المرض النفسي .. ليس كل من يعلن عن معاناته كلامه مصدق ..
المرض النفسي .. ليس كل من يعلن عن معاناته كلامه مصدق ..
المرض النفسي.. موضوع معقد ومتنوع ويختلف فهمه من ثقافة إلى أخرى، ومن حقبة زمنية إلى أخرى لحد كبير، في بعض الأحيان قد يكون هناك شكوك حول دوافع الأشخاص الذين يدعون معاناتهم من أمراض نفسية، ولكن من المهم أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن العديد من الأمراض النفسية قد تكون غير مرئية أو غير مفهومة تمامًا من قبل الآخرين.
بقلم الباحثة / زينب محمد شرف
ليس كل من يعلن عن مرضه النفسي يحتاج إلى شفقة أو التصديق، قد يكون هذا الإعلان خطوة من الشخص نحو قبول حالته والبحث عن الدعم والتفهم لوضعه الذى هو ليس فيه.
حتى الكذب ينقلب على صاحبه في النهاية:
مدعى المرض النفسي هو الشخص الكاذب الذي يدعي أو يظهر أعراضًا نفسية أو عقلية غير موجودة بشكل حقيقي، وغالبًا بهدف الحصول على فوائد معينة مثل الإعفاء من المسؤوليات، أو الهروب من المواقف الاجتماعية وخاصة القانونية، أو الحصول على رعاية طبية أو مهنية، ويمكن تصل إلى امتيازات مادية.
أن الله لا يغفل عن الظلم، سواء في الدنيا أو في الآخرة:
سلوك مدعى المرض النفسي يمكن أن يكون هذا السلوك ناتجًا عن أسباب كثيره، وقد يرتبط ببعض الحالات مثل “اضطراب الشخصيات” أو “السلوك التلاعبى”
حيث يسعى الفرد لتحقيق أهدافه من خلال تزييف الحقائق بواسطة التظاهر بالمرض النفسي، ولكن الكذب ينقلب على صاحبه في النهاية، نعم في القرآن الكريم نجد العديد من الآيات التي تشير إلى أن الظلم لا بد أن ينقلب على صاحبه في الدنيا.
الله سبحانه وتعالى يحذر من الظلم ويعد بأن عواقبه ستكون وخيمة، يقول في القرآن الكريم في سورة آل عمران (آية 182) “يومئذٍ تُجزى كل نفسٍ بما كسبت، لا ظلم اليوم، إن الله سريع الحساب.”
الكاذب له دوافع أخرى لصاحب السلوك التلاعبى
صاحب السلوك التلاعبى للهروب من العقوبة بوعى كامل منه، هى مجموعة من الأساليب أو الاستراتيجيات التي قد يستخدمها الأفراد لتجنب التخفيف من العقوبات التي تكون نتيجة تصرفاتهم أو أخطائهم، يمكن أن يتجلى هذا السلوك في العديد من الأشكال والطرق.
ادعاءات تدوم، فإذا بدأ المرض النفسي بالكذب من شخص، فإنه لا يستطيع إيقافه
هذا النوع من السلوكيات قد يكون ناتجًا عن خوف أو الهروب من العقوبة، أو محاولة للحفاظ على المصلحة الشخصية على حساب الأخرين أو القوانين، ولكن “لا تمارضوا فتمرضوا، ولا تحفروا قبوركم فتموتوا”.
جريمة غير مرئية يفعلها بيده وتسكن داخل عقله:
الهروب من تحت طائلة القانون بحجة المرض النفسي هو موضوع مثير للجدل ويعتمد على السياق القانوني وربما ثقافة الدولة المعنية، في العديد من الأنظمة القانونية يعتبر المرض النفسي ظرفًا مخففًا قد يؤثر على المسؤولية الجنائية للفرد، ولكن لا يعبر هذا بمثابة “الهروب” من العقوبة، بل هو مسألة تتعلق بتقييم قدرة الشخص على تحمل المسؤولية القانونية عن أفعاله.
في بعض الحالات قد يتم تحديد أن الشخص ارتكب الجريمة وهو في حالة مرضية نفسية لا تمكنه من التمييز بين الصواب والخطأ وعليه قد يعتبر غير مسؤول جنائيًا أو يحاكم بشكل مختلف (مثل معالجته في مؤسسات صحية بدلاً من السجون)، ولكن في الحقيقة هو يحتاج إلى السجن نتيجة الجريمة المرئية، والجريمه الغير مرئية في حالة عدم إثباته وهنا يسمى بادعاء المرض النفسي للهروب من تنفيذ عقوبة ما تم فعله من قبل.
ومع ذلك قد يُساء استخدام هذه الحجة في بعض الحالات، حيث قد يدعي بعض الأفراد المرض النفسي بهدف التهرب من المسؤولية القانونية، لذلك، يقوم القضاة والخبراء النفسيون بتقييم الحالات بعناية لضمان تطبيق العدالة.
من المهم ملاحظة أن تحديد ما إذا كان الشخص مدعيًا للمرض النفسي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل مختصين في الصحة النفسية، حيث قد يتداخل بعض الأعراض مع حالات نفسية حقيقية.
الشجاعة في التحدث عن القضايا النفسية قد تكون جزءًا من رحلة نحو التعافي، وهي تعكس رغبة الشخص في التعامل مع معاناته بشكل صحي ومتوازن
في النهاية الحقيقة ستظهر:
نعم ستظهر ومن هذا المنطلق بدلاً من الشفقة يجب أن تتعامل أهل الحكم بحرفيه، والحرص على وجود أطباء متخصصين في فهم ومعرفة المعاني العميقة والنية الكامنة وراء التصرفات والأقوال، فالكلام قد يكون سطحياً أو قد يخفي ورائه رسائل غير مرئية أو دلالات وأفعال غير مباشرة.
والأفعال قد لا تكون دائماً انعكاساً للنية الظاهرة، بل يمكن أن تكون محكومة بدوافع غير مرئية أو غير مفهومة في اللحظة الراهنة.
بقلم الباحثة زينب محمد شرف
دبلومه اداره أعمال قسم موارد بشريه.
ماجستير إداره أعمال قسم موارد بشرية بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف.
باحث دكتوراه في إدارة الأعمال قسم ريادة الأعمال