المهرجان القومى للمسرح يُخلّد اسم سيدة المسرح العربى: سميحة أيوب رمزًا للمسابقة الرسمية فى دورته الـ18
المهرجان القومى للمسرح يُخلّد اسم سيدة المسرح العربى: سميحة أيوب رمزًا للمسابقة الرسمية فى دورته الـ18
تقرير_أمجد زاهر
في خطوة تعبّر عن وفاء الوسط المسرحي المصري لرموزه الكبار، أعلن المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، عن إطلاق اسم الفنانة الكبيرة الراحلة سميحة أيوب على المسابقة الرسمية للعروض المسرحية، وذلك بموافقة وإجماع أعضاء اللجنة العليا للمهرجان، لتبقى سيدة المسرح العربي حاضرة بروحها وفنها في ذاكرة كل دورة مقبلة من هذا الحدث الفني الأهم في مصر.
تكريم مستحق لمسيرة استثنائية
لم يكن هذا القرار مجرد إجراء شكلي، بل يعكس رغبة حقيقية من إدارة المهرجان في تخليد إرث فني وإنساني كبير صنعته سميحة أيوب على مدار أكثر من سبعة عقود من الإبداع. فقد كانت الفنانة الراحلة واحدة من أعمدة المسرح المصري والعربي، ليس فقط كممثلة قديرة، بل أيضًا كمخرجة ومديرة للعديد من الفرق المسرحية الكبرى مثل “المسرح القومي” و”المسرح الحديث”، حيث تركت بصماتها الإدارية والفنية على جيل كامل من المسرحيين.
المهرجان القومي للمسرح.. بوابة التقدير الحقيقي للفن
يُعد المهرجان القومي للمسرح، والذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية سنويًا، أكبر منصة مسرحية محلية تهدف إلى دعم مختلف تيارات المسرح المصري، سواء من الفرق المستقلة أو المؤسسات الرسمية أو المسرح الجامعي والحر. وتسعى إدارة المهرجان في كل دورة إلى تعزيز روح الحوار الفني، وتقديم مساحة احترافية للمواهب الشابة، إلى جانب تكريم الرواد الذين حملوا شعلة المسرح المصري لعقود طويلة.
سميحة أيوب.. بين الفن والخلود
الفنانة الراحلة سميحة أيوب، التي غيّبها الموت عن عالمنا منذ أيام، رحلت جسدًا وبقيت أثرًا لا يُمحى. فهي الحاصلة على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون، وقدّمت عبر حياتها عشرات العروض المسرحية الخالدة، أبرزها:
- الفتى مهران
- سكة السلامة
- دائرة الطباشير القوقازية
- الدرس انتهى لموا الكراريس
عرف عنها التفرغ التام للفن، والتزامها الصارم بقيم المسرح، سواء في البروفات أو على الخشبة أو خلف الكواليس. ولم تكن فقط ممثلة تُتقن الأدوار المركبة، بل كانت أيضًا مُربية أجيال وراعية للفن الرفيع، تستقبل المبدعين الشباب بروح الأم والمعلمة.
دورة تُخلّد الذاكرة وتكرّم الجمال
إطلاق اسم سميحة أيوب على المسابقة الرسمية للمهرجان القومي للمسرح في دورته الثامنة عشرة يأتي تتويجًا لسلسلة من المبادرات التي تبنّاها المهرجان هذا العام لتكريس الذاكرة المسرحية الوطنية، والاحتفاء بروادها، وتأكيد دور المسرح كمنصة للحوار الجمالي والفكري والوطني.
ومن المتوقع أن تشهد هذه الدورة منافسة قوية بين عروض مسرحية مصرية من مختلف الجهات، في ظل التركيز على القيم الجمالية والإنسانية التي طالما دافعت عنها سميحة أيوب في كل عمل مسرحي شاركت فيه أو رعت ظهوره للنور.
ختامًا… اسم يليق بالمهرجان
بهذا القرار، يُكرم المهرجان القومي للمسرح المصري واحدة من أكبر وأهم الفنانات في تاريخه، ويمنح الأجيال الجديدة فرصة للتعرف على إرثها الفني. فحين يحمل المهرجان اسم سميحة أيوب، فإنه لا يكرم فردًا فقط، بل يرفع راية المسرح بكل ما فيه من صدق، وعشق، ونور.