المشاهد الإيحائية هل  ضرورة دراميةأم للتسويق والشهرة

المشاهد الإيحائية هل  ضرورة دراميةأم للتسويق والشهرة

 

مع ظهور العالم الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي  شجعت معظم الكتاب والمخرجين والمنتجين لتقديم أعمال دون المستوى وفي أحيان كثيرة تخدش الحياء، وربما الهدف الأساسي لذلك هو البحث عن الربح والتسويق وانتشار العمل من خلال تلك المقاطع التي ما أن توجد بعمل ما حتى نرى المنصات تسابقت لعرضه.  ومع تطور وتسابق المخرجين على تقديم أعمال درامية لا تخلو أغلبيتها من الجرأة التي تعتبر جديدة على مجتمعنا، حيث اعتادت الدراما على المحافظة وعلى تقديم أعمال ذي قيمة أخلاقية عالية وكانت دراما بيتية يتابعها الجميع في الأسرة من الصغير إلى الكبير.  فهل تحولت هذه الدراما إلى سينما منزلية يجب أن نشدد وننتبه عند كل مشهد تطرحه وما الهدف الأساسي وراء تلك المشاهد هذا ما نطرحه اليوم من خلال استطلاع آراء عدة فنانين حيث عبر كل عن رأيه وتحدث عن موقفه. 

شارع شيكاغو 

هذه الثورة بدأت بالظهور عبر منصات التواصل الاجتماعي مع المخرج محمد عبد العزيز، بمسلسل «شارع شيكاغو» حيث حاول صناع العمل من خلاله العودة لهذا الشارع الذي يتوسط العاصمة دمشق، وهو ملتقى لمحبّي الكيف الباحثين عن المغامرة وإثبات الوجود بطرق مغايرة، حيث يتوحد الجميع فيه أمام فتنة الجمال وروحنة أجساد الساقيات الجميلات، فقد حقق هذا العمل ضجة صاخبة عبر منصات التواصل الاجتماعي من ناحية الجدل، ونسب المشاهدة العالية، والهجوم الجماهيري، والآراء النقدية حوله، لظهور المشاهد الفاضحة والألفاظ النابية فيه، ذلك كان من خلال المشهد الحميمي للممثلة سلاف فواخرجي الذي جمعها مع الممثل مهيار خضور  بالإضافة للمشهد الرومنسي الذي جمع الممثلة ريام كفارنة مع الممثل خالد شباط  وكذلك المشهد الحميمي للممثلة أمل عرفة مع الممثل مصطفى المصطفى، ما اعتبره البعض بأنه يخدش القيم الاجتماعية التي تعود عليها المشاهد في الأعمال الدرامية. 

  عالحد 

ومنذ أيام تكرر ذلك مع انطلاقة المسلسل السوري اللبناني المشترك «عالحد» للمخرجة ليال ميلاد راجحة، حيث ظهرت الممثلة السورية سلافة معمار بأول عمل مشترك لها بمشاهد حميمية مع الممثل اللبناني رودريغ سليمان منذ عرض الحلقة الأولى للعمل، بهدف لفت الأنظار وجعل العمل «تريند» عبر منصات التواصل في سبيل تحقيق الغاية التسويقية المرجوة، ما جعل عدداً كبيراً من المتابعين يعبرون عن استيائهم لهذه المشاهد والإطلالات التي باتت موجودة بشكل كبير في كل عمل جديد.   

الإفطار الأخير 

وكان فيلم «الإفطار الأخير» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، قد سار أيضاً على هذا السياق، عندما أحدث ضجة واسعة عند عرضه، لما احتواه من مشاهد حميمة جمعت الفنان عبد المنعم عمايري مع الفنانة كندا حنا، ما جعل الفيلم يحدث ضجة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب هذا المقطع المجتزأ الذي بدأ يتناقل عبر صفحات التواصل محققين من خلاله الوصول لأكبر عدد من المشاهدين، حتى وإن كان ذلك في سبيل تدهور القيم الاجتماعية. 

 

وفي الختام إن أغلبية الفنانين ربما يفضلون الجرأة في الأعمال وتقديم مشاهد حقيقية وصادقة إلى الجمهور، بغض النظر عن أصدائه هي أمور تتعلق بدراستهم لمهنة التمثيل والاندماج معها كونها مهنة مقتبسة من الواقع وتعبر عنه في أماكن كثيرة هي تطرح عالمنا وتقدمه بصورة محددة.  على ذلك يجب أن تكون الأعمال مخصصة فقط لـ+18، تحكي واقعنا وتعبر عنا مع إمكانية لقائنا اليوم بهمومنا بشكل تفصيلي عبر الشاشة الصغيرة، وخاصة أن الإنترنت لم يترك شيئاً مغلقاً أو مغفلاً لأجيالنا، الفرق أن الدراما تقدم لنا أعمالاً هادفة ولو مرر الدور الجريء لخدمة تلك الأعمال.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.