لماذا اختفت المسلسلات الدينية والتاريخية عن شاشات التلفزيون؟
أعمال فنية إختفت من شاشة رمضان "الحلقة الآولى"
عبر عقود طويلة كان التليفزيون المصرى بوجه خاص والعربى بوجه عام يتميز بنكهة مميزة بما يقدمه من أعمال جميلة كانت تدفع المشاهدين لترقب قدومه والجلوس أمام الشاشات للاستمتاع بها طيلة أيام الشهر الكريم .
ولإدراك القائمين على ماسبيرو خلال هذه العقود أهمية هذه الأعمال ومدى ترقب وانتظار المشاهدين لها، كانوا يعكفون على دراسة تلك الأعمال وإعداد خريطة برامجية لها حتى تخرج بصورة متميزة تعيش فى وجدان المجتمع العربي وتؤثر فيه.
ومع مطلع الألفية، وبدون أسباب واضحة بدأت تلك الآعمال تتوارى رويدا رويدا على الرغم من تعدد القنوات وانتشارها، فبعد أن كان لدينا قناتنين اوثلاثة على الآكثر أصبح هناك مئات القنوات التى تبث عبر الآقمار المختلفة ومن ثم كان من المفترض أن نشاهد منافسات شرسة بينهم فى مضاعفة مثل هذه الآعمال التى ارتبطت الجماهير بها وليس العزوف عنها كما أصبح يحدث حاليا .
المسلسلات الدينية
يأتى فى مقدمة هذه الآعمال التى لم يعد لها وجود على خريطة الشهر الكريم “المسلسلات الدينية” والتى هى من الآساس أحد المواد التى كانت تعد بمثابة العمود الفقرى للشهر الكريم وروحانياته , فكان يتم إنتاج ثلاثة أو أربعة أعمال منها سنويا ولايتم عرضها سوى فى الشهر الكريم، وكان الملايين يلتفون حول شاشات التلفزيون لمشاهدتها ومتابعة حلقاتها من أول أيام الشهر الفضيل حتى نهايته، ومنها مسلسل “لا إله إلا الله” والذى قُدم فى خمسة أجزاء حققت جميعها نجاحا كبيرا , ومسلسل “محمد رسول الله” والذى قدم فى خمسة أجزاء تناولت قصص عدد من الأنبياء ابتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وانتهاءً برسولنا الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم” .
وهكذا مع الكثير من المسلسلات الدينية العظيمة الآخرى ونذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر “أبو حنيفة النعمان: الإمام الأعظم و”عصر الأئمة” “والطارق” و” عمر بن عبد العزيز: خامس الخلفاء الراشدين” وغير هذا من الأعمال الدينية العظيمة الأخرى، التى لم يعد لها أى وجود على الشاشة المصرية.
ويبرر القائمون والمسئولون عن عملية الإنتاج الحكومي والخاص عزوفهم عن تلك الأعمال بارتفاع تكاليف إنتاجها، على الرغم من تأكيد المنتجين القدامى على أن تلك الأعمال كانت تغطى تكاليف إنتاجها وتحقق لهم أرباحا كبيرة أيضا ، حيث كان يتم بيع حق عرضها للكثير من القنوات العربية .
المسلسلات التاريخية
والأمر ذاته ينطبق على المسلسلات التاريخية العظيمة التى ارتبط المشاهدين بها عبر سنوات طويلة قاربت النصف قرن من الزمان، فكانت الأجيال الجديدة تتعرف من خلالها على ما كان يحدث فى العصور السابقة من خلال رصدها لحقبات تاريخية هامة فى تاريخ مصر والأمة العربية مثل “الأبطال” و”الفرسان” و”الزينى بركات” و” سقوط الخلافة” و” كليوباترا” و”ليلة سقوط غرناطة”و” الظاهر بيبرس” و”نابليون والمحروسة”، بل وتنضم لها قائمة المسلسلات المأخوذة من ملفات جهاز المخابرات فهى ايضا تندرج تحت نفس المسمى ولطالما سلطت الضوء على أبطال حقيقيين لم نكن نعرف عنهم شئ , وجاءت هذه الأعمال لتكشف لنا الكثير من الجوانب والأسرار المجهولة فى تاريخنا المعاصر.