الملك يعود إلى العرش: يحيى الفخراني يستعد لعرض «الملك لير» بعد سنوات من الغياب المسرحى

الملك يعود إلى العرش: يحيى الفخراني يستعد لعرض «الملك لير» بعد سنوات من الغياب المسرحى

تقرير_أمجد زاهر 

في لحظة طال انتظارها من عشّاق المسرح المصري، يعود الفنان القدير “يحيى الفخراني” إلى خشبة المسرح من جديد، وذلك من خلال إعادة تقديم رائعة شكسبير الخالدة “الملك لير”، في عمل مسرحي ضخم طال تحضيره، ويُعد من أكثر المشاريع الفنية المنتظرة خلال عام 2025.

ومن المقرر مبدئيًا أن يتم افتتاح العرض يوم “20 يونيو الجاري” على المسرح القومي، وفقًا لما تداوله صُنّاع العمل.

عودة ملك المسرح

يحيى الفخراني، الذي غاب لسنوات عن المسرح لانشغاله بأعمال درامية وسينمائية، يعود الآن إلى عرينه الأول، حيث وُلد فنيًا وكُوّنت شخصيته الإبداعية.

“الملك لير” ليست مجرد مسرحية بالنسبة له، بل مشروع فني وإنساني كبير، يُجسد فيه عمق الصراع النفسي بين القوة والضعف، الحب والخيانة، الحكمة والجنون.

وفي تصريحات تلفزيونية، قال الفخراني:

 “رغم أن *الملك لير* تراجيديا، إلا أنني ألاحظ استمتاع الأطفال بالعرض، لأن فيه قدر كبير من الكوميديا الإنسانية.. والناس بتضحك من قلبها حتى وهي بتعيش مأساة الملك”.

نص معدل ومقاربة جديدة

واحدة من المفاجآت التي أعلن عنها الفخراني، هو “اختصار العمل إلى ثلاثة فصول” فقط بدلاً من النص الكامل الطويل، حيث تستغرق المسرحية حوالي ثلاث ساعات فقط، مؤكدًا أنه قراره جاء احترامًا لقدرة الجمهور على المتابعة دون إرهاق، وخاصة في زمن تتراجع فيه عادة مشاهدة المسرحيات الطويلة.

كما أضاف أن العمل يتضمن عدة استعراضات موسيقية وبصرية تضيف حيوية خاصة للنص التراجيدي، ما يجعل العرض مناسبًا لجمهور عريض، من الكبار وحتى الأطفال، دون أن يفقد جوهره الكلاسيكي العميق.

إنتاج ضخم بميزانية مفتوحة

المسرحية تُنتج من خلال “المسرح القومي” بالتعاون مع وزارة الثقافة، وقد تم الاتفاق مع إدارة المسرح على أن تكون “الميزانية مفتوحة”من أجل تقديم عرض يليق بمكانة النص، واسم يحيى الفخراني، والجمهور المصري العاشق للمسرح.

وقد أُعدّ ديكور ضخم، واستُعين بفريق متخصص لتقديم المؤثرات البصرية والموسيقية، بالإضافة إلى تصميم أزياء تتماشى مع الحقبة التاريخية لشكسبير بروح عصرية.

طاقم العمل: نخبة فنية مميزة

يشارك في البطولة مجموعة متميزة من النجوم الشباب والكبار، ممن تم اختيارهم بعناية شديدة خلال ورش إعداد مكثفة أشرف عليها الفخراني بنفسه، حرصًا منه على تجانس الأداء وتوحيد الرؤية الإخراجية.

كما تمت الاستعانة بمخرج مسرحي مخضرم لتولي إدارة الخشبة وتنسيق الإيقاع العام للعرض.

الملك لير: بين الأمس واليوم

سبق للفخراني أن قدّم “الملك لير”عام 2001 في عرض مسرحي شهير، قُدّم على خشبة المسرح القومي أيضًا، ولا يزال يُعد من أنجح عروض المسرح المصري في العقدين الأخيرين.

أما العودة الحالية، فتُبشّر بقراءة مختلفة للنص، تُلامس روح العصر وتستوعب التغيرات الثقافية في مصر والمنطقة.

 المسرح ينتظر لحظة التتويج

يبدو أن عودة “الملك لير: مع “يحيى الفخراني” ليست مجرد عرض مسرحي، بل حدث ثقافي متكامل يُعيد الحياة لخشبة المسرح، ويؤكد أن النصوص الكلاسيكية قادرة دائمًا على البقاء متوهجة إذا أُعيد تقديمها بحس عصري، واحترافية نادرة.