
المسحراتي أين اختفىٰ وسر فشل كل محاولات إعادة تقديمه.
أول مسحراتي في التاريخ وأول من قاموا بتقديمه بالإذاعة والتليفزيون.
المسحراتي أين اختفىٰ وسر فشل كل محاولات إعادة تقديمه.
بقلم: خالد فؤاد
أين أختفىٰ المسحراتي ولماذا لم نعد نراه علىٰ الشاشة الصغيرة بنفس الشكل الذي كان عليه في العقود السابقة؟
ولماذا لا تحقق كافة المحاولات الجديدة التي يجتهد بعض المطربين الشباب في تقديمها حتىٰ وإن كان علىٰ استحياء نفس الصدىٰ الذي تحقق للأعمال القديمة التي قدمها نجوم العقود الماضية سواء عبر أثير الراديو أو شاشة التليفزيون؟
أسئلة كثيرة أصبحت تطرح نفسها
وبشدة بعد استقبالنا لشهر رمضان الكريم حيث ارتبطنا ببعض الطقوس الرمضانية والتي تُعد بمثابة النفحات الرمضانية الرائعة والجميلة فلم يعد لها نفس الوجود القوي الذي كانت عليه… ومن بينها إن لم يكن في مقدمتها ” المسحراتي” الذي كان يُطل علينا كل يوم وقت السحور ليمتعنا بهتافه الشهير ” أصحىٰ يا نايم وحد الدايم .. رمضاااااان كاااااااريم “.

أول مسحراتي في مِصر:
وقد توجهنا لبعض مؤلفينا وملحنينا الكبار وأستعرضنا معهم وبشكل مفصل أسباب اختفاء المسحراتي وسر ارتباطنا بكل ماهو قديم وفشل كافة المحاولات الجديدة وقبل عرض آرائهم هيا بنا عزيزي القارئ نستعرض سويًا وبإيجاز سريع قصة المسحراتي وكيف ومتىٰ بدأ ظهوره في مِصر وعبر شاشة التلفاز.
فإذا كنا جميعًا نعرف أن سيدنا “بلال بن رباح الصحابي الجليل” هو أول مؤذن في الإسلام
وكان كذلك هو ابن أم مكتوم يقومان سويًا بمهمة إيقاظ الناس للسحور، الأول يؤذن فيتناول الناس السحور والثاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع الناس عن تناول الطعام.
فمالا يعرفه الكثيرين أن المسحراتي في مِصر بدأ ظهوره منذ 12 قرن تحديدًا عام 853 ميلادي، فقد كان والي مِصر العباسي إسحاق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلًا في رمضان لإيقاظ أهلها كي يتناولوا طعام السحور؛ فكان يذهب سائرًا علىٰ قدميه كما تؤكد الكُتب القديمة ومؤرخين هذه الحقبة من الفسطاط حتىٰ جامع عمرو بن العاص ويظل ينادي الناس للإستيقاظ وتناول السحور.

–ابن إسحاق:
يعتبر أول من نادى بالتسحير في مِصر وايقاظ الناس علىٰ الطبلة هو “عنبسه ابن إسحاق” الذي كان يذهب ماشيًا من مدينة العسكر في الفسطاط حتىٰ جامع عمرو بن العاص ولاقت الفكرة نجاحًا كبيرًا وتتابع عليها المئات والألاف من بعده وكان من الطبيعي أن تنتقل الفكرة من الشارع للإذاعة عقب ظهورها في منتصف ثلاثينات القرن الماضي وإنتشار الراديو في غالبية البيوت المِصرية.

–أول مسحراتي في الفن:
يعتقد الكثيرين أن أول من قدم دور المسحراتي عبر أثير الإذاعة ثم لشاشة التليفزيون بعد إنشاءه هو الموسيقار الكبير الراحل “سيد مكاوي” ورفيق رحلة نجاحه الشاعر الكبير الراحل “فؤاد حداد” بعد النجاح الكبير الذي حققاه سويًا

فإن الحقيقة غير هذا حيث كان الموسيقار العظيم “محمد فوزي” هو أول فنان يقوم بدور المسحراتي وذلك من خلال الإذاعة وكانت من كلمات العظيم “بيرم التونسي”.

ومع إنشاء التليفزيون كان أول فنان يقدم المسحراتي علىٰ شاشته هو الفنان الشعبي الكبير “محمود شكوكو” حيث قدمها بصبغه غلب عليها الطعم الكوميدي علىٰ مدار 30 حلقة وكانت من تأليف الشاعران “إبراهيم حسني وسيد أحمد” وكانت تذاع بعد منتصف الليل كأول حلقات للمسحراتي في التليفزيون.

مفاجأة هانى شاكر
والمفاجأة التي لا يعرفها الكثيرين أيضًا أن الفنان الكوميدي “إسماعيل ياسين” قدم شخصية المسحراتي وله فيديو نادر يلتف حوله الأطفال ومن بينهم أمير الغناء العربي الطفل آنذاك “هاني شاكر” يغني هو الآخر مقطعًا منفردًا ويقول إسماعيل في مقطع من أغنيته ويردد الأطفال معه ” يالا بينا يالا ويا الشيخ رمضان هيغني علىٰ الطبلة ويصحي النعسان”.

رشدى وكارم وحمودة
ومن الفنانين القدامىٰ والكبار أيضًا والذين قدموا المسحراتي المطربين الكبار “كارم محمود – إبراهيم حمودة – محمد رشدي – محمد قنديل” وغيرهم.
والحق يقال أن كل هؤلاء الفنانين الكبار ورغم عظمتهم جميعًا لم ينجح أي منهم في تحقيق نفس النجاح الكبير الذي حققه الموسيقار “سيد مكاوى” ورفيقه “فؤاد حداد” وهو ما أدىٰ لإستمرارهما سويًا لسنوات طويلة بخلاف كل من سبقوهم؛ فقد كانت بداية تقديمهما للشخصية عبر الإذاعة وإنتقلا بها للتليفزيون بعد الصدىٰ الكبير والواسع الذي نجحا في تحقيقه.
مسحراتى العرب
ولم يتوقف نجاح مكاوي في تقديمه للمسحراتي علىٰ كل من سبقوه فحسب؛ بينما تسبب في أزمة كبيرة لكل من سعىٰ لتقديم المسحراتي من بعده فقد تناوب علىٰ تقديمها الكثير من الفنانين سواء من المطربين أو الممثلين نذكر منهم علىٰ سبيل المثال وليس الحصر…”علي الحجار – محمد الحلو” وأيضًا الممثلان الكبيران “سيد زيان رحمه الله – صلاح عبد الله “.
وكان من آخر الشعراء الذين قدموا المسحراتي الشاعر الكبير “جمال بخيت” حيث كتب الأشعار التي تغنىٰ بها الشريعي في حلقات برنامجه ”مسحراتي مِصر البهية’
‘ وقدم بخيت بعد رحيل الشريعي ” مسحراتي العرب”.
نجاح وفشل
وقد ظل مكاوي وبإتفاق الجميع هو الأشهر في تقديم المسحراتي فما قدمه يُعد قِطع موسيقية رائعة قدمها بشكل خاص ومختلف عن كل من سبقوه، ليعود السؤال الذي يفرض نفسه…
لماذا نجح مكاوي وبعض الفنانين القدامىٰ في تقديم المسحراتي بينما فشلت كافة المحاولات التي أقدم عليها من جاء بعدهم؟
ولماذا لا تلقىٰ كافة المحاولات الجديدة نفس الصدىٰ والنجاح؟
– فكان علينا أن نتوجه لبعض شعرائنا وموسيقينا الكِبار وسؤالهم فكانت لهم آراء مختلفه والتي نبدأ بنشرها تباعًا،
حيث سنعرض الحلقة الثانية مع الشاعر والموسيقار الكبير هاني مهنىٰ.