المصريين في الإمارات إيد واحدة
كتبت
فاتن فتح الله نصر
========
يسطر المصريين في دولة الإمارات الآن ملحمة من التناغم والتكافل …
حتى وإن عكر صفوها أحيانا بعض النشاز فالدنيا لا تخلو من أبناء قابيل
بدأت الفكرة منذ صدور قرار بتعليق الطيران في 19 مارس …وأصبح الكثير من المصريين الموجودين بدولة الإمارات العربية المتحدة بتأشيرات مؤقتة للزيارة أو السياحة في موقف صعب فهم لم يحصلوا على عمل و حتى من حصل على عمل توقفت كل الأمور …ومن هنا اقترح أحد شبابنا ان يدعو المصريين للتكاتف مع أهلهم في هذه الظروف …والتقط صديقه طرف الخيط ليقوم بتنسيق رائع لمبادرة تتيح مد يد العون لمن طلب المساندة ….
وفقا لقوانين دولة الإمارات العربية المتحدة
واجتمع على ذلك مجموعة رائعة من الشباب بارك الله فيهم جميعا فهم رجال في زمن عز فيه الرجال …
وانطلقت مبادرة ….
المصريين في الإمارات ايد واحدة
لتغطي احتياجات أكثر من 2300 حالة يوميا على مستوى الإمارات السبع
وتزيد الحالات …..سواء حالات العالقين أو المتضررين برغم أنهم مقيمين …ويزيد التفاعل بشكل رائع ….وتتنافس بعض المطاعم المصرية للمشاركة في تقديم الوجبات لأبناء مصر العالقين بسعر اقل من سعر التكلفة الى جانب بعض الوجبات المجانية
ويتزايد عدد المتطوعين بفضل الله …وأعداد المتفاعلين… لدرجة أن بعض المصريين أصبحوا يتلقون حالات ويسعون لحلها فيما بينهم وفقا لمباديء المبادرة دون التسجيل فيها تخفيفا عنهم إذ أن الحالات التي سجلت بالفعل فيها كثير من الامور هي الأولى بالتحقيق
.
لعل مشكلة السكن هي الأكثر صعوبة ….وتحمل الشباب المسئولية وسعوا بالجهود الذاتية لوضع حلول …ودفعوا من رواتبهم الكثير …ولم يكن ذلك بغير متوقع …..وإنما واجهوه حريصين على الالتزام بالقانون الذي يمنع جمع تبرعات من اي نوع …. برغم ابدا الكثير من المصريين رغبتهم في التبرع بالمال ….وقد رفضوا ذلك تماما لأنه يخالف القانون
ووجهوهم للمطاعم المشاركة بحيث من يرغب المساهمة يدفع للمطعم قيمة الوجبات التي يريد تقديمها لأولادنا من العالقين
ومجموعة الشباب الذين قاموا بالمبادرة لا يتأخرون عن تلبية أية احتياجات يتمكنون من تلبيتها …. محاولين التوفيق بين أعمالهم وبين واجب مساعدة إخوانهم من أبناء مصر المحتاجين لمساندتهم
كل هذا بلا تكليف من مخلوق إلا الضمير المصري الواعي
هؤلاء الشباب لا يتبعون أي جهة رسمية أو اجتماعية من المنتشرين تحت اسم مصر
الانتماء الوحيد لمصر فقط…والحافز الوحيد للعمل إرضاء الله في تحقيق ما أمرنا به من تكافل
ويزيد المتطوعين مع ما يرونه من صدق ….. مما يثبت أن المصري فقط يحتاج للثقة في جدية ما يجري ويتحرك فورا ليكون حاضرا بقوة في تلبية أي نداء لبلده وأولادها في اي مكان
تمنيت لو سمحوا لي بذكر أسماءهم
ابني الرائع منسق المبادرة و ابني صاحب الفكرة
و جميع أبنائي المشاركين …
تمنيت أن أنشر صورهم ليكونوا قدوة لغيرهم
ولكنهم رفضوا ذلك قائلين نحن نعمل إرضاءا لله ….ورغبة في مساندة إحواتنا ….ونتمنى أن نوفي جميع الحالات
فللأسف هناك عجز كبير ناتج من طول المدة وعدم السماح بالطيران والعودة إلى مصر ….وهي ظروف خارجة عن إرادة الجميع
وأشهد وأنا التي دائما تنتقد أي تقصير رغبة في الوصول للأفضل
اننا في هذه الحالة لم نر تقصيرا من المسئولين …. بل تفاعلا تاما سواء من السفارة والقنصلية … أو من فريق عمل وزارة الهجرة والمصريين بالخارج
ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة أيضا لم تقصر واليوم بدأت عدة مبادرات إماراتية جديدة للمساهمة في حلول لحين انتهاء الأزمة على خير
كلمة أخيرة أحب أن أضيفها قد تبدو إنشائية في نظرالبعض
ولكني أرى بداية جديدة لتلاحم مصري حقيقي بين المصريين في الخارج طالما حلمت به …وأتمنى أن يكون نواة لتحقيق وجود كيانات مصرية فاعلة تتكفل بوضع حلول لمشاكل المصريين بالخارج في كل دولة
بعد أن أثبتت التجربة أن كل الكيانات المذيلة باسم مصر هلامية ولا وجود حقيقي لها …ولا تسعى إلا لأمور أخرى ليس من بينها صالح المصريين
و لعل محنة الكورونا التي أفرزت العديد من المنح تكون سببا في بداية مشرقة لحلول لمشاكل كثير عالقة هي الأخرى ولكن منذ سنوات
وقد كشفت القناع الحقيقي لبعض من يعملون للمصالح لا للصالح
أكرر التحية لكل شبابنا في المبادرة كل منهم بإسمه
وقريبا عندما تنفرج الأزمة لنا عودة مع مصر المستقبل ممثلة في نموذج جميل لشباب مصر
ودائما سيكون المصريين ايد واحده …. في كل مكان
فاتن نصر