المهرجان القومى للمسرح المصرى يكرّم عمالقة الفن فى دورته ال١٨ ويواصل انتشاره فى المحافظات

المهرجان القومي للمسرح المصري يكرّم عمالقة الفن في دورته الثامنة عشرة ويطلق 30 ورشة للشباب ويواصل انتشاره في المحافظات

تقرير_أمجد زاهر 

في إطار الاستعدادات الجارية لانطلاق فعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، أعلن الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، عن قائمة المكرّمين لهذا العام، والتي تضم نخبة من رموز المسرح المصري، ممن أثروا الساحة الفنية بعطائهم المتميز وأعمالهم الخالدة.

وأكد رياض أن التكريم هذا العام يحمل بُعدًا وجدانيًا خاصًا، لأنه يأتي في توقيت دقيق تسعى فيه الدولة إلى استعادة وهج المسرح كأداة تنوير وبناء ووعي، مشيرًا إلى أن اختيار الأسماء تم بعناية شديدة من قِبل اللجنة العليا للمهرجان، انطلاقًا من مبدأ الوفاء لأصحاب البصمات الحقيقية.

المكرمون: أسماء حفرت مجد المسرح المصري

وتضم قائمة المكرّمين: الفنان محي إسماعيل، المعروف بأدائه الفلسفي العميق وأدواره المركّبة، والفنان أشرف عبدالباقي الذي أعاد للمسرح الجماهيري بريقه من خلال سلسلة “مسرح مصر”، والفنانة القديرة سميرة عبد العزيز التي تمثل مدرسة في الأداء الكلاسيكي، والفنانة ميمي جمال التي جمعت بين الكوميديا والتراجيديا في مسيرة فنية حافلة.

كما يشمل التكريم الفنان القدير أحمد نبيل، أحد الوجوه المميزة في المسرح والدراما، والفنان جلال العشري صاحب الأداء المسرحي الصادق، والمخرج أحمد عبد الجليل الذي قدّم بصمات إخراجية في عدد من العروض المهمة، والمخرجة عبير علي التي ساهمت في تقديم مسرح تجريبي نسوي يعكس تحولات المجتمع.

ومن عالم الكتابة، يكرّم المهرجان الكاتب سليم كتشنر، المعروف بكتاباته المسرحية الجريئة والمغايرة، بالإضافة إلى تكريم الدكتور صبحي السيد، صاحب الإسهامات الفكرية في مجالي الإخراج والتدريس المسرحي.

ورش شبابية.. المسرح يصنع المستقبل

وفي بادرة مهمة تعكس إيمان إدارة المهرجان بضرورة ضخ دماء جديدة في جسد المسرح المصري، أعلن محمد رياض عن إطلاق 30 ورشة فنية مخصصة للشباب، تغطي مجالات التمثيل، والإخراج، والكتابة، والسينوغرافيا، وإعداد الممثل، وغيرها من الفنون المسرحية، وذلك بمشاركة كبار المدربين والفنانين.

وستُقام هذه الورش داخل أرقى قاعات وزارة الثقافة، وبدار الأوبرا المصرية، في محاولة لإتاحة فرص متكافئة أمام الشباب من مختلف الخلفيات، من أجل صقل مواهبهم وتوجيه طاقاتهم نحو العمل المسرحي الجاد.

المهرجان يصل إلى المحافظات.. خطوة نحو العدالة الثقافية

وفي سياق سعي المهرجان إلى تحقيق العدالة الثقافية، أشار رياض إلى أن الدورة الثامنة عشرة ستشهد انفتاحًا كبيرًا على الأقاليم، حيث تقرر تقديم العروض والفعاليات في أربع محافظات هذا العام، على أن يتوسع البرنامج الجغرافي في الدورة المقبلة ليشمل عددًا أكبر من المحافظات.

وأوضح رياض أن هذا التوجه يعكس استراتيجية متكاملة تؤمن بأن المسرح لا يجب أن يبقى حبيس العاصمة، بل يجب أن يصل إلى كل بيت مصري، ليؤدي دوره التنويري والترفيهي في آن واحد.

تكامل فني وفكري

ومن الجدير بالذكر أن الدورة الثامنة عشرة، والتي تُقام برعاية وتنظيم وزارة الثقافة المصرية برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ستشهد أيضًا برنامجًا فكريًا حافلًا بعنوان “تحولات الوعي الجمالي في المسرح المصري”، إلى جانب عدد من الندوات المخصصة للمكرّمين وقراءات نقدية للعروض المشاركة.

هكذا، تبدو دورة هذا العام من المهرجان القومي للمسرح المصري واعدة وملهمة، حيث تكرّم الكبار، وتحتضن الشباب، وتشق طريقها إلى الأقاليم، في احتفالية مسرحية وطنية تُعيد للمسرح مكانته في قلب الوجدان المصري.