المودة
(( المَودَّة ))
✒#Batot Ahmed
لا تليقُ بغيرِ الأنقياء ، فهيَ صِناعهٌ إنسانيّة تنبع من قلوبٍ يُعطرها حُب الخير ويُضيء جوانبها طابعُ العطاء .. يتمُّ تجميعها في المشَاعر وتغليفها بالتسامح وتصديرها إلى الناس وهي غاية الخير وهي طريق إلى الجنة .
وبها أوصانا نبينا صلى الله عليه وسلم حينَ قال : ( لا تَدخُلونَ الجنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا . ولا تؤمِنوا حتَّى تَحابُّوا . أوَلا أدلُّكُم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحابَبتُم ؟ أفشُوا السَّلامَ بينَكُم ) الراوي : أبو هريرة ــ المحدث : مسلم .
هي ثروةٌ إنسانيه نملكُها جميعاً ؛ لكننا قد لا نكتشفها بسهوله في داخلنا ، وإن اكتشفناها قد نُفرطُ فيها ولا نعرفُ قيمتها إلا حين نشعرُ بفقدها .. وقتها سنكتشــف أننا نحن الذين قتلناها ووضعناها في تابوت فلم تعد خضراء كما خلقها الله فينا .
رغمَ أنّهُ سُبحانه وصفنا نحن المسلمين بها فقال : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح : 29] فهيَ نعمةٌ يتبادلها البشر فيما بينهم ، وتعمُرُ بها الحياة حينَ نعلم : أننا بقدر ما نعطي مـنـهـا نـأخـذ .
فالمودةُ لإتُباعُ ولا تُشترىَ .. لكنها مِن إنتاجنا الداخليّ الخاص حينَ تنقىَ قلوبنا وتَسمو أرواحنا ؛ نُرسلُ مِنها الى أحبَّتنا ، ونستقبلها مِنهُم ، وبها نستمدُّ الإحساس بالحياة ، والحوار الأخوي مع الآخرين .
لن نَخسر إذا حاولنا تَصديرها لمَن نُحب ، ولن تُغرِق أسواقَ عواطِفنا وإنْ استوردناها بكمياتٍ كبيرة .. لأنَّها أبداً لن تفيض عن حاجتِنا ، بل أنّ كثرتها تُخصب القلوب ، وتروي الـمشاعـر ، وحـصـادَهـا دائماً هو : الحُب لله وفي الله .