المفكر العربي دكتور خالد عبد اللطيف يكتب عن مصر القبطية
المدير التنفيذى لجامعة بيرشام الدولية باسبانيا يتحدث عن مصر القبطية
بقلم \ الكاتب و المفكر العربى الدكتورخالد محمود عبد اللطيف
رئيس تحرير جريدة الأمة العربية ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
مما لاشك فيه أن مصر القبطية تاريخ طويل وجليل حاول الغزاة طمسه وابعاده عن متناول عقل ابناء مصر, لئلا يروا فيه الحكمة والموعظة، ولئلا يعرفوا ثوابت مصر الباقية عبر الزمان، وليقطعوا التواصل بين ابناء مصر
تاريخ مصر القبطيه هو مرحله مهمه من مراحل تاريخ مصر ابتدأت فى القرن الأول الميلادى ، لكن جذور الثقافه القبطيه بتمتد لعصور مصر الفرعونيه… وتاريخ اقباط مصر بمفهومه الاثنولوجى (العنصرى) و مفهومه الثيولوجى (الدينى) هو تاريخ مصر وكل المصريين من بداية التاريخ حتي اليوم،ولان الاقباط بالمفهوم الدينى مرت عليهم احداث تاريخيه خاصه بهم فلهم تاريخ خاص ، صحيح هو تاريخ مصر لكن انعكاساته عليهم كانت مختلفه عن انعكاساته على بقية المصريين.
وايضا تاريخ مصر هو تاريخ الأقباط حيث انهم عاصروا كل العصور و المراحل التاريخيه اللى سادت على أرض مصر من ايام الفراعنه حتي اليوم.
وكلمة ” قبطى ” اللى نطقها بالمصرى ” ئبطى ” معناها ” مصرى ” و فى الأصل لم تكن دلاله دينيه ، و “هى لفظ مشتق من الكلمه اليونانيه ” ايجيبتوس” Aigyptus ” اليونانيين كانوا بيشيروا بالكلمه الي لمصر و النيل علي السواء.
الاقباط اثنيا ليسوا ساميين ولا حاميين لكن عنصر ميديترينيانى (بحر متوسطى) دخلوا منطقة وادى النيل فى العصور القديمه واستقروا فيها ، و بنوا الحضاره المصريه الفريده من نوعها ولاحظ هيرودوت انها تختلف بالكامل عن أى حضاره آخري و ان عاداتها و تقاليدها مخالفه لعادات و تقاليد أى بلد تانيه.
يقول هيرودوت : ” ليس الجو المصرى لامثيل له فى بلد ثانى ، و لا سلوك النيل بيختلف عن سلوك الانهار فى الاماكن التانيه ،بل المصريين انفسهم عاداتهم و تقاليدهم محتلفة عن باقي البشر“.
وكلمة ” قبطى ” فى الأصل معناها ” مصرى ” لها مفهوم دينى اصبحوا يشار لهم انهم المسيحيون المصريين ،حيث ارتبط تاريخ مصر القبطى بالتاريخ الدينى للمسيحيه فى مصر ، مع ان تاريخ الأقباط هو تاريخ حضارى فى المقام الأول وليس تاريخ دينى و ان كان الدين بطبيعة الحال عنصر مهم من عناصر الثقافه و بالذات فى ثقافة المصريين الذي وصفهم هيرودوت بإنهم متدينيين لأقصى الحدود. ربما من سؤ حظ المرحله التاريخيه القبطيه انها اتوجدت فى فترة احتلال اجنبى لمصر ، لكن الاحتلال الاجنبى رغم كونه له اثر سلبى على التطور الحضارى فى مصر استطاعت الثقافه القبطيه ان تستمر و تتعايش معاه بدرجه كبيره من الإستقلاليه رغم ضغوط فظيعه اتمارست عليها..
وقد اختلفت الحقبة التي تمثل العصر القبطي عن غيرها بتغير الكتابة والفنون والعمارة والموسيقى ، فبالنسبة للكتابة والخطوط فقد تتفاعل وتتناسب مع المجتمع الإغريقي الجديد المحتل بخط مفهوم لتكملة مسيرة الحياة والمعيشة، وأمكن للمصريين تطوير الخط الديموطيقي إلى الخط القبطي. وأصبحت الكتابة القبطية تحوي حروف يونانية وسبعة حروف ديموطيقية ولكن المنطوق مصري, ولا يعتبر هذا تقصيرا للغة القبطية وقد سبق ان قام “كمال أتاتورك” -زعيم “تركيا”- في عام 1928 بالولوج ناحية الغرب وحضارته، بتحويل حروف الكتابة التركية المكتوبة بالعربية إلى الحروف الجرمانية، لكن ظل النطق التركي كما هو؛ فالكتابة جرمانية والنطق تركي.
وهذا ايضا كان طلب دكتور طه حسين والاستاذ عبد العزيز فهمي والمفكر سلامة موسي بتحويل الحروف العربية الي اللاتينة لتواكب تطور اللغات والمصطلحات العلمية والتكنولوجيا الحديثة..
و لا نستطيع أن نفصل أي حقبة عن الأخرى لأن مصر كنهر النيل الذي يجري متدفقاً يعطي الحياة دون توقف مارا بكثير من البلاد دون تغير ، والقبطي هو الاسم الذي ينسب إلى المــاء الأزلي أو إلى النيـل والفيضان كما يقول الدكتور زاهى حواس في مقالته بجريدة الأخبار القاهرية الصادرة بتاريخ 15/12/2005 ، العدد 43468 ، يقــول [ واعتقد العلماء أن اليونانيين قد سموا اسم إيجينوس لمصــر وذلك لاحتمال الاشتقاق من اسم أجنبي ] وهو اسم ينسب إلى الماء الأزلي أو إلى النيل والفيضان.. ومنها جاءت كلمة Egypt في اللغة الإنجليزية ومثلها في اللغة الفرنسية وأيضاً نفس النطق تقريبا بالإيطالية والألمانية..
وتقول موسوعة “ويكيبديا” أن الكلمة العربية ” قبط” هي تعريب للكلمة القبطية كينياس من اليونانية وابكيتوس التي تعنى مصري من ابكيتوس الاسم اليوناني لمصر، المشتق من اسم مصري قديم لمصــر (كمت)
وكلمة قبط ما هى إلا شكل لفظى مختصر من اللغة القبطية أيجبتو بعد إزالة المقطع الأول
وفى اليونانية الكلمة تنتهى بحرف س s أى حذفوا البداية والنهاية وبقى لهم المقطع الذى ينطق “جبط” وكتبوا الحرف الذى ينطق صوته مثل حرف الجيم الجافة بحرف القاف فقرأت “قبط” وأطلقوا هذه الكلمة فى البداية على جميع سكان مصر ولكي يميزوا الفرق بين الكنيسة الملكيه التابعة لبيزنطة والكنيسة الوطنية التابعة للبابا بنيامين أطلقوا هذه الكلمة على مسيحي مصر الوطنيين أصحاب الوطن الذين هم الأرثوذكس الأقباط..
“Aegyptus” وكلمة قبط أطلقت على المسيحيين الذين يقطنون مصر وذلك عندما كانت مصر تحت حكم البيزنطيين وعرفت الحضارة اليونانية أرض النيل على مدى قرون بإسم إجيبت،Egypt أما أهلها فأطلق عليهم العالم أسم إيجيبشين Egyptians
وعلى هذا يكون أسم إيجيبشين أو قبط هو أسم القبط الذين يدينون بالمسيحية والذين بشرهم مار مرقس قبل غزو العرب المسلمين مصر.
وكان البيزنطيون يطلقون على المسيحيين التابعين لكنيسة مار مرقس أسم الأقباط وخاصة الساكنين فى أعالى مصر إبتداء من منطقة الجيزة، لأن منطقة الوجه البحرى سقط أغلبه فى يد الكنيسة البيزنطية (الملكية )وأنضموا إليهم.
ويقول المؤرخ يعقوب نخلة روفيلة في هذا الصدد، ان كلمة قبط جاءت من قفطايم أحد أولاد مصرايم ” تكوين10″ وهو الذي بني مدينة قفط بالصعيد الأعلي فسميت باسمه،وكانت مدينة عامرة اشتهرت قديما وخصوصا في عهد البطالسة بكونها محط رحال التجار الذين يقصدون مصر من بلاد العرب والهند لبيع بضائعهم, أما الان فهي قرية صغيرة تسمي دفادف وبها قلعة صغيرة تسمي قلعة قفط
ودعا العرب اهل البلاد باسم ” القبط ” كما سموا مصر ” دار القبط ” و لقد ورد ذكر كلمة قبط في بعض الاحاديث الشريفة “الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله “
وقد اطلق العرب كلمة قبط علي مسيحيين مصر الذين تمسكوا بالايمان تمييزا عن الذين انكروا الايمان دعوهم الموالي
وقد كان العرب الغزاة ينظرون إلى الأقباط نظرة دونية ويحتقرونهم بل لقد أطلق عليهم عمر بن العاص عبارة (امة محقورة تحفر بطن الأرض) لعملهم بالزراعة وليس بالقتل أو القتال
ويقول بعض المؤرخين عن القبط
….. للقبط اهمية خاصة لانهم البقية الباقية من الشعب المصري، ذلك الشعب الذي يمتاز بأن له أقدم تاريخ مدون
واقباط اليوم.. يرجعون في اصلهم الي الفراعنة القدماء وبذلك فهم يتمتعون بقوة احتمال وصلابة الاهرام وارادتهم وعزيمتهم في ان يحتفظوا بشخصيتهم القبطية تتكرر بشكل لانهائي خلال تاريخهم القديم وفي موقفهم المعاصر ” وليم زول كاتب المصريات”
ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم.ان وجود المصريين الاقباط رغم الاحتلال والقهر الي يومنا هذا يعد من معجزات البقاء فعلي الرغم من الاضطهادات العاتية التي مر ويمر بها المصريون الاقباط علي مر العصور الي يومنا هذا, فمازالوا يعيشون صراعاتها ويتعايشون مع احداثها وباقون لاستكمال مسيرتهم. ” المؤرخ عبد العزيز جمال الدين في مقدمة تحقيقه لكتاب تاريخ مصر والعالم القديم “
لاشك ان الاقباط هم وحدهم سلالة المصريين القدماء العظماء وقد ابقتهم العناية الالهية ليكونوا معجزة الدهور بعد اضطهاد شديد استمر حتي تاريخه من ظلم مهول وعذاب شرحه يطول ” المؤرخة لويزا بوتشر”
واقباط اليوم.. يرجعون في اصلهم الي الفراعنة القدماء وبذلك فهم يتمتعون بقوة احتمال وصلابة الاهرام وارادتهم وعزيمتهم في ان يحتفظوا بشخصيتهم القبطية تتكرر بشكل لانهائي خلال تاريخهم القديم .