المشهد الفنزويلي .. صراع دولي جديد بين روسيا وأمريكا .. ومجلس الأمن يعلن موقفه السبت
مع استمرار الأزمة السياسية منذ العام الماضي في فنزويلا ، أعلن زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، الذي أقالته المحكمة العليا للدولة قبل اكثر من يومين من رئاسة البرلمان، نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، مع رفضه نتائج الانتخابات الماضية التي فاز فيها مادورو.
واعترفت مجموعة واسعة من دول الغرب، بينها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى عدد كبير من بلدان أمريكا اللاتينية، بغوايدو كرئيس لفنزويلا . بينما أكد جيش البلاد ولاءه لمادورو، واصفا ما حدث بمحاولة انقلاب، وأعلن في تصريح مؤيد لمادورو قوله “إن الجيش لن يقبل برئيس نصّبته جهات لها مصالح مشبوهة أو شخصا نصّب نفسه رئيسا خارج القانون
وتصاعدت الأزمة في فنزويلا،بعد ان أعلن خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية، في الـ 23 من يناير، نفسه “رئيساً بالوكالة” للبلاد لتتحول إلي صراع دولي الذي بدء بعد دقائق من أعلان “غوايدو” ،حيث أعترف به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة في تويتر، رئيساً مؤقتاً للبلاد، ووصف حكومة الرئيس الحالي بأنها “غير شرعية”.
وإلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن رؤساء كل من لأرجنتين وكولومبيا وكندا والإكوادور وباراغوي والبرازيل وتشيلي وبنما وكوستاريكا وبيرو وغواتيمالا تأييدهم لخوان غوايدي رئيساً مؤقتا للبلاد ” مطالبين بأن تجري انتخابات ديمقراطية وشفافة” على حد قولهم.
وعلى الجانب المعارض ، اعلنت روسيا “إن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتن ” عبر عن دعمه لرئيس البلاد الحالي نيكولاس مادورو وإنه ضد أي محاولة انقلاب في البلاد”.
وإلى جانب روسيا ، اعلنت كل من تركيا وبوليفيا وجوبا وفلسطين ،وإيران ،سوريا ، والمكسيك دعمهم الكامل لنيكولاس مادورو منتقدين سياسة الولايات المتحدة في دعم الشاب المعارض غوايدو.
كما دعى الاتحاد الأوروبي إلى الإنصات لـ “صوت الشعب” في فنزويلا وتنظيم انتخابات حرة ،وأعتبرت لندن مادورو القائد الشرعي لـ فنزويلا ، وأشادت فرنسا بالمتظاهرين الفنزواليين دعما للديمقراطية .
وقال نائب وزارة الخاجية الروسي سيرغي ريابكوف في حديثه لصحيفة محلية، إن موسكو ستقف مع فنزويلا لحماية سيادتها، وحماية مبدإ عدم التدخل في شؤونها الداخلي.
في حديث لقناة CNN التلفزيونية الأمريكية، نبه ريابكوف الولايات المتحدة وشركاءها من خطورة أي تدخل عسكري في فنزويلا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تصب الزيت على نار الأزمة في هذا البلد.
وقال الدبلوماسي: “نحن نحذر الجميع، وليس الولايات المتحدة وحدها بل وكل جهة قد تتورط في تنفيذ خطوة من هذه الخطوات، لأن استخدام القوة العسكرية قد يقود إلى تبعات كارثية”
من جانبه اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بمحاولة اغتصاب السلطة في فنزويلا، وقال في مؤتمر صحفي في الجزائر، إن الولايات المتحدة حاولت لعب دور المتحكم في مصائر دول ذات سيادة عدة مرات، في الأشهر القليلة الماضية.
كما أعترفت منظمة الدول الأميركية ت برئيس برلمان فنزويلا رئيسا بالوكالة للبلاد .
وأضاف بومبيو ” وزير الخارجية الأمريكي ، خلال أجتماع المنظمة “حان الوقت لمنظّمة الدول الأميركية، بصفتها مؤسسة، وبجميع أعضائها، أن تفعل الشيء نفسه. على كلّ الدول الأعضاء في منظّمة الدول الأميركية أن تقف إلى جانب الديمقراطية واحترام دولة القانون”.
لكن بعد التصريحات التي أدلى بها بومبيو، لم تتوصّل الدول الأعضاء في منظمة الدول الأميركية إلى موقف مشترك الخميس. وتتكون المنظمة من مجموعة 16 دولة ، بينها الولايات المتّحدة، كندا، البرازيل والأرجنتين، أيّدت إعلانًا غير مُلزمٍ يدعم رئيس الجمعية الوطنيّة الفنزويليّة.
في المقابل، طالب خورخي لوموناكو ممثّل المكسيك، بتوضيح “الوضع القانونيّ” لغوايدو بعد إعلان نفسه “رئيسًا بالوكالة” لفنزويلا واعتراف بلدان عدّة به.
بدورها، قالت أسبينا مارين ممثلة فنزويلا، إن “هذا البيان ليس إعلانًا من جانب منظّمة الدول الأميركية. إنها عملية بروباغندا لتبرير الانقلاب”.
وأعلن مادورو في خطاب قبوله دعوة المكسيك وأوروجواي للحوار بين الحكومة والمعارضة في فنزويلا من أجل حل الأزمة السياسية التي تعصف بالدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية.
ويذكر ان رفعت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة طلبا رسميا بشأن عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، السبت المقبل، لبحث الأزمة في فنزويلا.