المنافسة واستنزاف الروح

كتبت
منال جلال
==========

صحيح أن المنافسة تبدو مفيدة لأنها تثير الحماسة في الإنسان
و تدفعه للعمل بدأب حتى ينجز افضل من الآخرين و يتفوق عليهم
و عملية التطوير المستمر للاختراعات و الخدمات غالباً هي نتاج حمى المنافسة.
، و لكن
من جهة أخرى فإن لهاث الإنسان نحو الأفضلية
( الأغنى .. الأقوى .. الأجمل .. الخ )
تجعله دون ان يشعر يصبح سجيناً لشعور المنافسة و الرغبة في تحقيق المركز الأول و الإبقاء عليه،

فيصبح كآلة صماء لها مهمة محددة و غير مسموح لها بارتكاب أخطاء او الميل لقليل من الفوضى او التراخي
و هي سمات إنسانية طبيعية،
إضافة إلى القسوة الشديدة على النفس باللوم و جلد الذات في حالة حدوث إخفاق أو فقدان الأفضلية التي يدور في ساقيتها بلا رحمة بنفسه؛
و كما أنه يتخلى عن كثير من متع الحياة و بهجتها لأنه مسجون في مساحة الأفضلية التي يرغبها و يود الاحتفاظ بها فلا يركز إلا على كل ما يقوده إليها و حسب،

و كثيراً ما نرى الرجال الأكثر نجاحاً في حياتهم العملية و قد فاتتهم فرصة الإستمتاع بقضاء بعض الوقت مع الزوجة و الأولاد و الأصدقاء،
هذا إذا لم يكن قد ضحى بالحياة الاجتماعية من البداية في سبيل حصر الوقت في العمل وحده.
، و يأتي وقت يشكو فيه الأقوى والأغنى والأجمل من الوحدة و الملل،
و قد قايضوا سلام أرواحهم بالأفضلية !
===========
منال جلال

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.