المشاعر الإنسانية والتفكير العقلي .. الأبعاد الروحية يصعب قياسها والمنطق وحده لايكفي

المشاعر الإنسانية والتفكير العقلي .. الأبعاد الروحية يصعب قياسها والمنطق وحده لايكفي

المشاعر الإنسانية والتفكير العقلي .. الأبعاد الروحية يصعب قياسها والمنطق وحده لايكفي

 

المشاعر الإنسانية..هناك أمورًا لا يمكن الوصول إلى حقيقتها أو فهمها من خلال التفكير العقلي المجرد فقط، بل قد تتطلب تجارب حياتية، أو إستنادًا إلى المشاعر الإنسانية، أو الأبعاد الروحية.

بقلم الباحثة زينب محمد شرف

التي لا يسهل قياسها أو فهمها بواسطة المنطق فقط، وإنما المشاعر هي قوة غامضة وعميقة تؤثر على حياتنا أكثر مما نعتقد، وهي تبرز دور القلب في توجيه تصرفاتنا وفهمنا للعالم من حولنا.

وقال الفيلسوف الفرنسي باسكال “القلب هو الذي يشعر، والعقل هو الذي يفهم”، بمعنى آخر بعض الأمور تتجاوز حدود العقل المجرد وتحتاج إلى وسائل أخرى للتفسير أو الفهم، منها الفهم العاطفي أو الروحي.

المزيد:العقل والجسد .. سر العلاقة بينهما وعلاقتهما براحة الجسد وهدوء النفس
حافظ على قلبك وهدوء نفسك، أيها الإنسان كلما كنت أكثر هدوءًا كنت أكثر حكمه، ابحث عن الهدوء الداخلي ومارس التفكير الهادئ ربما الراحة العقلية تبدأ من الصمت.
الإرادة القوية تصنع المعجزات، فبإصرارك ومصابرتك تستطيع أن تحول المستحيل إلى واقع:
قال المفكر والفيلسوف العربي احمد أمين”البعد عن التفكير لا يعني الراحة، بل هو غرق في بحر من الضباب لا نعرف له شاطئًا” ومن هنا عندما اراقب تأثير الإرهاق على نفسي أشعر أن قوة الإرادة يمكن أن تتأثر بالإرهاق العقلي، وعندما يبذل الشخص مجهوداً ذهنياً طويلاً في مهام مختلفة قد تنخفض قدرة الإرادة لديه، وهو ما يسمي التعب الإرادي.

وهنا ارى أن الإرادة لا تقتصر على عامل واحد فقط بل هي مزيج من العوامل البيولوجية، والنفسية، والبيئية وغيرها، وأن تنميتها تتطلب ممارسة مستمرة وتقنيات مختلفة، لا يمكنك دائمًا التحكم في العوامل المحيطة بك، لكنك تستطيع دائمًا التحكم في طريقة إستجابتك لها.
“عقلك هو أغلى شيء تملكه، فلا تجهده أكثر من اللازم”:
مقوله الفيلسوف والمفكر الفرنسي جان جاك روسو، تأكد أهمية العقل في حياه الأنسان وضرورة الحفاظ عليه أيضًا من الإرهاق الزائد والتفكير المفرط التي قد يؤدى إلى تأثيرات سلبيه على الصحة العقلية والبدنية ومن هنا تضعف الإرادة، رجاءًا تعامل مع العقل مثل العضلات الذى إذا أرهقته أصبح غير قادر على أداء وظائفه بشكل صحيح.

المزيد: “حاوريني يا كيكي”.. لوحة فنية متكاملة تتألق في موسم الرياض
الإرادة الصادقة هي القوة التي تحول التحديات إلى فرص:
الإرادة والتحفيز الداخلي هما عنصران أساسيان لتحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية، ويركزان على القوة الداخلية التي تحفز الشخص على السعي وراء أهدافه والتغلب على التحديات.
التحفيز الداخلي هو القوة التي تدفعك للإستمرار عندما لا يراك أحد:
ربما أنت الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يغير حياتك، لا تنتظر بإستمرار من أحد أن يغير لك مسارك لأنك في وقت ما لا رايك أحد.

وفى هذه الحاله أنت تحتاج التحفيز الداخلي الذى يدفعك للرغبة في إستمرارية العيش، وتحقيق الغرض من وجودك فى الحياة.
” ليس عدد السنوات في حياتك هو الذي يهم، بل عدد الحياة في سنواتك” – إبراهيم لنكولن:
أن جودة الحياة ليست في امتلاك الأشياء، بل في طريقة العيش والتمتع باللحظات، ومن المهم رفع قيمة الأثر في القلوب والعقول، وأن نعيش وفقًا للقيم والمبادئ التي نؤمن بها، الحياة بالفعل ليست فقط جمع المال
أو تحقيق النجاحات المادية، بل تعزيز العلاقات الإنسانية الحقيقية والحب الذي نمنحه ونعيشه مع من حولنا.
“علاقة الإيمان بالله بقوه العقل أكبر تحدي قد تواجهه، ثق في الله تثق في نفسك وبقدراتك”:
كلام الطبيب المفكر مصطفى محمود يطاردني في قلمي كل مره أكتب فيها، حتى أشعر لحظات أن أفكر من كتاباته، أن قوة العقل البشري وقدرته على التغلب على أي صعوبة أو تحدي ترجع من قوه الإيمان بالله، وذلك لأن المؤمن يعي أن الله هو الذي منح الإنسان القدرة ليتمكن من تحقيق أهدافه والقيام بأعماله من خلال العقل والقلب، وأن الإنسان في النهاية لا يستطيع تحقيق أي شيء إلا بتوفيق الله عز وجل وإرادته، ومن هبه الله علينا الوقت وهنا جاءت أهمية دارسة إدارة الوقت للإنسان في علم الإدارة التي انتمي إليه بكل فخر.
التنظيم وإدارة الوقت هما مفتاح النجاح، مهما كانت العقبات:
إدارة الوقت بدقه تؤدى لتحديد وتنظيم الأولويات، وتحقق الأهداف بكفاءة وفعالية، وتساعد في الإبتعاد عن التشتت والفوضى، والعوامل الأساسية للوصول إلى الأهداف الذكية، وعندما أتكلم عن الأهداف الذكية لابد من أن تتوافر فيها هذه الشروط (محدده، قابله للقياس، قابله للتحقيق، واقعى، محدده بزمن)، مرورًا إلى المرونة والتكيف مع التغيرات والظروف الجديدة التي تزيد من فرصة التعلم من الأخطاء.
إن الأخطاء ليست عائقًا في طريق التعلم:
الأخطاء جزء أساسي من عملية التعلم، وعندما نرتكب الأخطاء فإننا نكتسب دروسًا قيمه تساعدنا على تحسين مهاراتنا، وهي أيضًا تمنحنا فرصة لتصحيح مسارنا، وتعزيز قدرتنا على التفكير النقدي، وتطوير حلول أفضل للمشاكل المستقبلية، وبالتالي يجب النظر إلى الأخطاء على أنها خطوات نحو النجاح، وأن نتقبلها كجزء من رحلة النمو والتطور الشخصي، ومن تصحيح الأخطاء تُعلم الصبر والمثابرة.
اصبر وصابر، فكل لحظة صبر تمر بك تقربك من الأمل، وكل عقبة تتخطاها تقوي عزيمتك:
جوهر الصبر والمثابرة تحمل معنى عميقًا ومؤثرًا، وإنها تذكرنا أن الصبر والمثابرة هما مفاتيح النجاح في مواجهة التحديات، فعندما نواجه لحظات صعبة يجب أن نتمسك بالأمل، لأن كل لحظة صبر تقربنا خطوة نحو الهدف، والعقبات التي نواجهها تصبح مع مرور الوقت مصدر قوة لنا تأخذنا لطريق بناء عزيمتنا وإصرارنا في النهاية، النجاح ليس فقط نتيجة للجهد، بل أيضًا للقدرة على التحمل والتعلم من التجارب الصعبة، ولكن كل هذا لا ينفي أهمية الدعم الاجتماعي.
الدعم الإجتماعى اليد التي ترفعنا حين نتعثر، والقلوب التي تساندنا حين نحتاج إلى الأمان:
أن الدعم الاجتماعي هو الأمل الذي يمنحنا القوة للإستمرار، بمعنى وجود أشخاص داعمين من الأسرة والأصدقاء والمعارف يمكن أن يساهم في تعزيز قدرة الفرد على تحقيق أهدافه، وقال رجل الأعمال الأمريكي أندرو كارنيجي “التعاون هو الفن الذي يتحقق من خلاله ما هو مستحيل” والدعم الإجمتاعى هو أن نتقاسم الأعباء والفرح.
وبما أن القدرة على تحقيق الأهداف تتطلب مزيجاً من التخطيط الجيد، والإصرار، والتعليم والتعلم المستمر، والدعم، والدعم هنا ليس فقط أن تكون موجود عندما يحتاجك الآخرون، بل أن تكون القوة التي تساعدهم على النهوض من جديد.”

“إذا استعنت بالله، فلا تخف، وإذا توكلت عليه، فلا تحزن، فهو وحده من يفتح لك أبواب الرزق والفرج”:
وفى النهاية أود أن أقول ان كل هذا مهم ولكن لا يتم بدون الإيمان بالله، والإيمان بالله ليس مجرد قول فقط بل هو حالة شاملة تتضمن الأفعال والأقوال، التي تشمل العديد من جوانب الحياة اليومية، وأخيرًا لا توجد صعوبة لا يمكن تجاوزها وأنت تبدأ يومك ببسم الله.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.