المعلم وطن
كتبت سارة خالد
المُعلم وطن، وركن أساس في بنية المجتمع، قد يرتفع المجتمع بالمُعلم قبل رجل الدين وقد يتدني المجتمع بتدني المُعلمين هذا لأن المعلم هو دائماً الشخص المُلهم، الشخص الذي يصب عليه النشيء نظراتهم كما لو أنه أحد أفراد العائلة، فلو كان فظاً لأنفض من حوله الطلاب أو اكتسبوا منه صفاته تلك ولو كان مُحسناً لأقترب منه الطلاب يشربون من كأس علمه حباً لا خوفاً.
قد يرفع المعلم من همة الطلاب فنري أن بعض المدرسين يرممون ثقوباً أخري لا دراية لهم بها بكلمة فقط لانهم عرفوا معني أن يكونوا مُعلمين لطلاب، معني أن يكونوا مُشرفين علي نشيء المجتمع، وعلي النقيض تماماً قد يتسبب المعلم في ثقب لا يرمم أبداً فنجد رجلاً كبيراً يقول بعد عمر مديد “قال لي معلمي كذا في صغري” ويسرد القول وكأنه ندبة لا ترمم برغم الزمان.
صراحة حظيتُ بمدرسين من النوع الأول عرفوا معني أن يجعل الله بين أيديهم أعمدة المجتمع فحاولوا أن يشيدوا البنيان علي أمل أن يخرج من بين أيديهم قادة في مجالهم!
(محمد علي) كان واحداً من أولئك المدرسين بالنسبة لي و الذي ترك بداخلي شيء غير المادة بل هو أهم من المادة واكبر من السنة الدراسية حتي، ربما لأنه كان يعرف أثر الكلمة؟ لأنه كان يُجيد بنظرة عتابي إن قصرت؟ أو لأنه ربما كان يخبرني ببساطه أن بإستطاعتي فعل ما أريد؟ لأنه كان مُلهم بالنسبة لي؟ لقدرته علي تحويل حياته بإصراره ورغبته في أن يكون هو؟ ربما لٱنه كان مؤمن دوماً بي إلي حد أنني إلي اليوم أكرر كلماته فازداد إيماناً بي برغم كل شيء، هذا هو الأهم، لذلك فلا يمكن لمدرس مثل هذا إن يُمحى من الذاكرة أبداً فلا زالت الكلمات محفورة بداخلي استدعيها كلما تملك اليأس مني أو انتصر عليَّ الخوف في إحدي معاركي.
محمد علي هو مدرس التاريخ أو كما نقول نحنُ عليه (كينج التاريخ) وهذا لأنه يجعل من مادة التاريخ الطويله والمنبوذه من طلاب الثانويه العامه مادة مُسلية وممتعه.
محمد علي تم تكريمه من قِبل وزير الشباب والرياضة (أشرف صبحي)
ووزير الأوقاف (محمد مختار جمعه) ومن وزير التربية والتعليم والذي تغيب لظروف صحيه عن حفل التكريم(طارق شوقي) وذلك لدوره بالنهوض بالعملية التعليميه في مصر وذلك.
كما أنه قام بكتابة مراجعة ليالي الأمتحان بطرح الأسئلة مصحوبة بإجابتها بجريدة الجمهورية الورقية إلي جوار مدرسين آخرين.
لم تتوقف مكانة محمد علي عند الوزراء والمسؤولين بل حتي أنه مكانة كبيرة بين طلابه فنجد أنهم يكرموه بطريقتهم الخاصة، علي سبيل المثال؛ هناك طالبة قامت بصنع بورتريه لهُ شكراً له علي ما فعله من أجلهم وآخرين قاموا بشكره في منشورات طويلة شاكرين لهُ مجهوده طوال العام كما أن بعضهم لازال يشكره ويحبه برغم أنه أصبح الآن خريج من الجامعه وكأنه يؤكد علي أن من يعمل بحب يجني ثمار عمله طوال حياته وبأن التدريس مهنة شريفه لا يستحقها إلا من عرف قدرها وعظمها وله عندنا مواقف لو سردناها لطالت وما انتهت ولكن يكفي عندنا أنه كان مؤمن بنا حتي جعلنا نؤمن بأنفسنا وبأننا نستطيع فعل كل شيء وأي شيء نريده سواء اليوم أو حتي غداً.
في النهاية نرجوا له أن يستمر وأن تظل مكانته بقلوبنا حقيقية وإيمانه بنا يدفعنا نحو الأمام. وبشكل خاص كلماتُك المُشجعه وإيمانك بي لازال يدفعني حتي إلي الآن وأظنها ستدوم إلي الأبد.