المشاعر المؤجلة..بقلم زينب النجار

المشاعر المؤجلة..بقلم زينب النجار

أصبحنا نعيش في زمن غريب غلبت فيه الأمور الشخصية والمادية والمصالح علي الود والوصال الأجتماعي؛ فالكل أصبح حائر ينعم بوقته ونفسه وملاذته، وابتعدنا عن الأهل والأحباب وتركنهم دون سؤال.
أبعدهم الزمن عنا كأنهم خيال..
فأصبحنا نشتاق لهم ولا نبحث عنهم؛ بل ننتظر فرصة تجمعنا بهم في مكان بمحض الصدفة حتي نبوح لهم وتهدي أشواقنا، فنحن نحمل دائمًا بداخلنا الكثير من المشاعر والكلام الجميل..
لكن نخبئه عنهم وننتظر لحظة اللقاء لنبوح لهم ما في أعماقنا من مشاعر…
وفجأة تأتي لحظات الندم ونفقدهم ! لماذا؟ لم نأتي لهم قبل الموت ونبوح لهم بأشتياقنا وحبنا…
لماذا تكون مشاعرنا صادقه بأمتياز ونكاد نبكي من الحسرة علي فراقهم وتكاد قلوبنا تتقطع من شده الحزن علي فراقهم وعلي عدم السؤال وصدق المشاعر المؤجلة…
فنصبح صادقين بذلك حينها
نؤمن ونوقن أن الدنيا لا تسوى شيئا، ونقول في أنفسنا لماذا؟
لا نكون أحباء في الله نحب بعضنا البعض ولا نجرح بعض…

أهكذا أصبحت الأحاسيس؟؟
هل فقدت قيمتها في ظل زحمة ما نمر به ونعيشه حاليًا!
أم أن استمراريتها أصبحت عبئًا يُثقِل كواهلنا مع مرور الأيام؟
حتى الآن لم أجد إجابة واضحة وصريحة علي ما وصلنا إليه
فقد أصبح نهجًا يتبعه الجميع..

مشكلة الإنسان أنه يظن أن كل شيء سيبقى على حاله، لأن دلائل الأيام التي انقضت تبوح بذلك، فهي تقول له، أمك هنا، أختك هنا ، زوجك بقربك، لن يضيع أحد، ولن تضل الطريق إليه، لذلك لا بأس إن بقيت غاضبًا على أخيك، متخاصمًا مع زوجتك، مقاطع لوالديك، مفارقُ لأصدقائك، تظن أن الغد سيأتيك مرغمًا زاحفًا يرجوك، ونسيت كم ممن لم ينجو من الموتة الصغرى. تجد نفسك مستيقظًا تحمل حزنك، قطيعتك، مشاعرك السلبية، همومك وحدك فقط…
لابد أن نعلم بأن الحياة قصيرة جدا، إذا أحببت أحدًا فاخبره بأنك تحبه، إذا أشتقت له فأبحث عنه؛ إذا أخطأت فأعتذر وكفر عن أخطاءك. وإذا ضاقت الدنيا بك وتراكمت فوقك المشاكل، ابدأ من جديد، فإنك لا تعلم متى أنت راحل ومتى هم راحلون….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.