المشاهير تقوم بجولة شاملة على المسارح الشهيرة بالأسكندرية

مسارح الريحانى وإسماعيل يس وشكوكو .. أين كانت تقع وكيف أصبح حالها اليوم؟!!!

مسارح الريحانى وإسماعيل ياسين وشكوكو كيف أصبح حالها اليوم؟!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ كيف تقلص عدد المسارح بالآسكندرية من 50 مسرحا لـ 4 مسارح فقط ؟
ـ هنا كانت تقع مسارح الريحانى وإسماعيل يس وشكوكو .. تعرف على المصير الذى ألت اليه ؟
ـ أول عرض مسرحى شهدته مصر أقيم على خشبة هذا المسرح.
ـ حكاية عبدالحليم حافظ فى مسرح “شكوكو” .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشاهير ـ خاص
تعد مسارح الآسكندرية فى زمن الفن الجميل من العلامات الهامة والبارزة فى تاريخ “الفن المصرى ” .
وقد صدرت على مدار العقود الماضية عشرات المؤلفات المصرية والعربية التي تحكي عن تاريخ المسرح والسينما في القرن 19 و20 في مصر وتم فيها جميعا تسليط الضوء على مدينة “الفن والثقافة” الأسكندرية ودورها الرائد العظيم فكما جاء فى الكتب المختلفة لكتاب ليس مصريين فحسب بينما اوربيين وامريكان ايضا تحكي تاريخ لا يخص مصر فقط، بل محطات شهدها تاريخ العالم.
ويكفى الإشارة إلى أن أول حركة فنية شهدتها مصر إنطلقت من داخلها عام 1898بعرض أول فيلم سينمائى بسينما محلات عزيز ودرويش , وأعقبه أول عرض مسرحى على خشبة مسرح زيزينيا، الذى قام بإنشاءة تاجر الآقطان البلجيكى الكونت دي زيزينيا وبعد النجاح الكبير الذى تحقق ’ راح كل الفنانين والمنتجين بل ورجال الآعمال والمهتمين يتنافسون على إقامة دور عرض ومسارح بكافة مناطقها وأحيائها , فكان كل الفنانين الكبار منذ مطلع القرن الماضى وحتى بدايات الآلفية الجديدة يحرصون على الإنتقال بعروضهم المسرحية فى موسم الصيف من القاهرة لهناك .
وبفضل النجاح الكبير والإقبال الجماهيرى الذى لم يكن يقل بأى حال عن الإقبال على العروض بالقاهرة قام بعض النجوم الكبار بإنشاء مسارح تحمل اسمائهم هناك كما هو الحال بالقاهرة , فتضاعف النجاح اكثر واكثر وأصبحت الساحة المسرحية هناك تشهد منافسة شرسة وعنيفة بين الفرق المسرحية المختلفة وعلى مدار عقود طويلة حيث وصل عدد المسارح هناك فى وقت من الآوقات لنحو 50 مسرحا بكلا القطاعين العام والخاص , من بينها مايحمل اسماء فنانين كبار كما ذكرنا ومنها ماتم إنشاءة من قبل منتجين ورواد كبار ومنها ماقامت الدولة بإنشاءة فى زمن النهضة المسرحية .
ـ والسؤال الذى شغلنا ودفعنا للسفر لعروس البحر الآبيض المتوسط للبحث على إجابة عليه هو .
ـ أين ذهبت كل هذه المسارح ولماذا تقلص عددها وصدق اولاتصدق من 50 مسرحا لنحو اربعة مسارح فقط بكلا القطاعين , وماهو الحال الذى أل اليه مصير مسارح الفنانين الكبار نجيب الريحانى وإسماعيل يس وشكوكو وكيف أصبح حالها الآن بعد مرور عقود طويلة على رحيلهم .
ـ خلال رحلة البحث الطويلة والمضنية إكتشفنا أن 90% من المسارح التى كانت تضئ المدينة الساحلية الجميلة تم هدمها وبناء عمارات وأبراج مكانها تابعة لشركات إستثمارية ورجال أعمال ليس لهم ثمة علاقة بالفن تسابقوا وتنافسوا على شراء الأراضى التى تقع فوقها هذه المسارح لمكانها الفريد المميز ليس أكثر , وللآسف لم يقم أى منهم بإنشاء مسارح اودور عرض بداخلها ولم يتم إجبارهم على ضرورة فعل هذا من قبل الدولة عند إنهاء عقود البيع لهم , وبعضها ظلت قائمة كما هى ولكن تم إغلاقها وإهمالها فأصبحت تسكنها العفاريت والآشباح .
ومن بين المسارح التى نحفظ أسمائها عن ظهر قلب بل ونحفظ أسماء عمالقة الفن الذين وقفوا فوق خشباتها وتم هدمها تماما, ومن بينها على سبيل المثال وليس الحصر مسرح العبد بكامب شيزار و مسرح كوته بالأزاريطة و مسرح الفن “جلال الشرقاوي “بالمنتزه , ومسرح اللونا بارك بالإبراهيمية الذى تحول لقاعة أفراح , و مسرح زيزينيا الصيفي أصبح فندق سان ستيفانو الشهير ثم فندق الفور سيزون.
وتحول “المسرح القومى” بقدرة قادر معرضا للملابس والسلع المنزلية ، وتحول مسرح “الهمبرا” الشهير بالشاطبى لملاهى أطفال.
وهكذا حتى وصلت المأساة لمسرح “السلام” الشهير بمصطفى كامل والذى يعد أخر هذه المسارح حيث تم هدمه العام الماضى وإقامة برج سكنى على انقاضه .
مسرح الريحانى
هذا عن المسارح الكبرى والعريقة فما هو الحال الذى ألت اليه مسارخ الفنانين الكبار والتى كانت مل السمع والآبصار فى القرن الماضى ؟
ساقتنا اقدامنا لآول هذه المسارح وهو “مسرح الريحانى” العريق ” والذى قام بإنشاءة رائد فن الكوميديا الكبير نجيب الريحانى فى ثلاثينات القرن الماضى بعد تشييد مسرحه بالقاهرة وقدم مع فرقته أجمل العروض التى نحقظها جميعا عن ظهر قلب بالتناوب مع مسرحه بالقاهرة .. فكان يقوم بإفتتاح العروض بالقاهرة ثم ينتقل بها للآسكندرية فى ذروة الموسم الصيفى , وهناك اكثر من عرض حرص على أن تكون بداية إنطلاقة من الآسكندرية اولا ثم الحضور به للقاهرة بعد هذا .
وبعد رحيله اصر رفيق دربه المبدع الكبير بديع خيرى على الآستمرار بنفس الفرقة .. حتى كبر نجله عادل خيرى وأصبح البطل الأول لها وأعاد تقديم مجموعة العروض الخالدة الا خمسة ـ لو كنت حليوة ـ حسن ومرقص وكوهين وياما كان فى نفسى ـ قسمتى ـ 30 يوم فى السجن .. وبعد وفاته المفاجئة عام 1963 عن عمر يناهز 32 عاما , أصر والده على عدم غلق المسرح فأستعان بأخرين مثل فريد شوقى ليقودوا الفرقة حتى رحل هو أى بديع خيرى عن عالمنا عام 1966 فبدأت الفرقة فى التفكك ., وأغلاق المسرح سنوات طويلة , حيث أصبح مكانا مهجورا , حتى قام بشراءة الحاج سيد فراج وتحويله لمقهى ثم كافيتريا قام بإطلاق أسم الريحانى عليها وحرص على وضع البوم صور بداخلها غالبيتها للريحانى سواء من أيام المسرح وهو بداخله اومن لقاءات وسهرات أخرى تواجد فيها مع فنانين ومنتجين , ومجموعة صور أخرى من زمن الفن الجميل للملك فاروق وسيارات وشوارع قديمة وظلت الكافيتريا ولفترة طويلة كما يؤكد الجرسونات العاملين بها تطلق أسماء المشروبات بأسماء أفلام الراحل نجيب الريحانى مثل، لعبة الست، وأحمر شفايف وسى عمر وباقى أفلامه، كمحاولة لتخليد أعماله الفنية وتذكير الزبائن بها.

مسرح إسماعيل يس
تركنا مسرح نجيب الريحانى وتوجهنا لـ حي الإبراهيمية حيث كان يقع مسرح “أسماعيل يس ” والذى قام بإنشاءة الفنان الكوميدى الكبير فى النصف الثانى من خمسينات القرن الماضى فبعد تألقه سينمائيا وأصبح واحدا من أهم نجومها ، قام بتأسيس فرقته المسرحية التى حملت اسمه عام 1954، فى القاهرة ويؤكد المؤرخين إنها كانت بمثابة امتداد لفرقة على الكسار والتى كان هو نفسه احد نجومها قبل تفككها ، وقدم يس مع المخضرم أبوالسعود الإبيارى، مجموعة كبيرة من العروض الكوميدية الناجحة مما دفعهما لتأسيس وإنشاء مسرح الآسكندرية على مساحة شاسعة وبمكان مميز وصممه مهندس إيطالى، وكان يضم 431 مقعداً وصالة وقاعة (لوج)، ومن ابرز العروض التى تم تقديمها على خشبته “حبيبى كوكو، الست عايزة كده، صاحب الجلالة، ركن المرأة، أنا عايزة مليونير، الكورة مع بلبل، ، وكل الرجالة كده، فلوس وحب وجواز، مراتى قمر صناعى” وغيرها من العروض الآخرى التى وصل عددها لنحو 50 عرض مسرحى .
وإستعان إسماعيل يس بنجوم سينما كبار معه فى هذه العروض مثل هند رستم وشكرى سرحان وبعد إعتذارهم إستعان بـ حسن فايق، إستيفان روستى، عبدالفتاح القصرى، زينات صدقى، عقيلة راتب، رياض القصبجى، محمود المليجى، فردوس محمد، زهرة العلا، سناء جميل، وتحية كاريوكا، قبل أن تؤسس فرقتها عام 1962.
وكان لفرقة إسماعيل يس الفضل فى اكتشاف بعض النجوم مثل حسن مصطفى، وسهير البارونى، وفيروز وبدرالدين جمجوم، اللذين تزوجا فيما بعد، بالإضافة إلى نبيل الهجرسى ورأفت فهيم، ونادية عزت وأخرين غيرهم وحققت الفرقة مكاسب مالية كبيرة ، فى فترة الخمسينات وأوائل الستينات حتى بدأت مرحلة الأنهيار بظهور فرق أخرى وجيل جديد من الكوميديانات بالإضافة لتدهور حالة إسماعيل ياسين الصحية، وتراكم الضرائب عليه .
وبعد افلاسه وتقلب الزمن به , اضطر لبيع مسرحه بالآسكندرية , بعد تقديم أخر عروضه عليه “أتفضل قهوه” عام 1966 , وظل بعد بيعه مغلقا لفترة طويلة ومن قاموا بشراءة قاموا ببيعه أيضا للثرى والتاجر الآسكندرانى عبد المنعم جابر فقام بهدمه وشيد مكانه برجا سكنيا , خصص الدور الآرضى منه لعدة قاعات من بينها قاعة أفراح وقاعة مسرح اطلق عليها أسمه (عبد المنعم جابر) وأسفل اسمه “أسماعيل يس” سابقا .
وتعرض عليه بعض عروض مسرح القطاع الخاص حيث تستأجره الفرق المسرجية المختلفة وكان منها الفنان محمد نجم الذى اعتاد على عرض عروضه بالآسكندرية فوق خشبته بعد هدم مسرحه هناك وكان أخر العروض التى قدمها مسرحية (الآونطجى) الصيف الماضى وقدمت على خشبته هذا العام مسرحية أخرى هى “عربى منظره”
وتحدث «دوارة» عن مسرح الإسكندرية: «حوّله (ياسين) من صالة أفراح إلى دار للعرض المسرحى يتسع وكان يستأجره ياسين بـ1200 جنيه فى العام، حتى حل الفرقة فى 1966».
شكوكو وحكاية عبدالحليم
ومن مسرح إسماعيل يس لمسرح شكوكو الذى كان يقصده كل المتوجهين لمدينة الآسكندرية سواء من المصيفين اوغير المصيفين , بل كان يحضر له خصيصا الآلاف من السائحين العرب , فقد شهدت خشبته تقديم العديد والعديد من العروض الناجحة والجميلة , بالإضافة لطل الحفلات والإسكتشات الغنائية والكوميدية التى كان يقدمها محمود شكوكو مع نجوم الكوميديا فى الخمسينات والستينات فكانت الضحكات تنطلق منه لتصل لآذان الماره امامه , بل وكان نجوم الفن الشعبى يحرصون على إستئجاره فى اوقات بعينها وقت إنتقال شكوكو للقاهرة , وكان ايضا المطربين الصاعدين الباحثين عن فرصه للظهور يتوجهون له لعرض مواهبهم على الجماهير الضخمة التى كانت تحرص على حجز مقاعدهم فيه .
ومن ابرزهم العندليب عبد الحليم حافظ الذى سافر للآسكندرية عام 1951 بصحبة محمد الموجي، وكمال الطويل، لعرض فنهم هناك وسألوا عن أفضل مسرح، يمكنهم التوجه له وعرفوا إنه لايوجد أشهر ولا افضل من مسرح “شكوكو” فتوجه الثلاثي لمدير الفرقة عم صادق ، ليتوسط لهم عند محمود شكوكو، فوافق وماكاد عبدالحليم يغنى حتى غضب الجمهور وإنهال عليه ضربا بالطماطم واشياء أخرى , فترك المسرح مضطرا وهو يشعر بحالة من الإحباط الشديد , وتوجه لشكوكو وسأله هل هو سيء لهذه الدرجة؟!
فقال له شكوكو إنه نه جيد إلا أنه “خواجة” ، فاللون الذي يغنيه كما قال له جديد على الناس، وطالبه بالآستمرار فى لونه والإصرار عليه , وبعد أن ذاع صيت عبدالحليم ونجاح “صافينى مره” التى قدمها عبدالحليم على نفس خشبة مسرح شكوكو ايضا توجه له شكوكو وحضنه بشدة وقال له : مش قلتلك هاتنجح .
وبالبحث عن المصير الذى أل اليه هذا المسرح العريق إكتشفنا إنه تحول لقاعة أفراح لفترة ثم وكما هو واضح من الصور تم هدمه ايضا وتشييد برج سكنى بدلا منه لايزال فى مرحلة الإكتمال , ولايتضمن مثل كل المبانى الآخرىة التى تم تشييدها على أنقاض “أبوالفنون” أى قاعات مسارح اوحتى دور عرض سينما .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.