“الموت يداهم زهور الحياه”

بقلم سارة خالد

بطريقة ما ، ما عدت اقرأ إلا عن الموت او اسمع عنه في تلك الايام ، اتعجب أولئك الذين فارقوا دُنيانا وتسلل الموت إليهم في الظلمات فأخذ أرواحهم لتلاقي بارئها ، كيف يَدَعونٔ الوِحدَة في آخر أيامهم ، كيف يبُث الله فيهم الشوق والحنين إلي الناس وفي ذات الوقت حب التأمل والصمت! ، هل يشعرون بأنهم علي شُرفة لقاء ربهم فيحسنون العمل
والقول؟! ، أتذكر فلان الذي قيل بإنه قبل أن يموت كان يتحدث بجميل الكلام ، وفلانه التي لاقت الله تُصلي برغم أنها تاركه للصلاة طيلت حياتها ، اتذكر الكثير من القصص التي تروي عمن فارقونا ، اتذكر قربيتي والتي كانت الاقرب للقلوب ، كانت تغلف الحب بداخل كل من تلتقيه وقبل الموت أعطت وصيتها وذهبت للقاء الله ، فقط اتسأل هل يكونون علي علم بأن قضاء الله فيهم قد اقترب؟! فيبادرون بالتوبة ويقع في حبهم الناس ويشكون الوحده ، هل يشعرون بأنهم يحتاجون أنيس فيعافهم الله من أونس الله البشر ويقدر لهم التوبه ثم يرسل لهم ملائكة الموت لتفيض أرواحهم إلي الله؟! .
يتكاثر الموت من بيننا لشباب لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين ، بل منهم من يموت وهو لم يتم عقده الثاني بعد فيترك من بعده اثراً طيباً لو أراد الله وقدر له الهدايا ومنهم من يترك السوء _عافانا الله_ فيترك من يقول اراحنا الله منه فيكون الله قد رفع بموته بلاء ..

يقتنص الموتُ منا اعز من نملُلك ، يقتنص منّا احب ما ملكنا يوما ولكن يتردد في ذهني حديث د/عمر عبد الكافي حينما قال بأن الاموات بيننا يستمعون إلينا ويعرفون اخبارنا ، يشاهدوننا ، لذا فإن الحديث يصل والكلمات تُسرد علي مسامعهم ، يشعرون بألامنا لفقدهم ولكن هي بضع ايام ويشاء القدير لنا اللقاء ..
العزاء فينا لا في الاموات وإن الموت لو نعلم خير فحبذا الموت فإنه الذي يقرب الحبيب لحبيبه فلما لا نحبه ولما لا نعمل خير حتي نلاقي الله .

عندما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال إن المدينة ما رأت ظلاماً كهذا اليوم فلو كان الحبيب المصطفى خيره الله بين الخُلد والجنه وبين لقاء الله والجنه فأختار لقاء الله والجنه وهو من هو ! ، هو من يعلم بأن الفتنة ستنشُب بعده ، وان الناس ستخر مغشياً عليها ومنهم من يبكي بكاءاً مرير ويقوم عمر وهو من هو من درجات الإيمان فيبكي ويرفع سيفه ويقول من سيقول بأن رسول الله مات قطعت رأسه ويرتد آخرين بموت نبي الله وكان رسول الله يعلم ولكنه اختار الله ، اختار اللقاء بالحبيب تاركاً فينا من اذا تمسكنا بهم عُصمنا وإذا تركناهم خاضت فينا الفته وتشبثت بنا ..
القول بأن الله يصطفي الاخيار منّا في هذا الزمان الغابر الذي يبتلي المرء في دينه ودنياه وترقص أمامه الشهوات وتنادي الدنيا بهِ لتغويه فلما لا نحب لاحبائنا لقاء الله ؟!
_نعلم بأن ما يقتلنا حقيقة هو الشوق ولكن فلنحب من نحب ونعطيه من الحب ذروته في الدنيا قبل أن يأتي الفراق فتحضتننا الاشوق بدلا منهم حتي إذا جاءهم الموت بكينا شوقاً لا تقصيراً .

رحم الله أمواتنا وأنزل علينا سكينة الفراق واعزهم لجنة الخلد .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.