في العقول المستنيرة .
نرجع للفتوى عن معنى المرأة تقبل في صورة شيطان ، تقول الفتوى نقلا بدون تحريف :
فهذا الحديث صحيح ، رواه الإمام مسلم في صحيحه ، والإمام أحمد في مسنده ، والترمذي في سننه وصححه .
فلا إشكال في ثبوت الحديث ، كما أنه لا إشكال بحمد الله _ في معناه عند أحد من علماء الآسلام ، فقد رووه في كتبهم ،وتناولوه بالشرح الذي يزيل أي شبهة قد تعرض لأحد نتيجة الهوى أوقلة العلم .
قال الإمام القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم :
قوله : إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، أي: في صفته من الوسوسة ، والتحريك للشهوة ، بمايبدو منها من المحاسن المثيرة للشهوة النفسية .، والميل الطبيعي ، وبذلك تدعو آلى الفتنة التي هي أعظم من فتنة الشيطان ، ولذلك قال (ص) : ماتركت في أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء . فلما خاف ( ص) هذه المفسدة على أمته أرشدهم آلى طريق بها تزول وتنحسم ، فقال : آذا أبصر أحدكم المرأة فأعجبته فليأت أهله ، ثم أخبر بفائدة ذلك وهو قوله : فآن ذلك يرد مافي نفسه .
مما سبق نجد أنه لافرق بين ماقيل في الأساطير ومايفعله بنا الخطاب الديني الذي يظهر المرأة بأنها أصل الشر كله والفتن والبلاء .
كيف يكون ذلك وهي التي ربتك وأدبتك وزرعت فيك الخير ، فإذا كانت هي الشر فكيف تكون أنت خير وأنت منها وهي التي أرضعتك أأرضعتك الشر !!!!!!!!! .
الخطاب الديني
آن الخطاب الديني بهذه الصورة يكرس لإهانة المرأة وذمها وهو بهذه الصورة حقر من شأنها ولم يكرمها على الإطلاق أي كرامة في أنها مجرد وعاء لشهوة الرجل كما يبين ما يقولوا إفتراء على رسول الله ( ص ) حديث .
ولكنكم لم تهينوا المرأة فحسب بل أهنتم الرجل أيضا بوصفه كالحيوان الذي لايستطيع أن يقاوم غرائزة .
إن الغريزة عند الحيوان مرتبطة بنواحي بيولوجية فسيولوجية لا يستطيع أن يقاومها ، ولكن الحالة الجنسية عند الإنسان مرتبطة بالعقل والخيال ، ويستطيع أن يتحكم في مشاعرة وغرائزة .
ثم إنهم حين يتكلمون عن الفتنة يقتصروها على النساء ، بالرغم أن الله تعالى يقول في الذكر الحكيم :
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم .
وقال تعالى:
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .
صدق الله العظيم
ومن هنا نجد ان الله تعالى ساوى بين الرجل والمرأة من ناحية الفتنة فإن لم يكن الرجل فتنة كذاك لما أمر ( الله تعالى ) النساء بغض البصر .
المرأة أساس الحياة والبنية الأساسية للمجتمع فكفي إهانة وإستهانة وتحقير لها .