المشاهير مابين الماضى والحاضر قصص وحكايات وفبركة وشائعات وأشياء أخرى ..
الكاتبة الكبيرة دينا شرف الدين تكتب:
المشاهير مابين الماضى والحاضر قصص وحكايات وفبركة وشائعات وأشياء أخرى ..
بقلم الكاتبة: دينا شرف الدين
فى نظرة تأملية لأحوال المجتمع التى تحمل الكثير من التناقضات وأسباب التعجب،نرى هذا الإهتمام المبالغ فيه بأزمة المطربة الشهيرة،والذى يتنافى مع كافة القيم الأخلاقية واحترام الخصوصية التى يجب احترامها من باب اللياقة والأدب.
فما هذا الكم المبالغ فيه من الخوض فى تفاصيل المشكلات الشخصية والعائلية الخاصة بالشخصيات العامة وذويها ؟
آى نعم؛ فهناك دائماً تركيز وفضول جماهيرى تجاه المشاهير وأخبارهم الشخصية وسلوكياتهم وملابسهم وعائلاتهم وغيرها ،
و لكن: لم يكن هذا الفضول والإهتمام بهذه الدرجة من الفجاجة والتطفل والفتاوى والمزايدات والشائعات وكأنها قضية عامة من قضايا الوطن تشغل الجميع بنفس الدرجة من الإهتمام.
كنا نرى المشاهير من النجوم والنجمات بالماضى فى جانب مسموح به من قِبلهم للعموم لا يخل بصورة ووضع وقيمة هذا المشهور بنظر جمهوره .
معايير مهنية
كما كانت هناك حدود أخلاقية ومعايير مهنية تلتزم بها وسائل الإعلام كى لا تتخطى حدود المقبول من الخوض بتفاصيل حياة هؤلاء المشاهير ، دون اقتحام أدق خصوصياتهم والعبث بتفاصيل أزماتهم وتحويرها بما يخدم سياسة التريند التى باتت هدفا بحد ذاته لتحقيق أعلى نسبة من المشاهدات على حساب إصابة هذه الشخصيات العامة بمزيد من الضغط والأذى النفسى الذى يتضاعف ليصيب عائلاتهم وذويهم ويحملهم ذنوب لا ناقة لهم بها ولا جمل.
سباق المواقع والأخبار
فعلى مدار ما يقارب العامين تتسابق المواقع والأخبار على تصوير اللقاءات مع كل من يمت للمطربة صاحبة الأزمة بأية صلة وإن كان حارس حديقتها أو بعض صديقاتها أو حتى من كان يتجول بالكمبوند الذى تسكنه لعله قد رآها ذات مرة فيدلى بدلوه فى الأمر،
ناهيك، عن الفتاوى والقصص المفبركة والمعلومات التى تعتمد على مصداقية واهية.
تريند ممتد المفعول
لكن بالنهاية كل ما يهم أن يتم تقليب الموضوع على كافة جوانبه ثم إعادة ذلك مع بعض التعديلات مئات المرات لقتله وعصره والحصول على أقصى درجة للإستفاده منه،ثم تركه ومن تضرر على إثره دون الإلتفات لحجم هذا الضرر أو حتى محاولة إصلاحة ، ذلك عندما تلوح بالأفق بادرة موضوع جديد قد يكون مادة لتريند ممتد المفعول طويل المدى.
لماذا لا تتوجه أنظارنا و تتركز اهتماماتنا بما هو أنفع و أقيم ؟
فعندما يكون هناك خبراً عن عالم أو مبتكر مصري أو إنجاز علمي هام ، عادة ما يتم نشره مرة واحدة دون اهتمام ، فيراه قلة قليلة و لا يعرف عنه العموم أي شئ، نظراً لكونه خبراً عابراً لم يتم التأكيد علي نشره مرات متتالية لينال حظه من الشهرة التي يستحقها عن جدارة .
الأخبار التافهة
في حين يعاد نشر الأخبار التافهة التي تضر أكثر مما تنفع عشرات المرات بسيناريوهات مختلفة و طرق مبتكرة يتباري الصحفيين يتقليبها علي جميع الأوجه للفوز ببعض التميز الذي ينشدون.
نهاية:
نداء من القلب لمواقع ورواد السوشيال ميديا والإعلام بمواقعه التى لا حصر لها،
“قليل من المهنية وحفظ الأعراض واحترام الخصوصية”
فهناك من القضايا العامة التى تشغل المجتمع وتحتاج للكثير من التركيز والإهتمام .